هيئات مغربية ترصد محاولات تسريب التطبيع لذاكرة الأجيال المقبلة
رصدت هيئات مغربية محاولات حثيثة لتسريب التطبيع مع الكيان الصهيوني إلى ذاكرة الأجيال المقبلة عبر تغيير المناهج والمقررات الدراسية. وأظهرت واقع وأحداث، منها كأس العالم لكرة القدم – قطر 2022، عدم تغلغل التطبيع في العقل الجمعي للمغاربة.
ويُسند فكرة عدم نفاذ التطبيع إلى أوصال الشعب المغربي، ما أظهره استطلاع حديث أجراه معهد واشنطن من أن الغالبية العظمى في سبع دول عربية؛ أي حوالي 80 في المائة، ينظرون إلى اتفاقياته عاى أنها “سلبية جدا” أو “سلبية إلى حد ما”.
اختراق عقول الناشئة
ويظهر صوابية الاستنتاج السابق عدم تبدل نظرة الشعبين المصري والأردني من الكيان رغم توقيع الدول على اتفاقيات التطبيع منذ عشرات السنين. وقد كشف تقرير “الباروميتر” العربي عن وجود رفض واسع للتطبيع من لدن المواطن العادي بالمنطقة العربية رغم تطبيع دول عربية.
ويحاول الكيان الصهيوني توظيب صورته لدى المغاربة عبر اتفاقيات في المجال التعليمي والثقافي، وفي هذا الشأن تم توقيع اتفاق تعاون بين الجامعات والمراكز المغربية و”الإسرائيلية”، وانطلقت أولى خطوات التنزيل بزيارة أربعة طلاب لجامعة بن غوريون، حسب تقرير لموقع “الميديا لاين” الناطق بالانجليزية.
وتلى تلك الخطوة خطوات أقربها تنظيم مؤتمر خاص بالتعليم والتعايش في العاصمة المغربية الرباط ما بين 5 إلى 7 دجنبر 2022، بمشاركة الولايات المتحدة الأمريكية والكيان الصهيوني ودول عربية هي مصر والأردن والإمارات والبحرين والسودان.
وتنبهت عدة هيئات للمحاولات الحثيثة لقلب صورة الكيان في عقول الناشئة والفئات المثقفة عبر تعديل المناهج والمقررات الدراسية، وفي هذا الصدد طالبت كل من النقابة الوطنية للتعليم والجامعة الوطنية للتعليم القوى الحية إلى مواجهة التطبيع بكل أشكاله وحماية الأجيال وفضح كل المطبعين في المجال التربوي.
لائحة عار سوداء
وتقترح النقابتان في بلاغ مشترك إعداد لائحة عار سوداء تشير إلى كل المطبعين في المجال التربوي وتؤرخ لخذلانهم، داعية وزارة التربية الوطنية إلى الكف عن العبث بالمقررات الدراسية وبالحياة المدرسية، وبإشراك النقابات التعليمية.
وتشدد النقابتان على التشاركية في كل ما يتعلق بتعديل المناهج والبرامج الدراسية حماية للأجيال القادمة من مخاطر تزييف الوعي وتشويه الشخصية المغربية، معتبرتين أن التطبيع تسهيل لسيطرة الكيان الصهيوني مستقبلا على ثروات المنطقة وشعوبها.
وفطنت الهيئات المغربية إلى مخططات التطبيع، لذلك اقترحت النقابتان استغلال كل المناسبات للتعريف بالقضية الفلسطينية في المدارس والمؤسسات التربوية، معتبرتين عملية التطبيع في المناهج الدراسية “جزءا من مظاهر عديدة لمحاولة التطبيع تحت مبرر نشر ثقافة التسامح والتعايش”.
وقد سبق أن وعت حركة التوحيد والإصلاح بمحاولات استغلال التنوع الثقافي والحضاري للبلاد في التمكين للاختراق الصهيوني للمدرسة المغربية، وانتقد بيان للمكتب التنفيذي للحركة بمناسبة الدخول المدرسي والجامعي 2021 -2022 الاختراق تحت ذريعة التسامح والتعريف بالرافد العبري.
ويكشف زيف التعايش والسلام والتطبيع باستمرار الكيان الصهيوني في ارتكاب جرائمه الوحشية ضد الشعب الفلسطيني، وقد أدان المكتب المركزي للجمعية المغربية لحقوق الإنسان، منددا بقتل الفلسطينين على الملأ.
ملاعب دعم فلسطين
ويعبر المكتب في بلاغ له عن اعتزازه بمبادرات اللاعبين والمواطنين المغاربة في دعم القضية الفلسطينية داخل وخارج الملاعب التي تحتضن مقابلات كرة القدم لكأس العالم 2022 بقطر، موضحا أن ذلك تأكيد واضح لموقف الشعب المغربي الداعم للقضية الفلسطينية والرافض للتطبيع مع الكيان الصهيوني.
وسبق أن دعت النقابة المغربية للتعليم العالي والبحث -باعتبارها من أهم مكونات المنظومة الجامعية- إلى “التصدي لكل الفعاليات والمبادرات التطبيعية التي تستهدف اختراق الجامعة المغربية ومؤسسات التعليم العالي”. وأكدت في بيان أن “القضية الفلسطينية ستبقى حية في ضمير الجامعة والجامعيين وكل المغاربة”.
كما سبق أن قال منسق المبادرة الطلابية ضد التطبيع والعدوان يوسف هاشم، إن “المغرب لن يجني من التنسيق الأكاديمي إلا الويلات”، مضيفا أن موقف المبادرة هو رفض وإدانة كل أشكال التطبيع، موضحا أن الطلبة لن يقبلوا استهداف الوسط الجامعي بالتطبيع باعتبارهم فئة واعية داخل المجتمع.
ولازال المحاولات جارية في اتجاه التمكن من العناصر الموجهة لعقلية الشعوب، رغم ملاحظة كل من النقابة الوطنية للتعليم والجامعة الوطنية للتعليم أن الكيان الصهيوني يسعى لتكريس التعايش في المقررات المغربية في حين أن المناهج التعليمية الصهيونية تكرس الكراهية المطلقة للعرب.