النبي يبشر أصحابه بخمس – أمال راغوت

إنها خمس هبات من الله لنبيه ولهذه الأمة…

هبات تفيض رحمة ورأفة بهم..

يقول سيدنا عبد الله بن عمرو بن العاص: (إن رسول الله عام غزوة تبوك قام من الليل يصلي فاجتمع وراءه رجال من أصحابه يحرسونه، حتى إذا صلى وانصرف إليهم قال لهم: لقد أعطيت الليلة خمسا ما أعطيهن أحد قبلي: ” أما أنا فأرسلت للناس كلهم عامة، وكان من قبلي يرسل إلى قومه، ونصرت على العدو بالرعب، ولو كان بيني وبينهم مسيرة شهر لملأ منه رعبا. وأحلت لي الغنائم أكلها وكان من قبلي يعظمون أكلها كانوا يحرقونها… وجعلت لي الأرض مساجد وطهورا، أينما أدركتني الصلاة تمسحت وصليت، وكان من قبلي يعظمون ذلك وإنما كانوا يصلون في مساكنهم وبيعهم.

والخامسة هي ماهي..

 قيل لي: سل فإن كل نبي قد سأل. فأخرت مسألتي إلى يوم القيامة، فهي لكم ولمن شهد أن لا إله إلا الله) رواه أحمد

يقول محمد الصوياني في كتابه السيرة النبوية كما وردت في الأحاديث الصحيحة: (كان الصحابة ينصتون إلى تلك الهبات الإلاهية ويرجون الله شفاعة نبيه صلى الله عليه وسلم وكان النبي يواصل تعليمه وتثقيفه لأتباعه في أي مكان وأي زمان…)

وإنا لطامعون كما طمعوا وراجون من الله ما رجَوا…نرجو شفاعة حبيبنا صلى الله عليه وسلم.

قال النووي: الشفاعةُ خمسةُ أقسامٍ:

▪️ أوَّلُها: مختصَّةٌ بنبينا صلى الله عليه وسلم، وهي الإراحة مِن هَوْل الموقف وطول الوقوف.

▪️ والثانية: في إدخال قوم الجنةَ بغير حساب.

▪️ والثالثةُ: الشفاعةُ لقوم استَوجَبوا النار.

▪️ والرابعة: فيمَن دخل النار مِن المذنبين.

▪️ والخامسة: الشفاعة في زيادة الدرجات في الجنة لأهلها.

ها هو شهر الغفران يدنو، ها هو شهر القرآن يقترب، ولقد بدأ العد العكسي عند كل مسلم صادق راج بصيامه وقيامه الإيمان والاحتساب ومع حلوله يجد المسلم بشارات نبوية بأحاديث عن الشفاعة تدفعه الى مزيد عطاء وعمل:

ورد عن عبد الله بن عمرو أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:  (الصِّيَامُ وَالْقُرْآنُ يَشْفَعَانِ لِلْعَبْدِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، يَقُولُ الصِّيَامُ: أَيْ رَبِّ، مَنَعْتُهُ الطَّعَامَ وَالشَّهَوَاتِ بِالنَّهَارِ، فَشَفِّعْنِي فِيهِ، وَيَقُولُ الْقُرْآنُ: مَنَعْتُهُ النَّوْمَ بِاللَّيْلِ، فَشَفِّعْنِي فِيهِ ، قَالَ: «فَيُشَفَّعَانِ».)

وعن أبي أمامة الباهلي قال: سمعتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: “اقْرَؤُوا الْقُرْآنَ، فَإِنهُ يَأْتِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ شَفِيعًا لِأَصْحَابِه”.

وروى ابن حبان في صحيحه عن جابر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (الْقُرْآن شَافِع مُشَفع وَمَاحِل مُصَدقٌ، مَنْ جَعَلَهُ إِمَامَهُ قَادَهُ إِلَى الْجَنةِ وَمَنْ جَعَلَهُ خَلْفَ ظَهْرِهِ سَاقَهُ إِلَى النَّارِ) ويقال: لا تجعل القرآن ماحلًا؛ أي: شاهدًا عليك.

وفيما رواه الإمام مسلم في صحيحه من حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه، قال: (فيقول الله تعالى: شفعت الملائكة، وشفع النبيون، وشفع المؤمنون، ولم يَبق إلا أرحم الراحمين، فيقبض قبضةً من النار، فيخرُج منها قومًا لم يعمَلوا خيرًا قط).

فصلى ربي وسلم على البشير النذير الذي تركنا على المحجة البيضاء ليلها كنهارها لا يزيغ عنها إلا هالك.

أخبار / مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى