المجلس الأعلى للتربية يناقش الذكاء الاصطناعي والمعطيات الشخصية

عقد المجلس الأعلى للتربية والتكوين يومي 12 و13 دجنبر 2023، ندوة دولية حول الذكاء الاصطناعي وأثره على قطاع التربية والتكوين تحت عنوان “الذكاء الاصطناعي: رافعة من أجل تحويل التربية والتكوين والبحث العلمي” بمقر المجلس بالرباط.

وحسب وكالة المغرب العربي للأنباء، شكل موضوع “القوانين والأخلاقيات المرتبطة بالذكاء الاصطناعي في مجال حماية وخصوصية المعطيات ذات الطابع الشخصي”، محور جلسة علمية أمس الثلاثاء،  وانكب المشاركون خلال هذه الجلسة على الإجابة عن بعض الأسئلة المرتبطة أساسا ب”كيف يمكننا حماية الخصوصية الفردية عندما تقوم أنظمة الذكاء الاصطناعي بجمع وتحليل كميات كبيرة من البيانات الشخصية”، و”ما حدود جمع البيانات واستخدامها”.

كما شدد المشاركون على أهمية تعريف الذكاء الاصطناعي وفهمه بشكل أفضل كشرط أساسي لتطوير أي تشريعات تحكم هذا المجال التكنولوجي، حيث سلط رئيس برنامج العلوم الاجتماعية والإنسانية في مكتب اليونسكو لمنطقة المغرب العربي أرمين إبريسيموفيتش، الضوء على تقرير المنظمة الأممية “توصية بشأن أخلاقيات الذكاء الاصطناعي”،

ويهدف حسب أرمين إلى أن يكون بمثابة أساس لوضع أنظمة الذكاء الاصطناعي في خدمة الإنسانية والأفراد والمجتمعات والبيئة والنظم البيئية، وكذلك لمنع الضرر، كما يهدف إلى توفير صك معياري مقبول عالميا يركز على تحديد القيم والمبادئ، ولكن أيضا على تطبيقها العملي، من خلال توصيات استراتيجية ملموسة، مع التركيز بشدة على الإدماج، وقضايا المساواة بين الجنسين وحماية البيئة والنظم الإيكولوجية.

ودعا محمد العربي كركب رئيس جامعة ابن طفيل بالقنيطرة، في مداخلة بعنوان “الجوانب الأخلاقية لتطوير الذكاء الاصطناعي”، إلى تطوير تقنيات الكشف المتقدمة وتشجيع البحث في هذا المجال، للبقاء في صدارة صانعي المحتوى.لمواجهة تحديات الذكاء الاصطناعي من الناحية الأخلاقية والتنظيمية، وإلى تشجيع مطوري التكنولوجيا على تبني ممارسات شفافة من خلال إتاحة الولوج إلى الأساليب المستخدمة والتقنيات ذات الصلة.

وفي معرض حديثه عن الجانب القانوني لهذه القضية، أشار الأستاذ بجامعة محمد الخامس بالرباط، مهدي منير، وهو أيضا نائب العميد المسؤول عن البحث العلمي بكلية العلوم القانونية والاقتصادية والاجتماعية السويسي، إلى الفرق القانوني القائم بين الإنسان والشيء باعتباره أداة تهدف إلى دعم وتيسير الوجود الإنساني، وأنه قبل تطور الذكاء الاصطناعي، كان ينظر إلى التقدم الرقمي كوسيلة لتسهيل مهام كانت حصرا على الإنسان”. وبروز هذه التكنولوجيا الجديدة يثير تساؤلات جديدة، مني أبرزها هل يعادل الذكاء الاصطناعي الذكاء البشري؟ مع إيلاء اهتمام للتداعيات القانونية التي قد تترتب عنه.

وينكب المشاركون في هذه الندوة الدولية، من خبراء مغاربة وأجانب وممارسين وباحثين وممثلين حكوميين، على دراسة آثار وفرص وتحديات دمج الذكاء الاصطناعي ضمن المنظومة التعليمية. ويهدف هذا اللقاء إلى توضيح وتعميق فهم التصورات الرئيسية المتعلقة بالذكاء الاصطناعي، ومناقشة التحديات والفرص الاجتماعية الناشئة عن هذه التقنيات، وتسليط الضوء على تأثير الذكاء الاصطناعي في مجالات التعليم والتكوين والبحث العلمي، فضلا عن المساهمة في تطوير رؤية وطنية وإفريقية للذكاء الاصطناعي.

أخبار / مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى