الغربي وبولوز يحذران المرضى من مخالفة الشرع في صيام رمضان

حذر الدكتور الغربي والدكتور بولوز من صيام المرضى الذين ألح عليهم الأطباء الإفطار خلال شهر رمضان حفاظا على صحتهم، ومخالفة شرع الله في إقامة الرخصة التي منحها الله للمريض خلال هذا الشهر الفضيل رفعا للمشقة.

وانتقد الدكتور محمد حسن الغربي في محاضرة  السبت الماضي بالمقر المركزي لحركة التوحيد والإصلاح بالرباط، الإسقاط الخاطئ لكثير من الناس بأن الصوم له تأثير إيجابي على الصائم المريض رغم أنه غير مطالب بالصيام، مؤكدا أن الصوم لا يعالج المريض ومحذرا من أن هذا الإسقاط قد يحدث ما لا يحمد عقباه.

وأكد الطبيب والداعية المغربي أن هذه رخصة منحها الله تعالى لنا رفعا للمشقة، ولو كان يعلم الله خيرا للمرضى في الصيام لقال لهم صوموا، لذلك الله فرضها على المعافى واستثنى فيها المريض فإما يصومها بعد رمضان أو إذا كان لا يطيق الصياه فعليه بفدية طعام مساكين.

وعن فوائد الصيام بالنسبية للمعافى، أكد  الغربي أن الصيام ينعكس على الإنسان بفوائد وله أثر إيجابي في الصحة الجسدية والنفسية والاجتماعية، فالصيام ينقي الجسد من الأوساخ والأدران، ويريح المخ والمعدة وسائر الجسم، كما أن الصحة الاجتماعية تتحسن وتكون العلاقات في شهر رمضان ألطف من باقي الشهور.

وأشار الأستاذ الجامعي في كلية الطب والصيدلة إلى أن الصائم في الجانب النفسي ينقطع عن الحرام، لذلك ينبغي أن يصوم عن الحرام قبل أن يصوم عن الحلال الذي هو الطعام والشراب، وأن يصلح نفسه خلال هذا الشهر الفضيل وأن ينقطع عن كل ما يؤذي غيره ويتحكم في نفسه، ونتيجة لذلك سيكون هناك تحسن في صحته النفسية وبصلاحه وغيره سيصلح حال المجتمع.

من جانبه، اعتبر الدكتور محمد بولوز أن الصيام يجعل حياتنا طيبة ويمنعنا من الإسراف خلال رمضان وحتى في غير رمضان، والإسراف في رمضان يضيع مقاصد الصيام والشره في المأكولات يضر بالجسد، والإسراف يكون بتجاوز الحلال إلى الحرام وتعود على الجسد بضرر هذه النعم قبل ما كانت تعود عليه بالمنفعة، ومن الإسراف ألا يجرأ الإنسان على شيء حرمه الله.

ونبه أستاذ التعليم العالي في الدراسات الإسلامية المرضى إلى عدم إلقاء أنفسهم إلى التهلكة فيمن ألزم نفسه بالصيام رغم أن الطبيب ألح عليه بالإفطار، معتبرا أن ذلك مخالف للشرع، وحديث صوموا تصحوا هو حديث مروي بطرق ضعيفة، وحتى إذا جاز الأخذ به فهو للأصحاء.

 ودعا الدكتور بولوز على التوسع في معنى التقوى خلال هذا الشهر الفضيل باعتبارها من الغايات العظمى لهذه العبادة خلال هذا الشهر الفضيل، وامتناع عن كل المحرمات والمنهيات لنكون من الشاكرين والمتقين، وألا نحصر التقوى في الجانب الإيماني الغيبي، ولكن أيضا هناك جانب دنيوي مادي. مشيرا إلى أنه من التقوى أن تقي النفس من الوقوع في المهالك والآفات الاجتماعية والوقاية من غضب الله وعقابه.

وجاءت مداخلة الدكتورين في إطار محاضرة أطراها يوم السبت 7 رمضان 1446 هـ/ 8 مارس 2025 بقاعة عبد الله بها بالمقر المركزي لحركة التوحيد والإصلاح  في موضوع  “صحتك في رمضان”، في  إطار البرنامج الرمضاني الذي أطلقه المكتب الإقليمي لحركة التوحيد والإصلاح بالرباط خلال هذا الشهر الفضيل.

أخبار / مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى