الحصار على المسجد الأقصى متواصل وثلاثة أخطار تهدده خلال شهر رمضان

أحيا  عشرات آلاف من الفلسطينيين صلاة فجر اليوم الأول من شهر رمضان في رحاب المسجد الأقصى المبارك، وأدى نحو 35 ألف مصل صلاتي العشاء والتراويح في ثاني أيام شهر رمضان المبارك، وتمكّن 45 ألف مصل من الوصول إلى الأقصى وأداء صلاتي العشاء والتراويح في ثالث ليالي رمضان وسط استمرار الاحتلال في حصار المسجد وتقييد وصول المصلين إليه.

وكانت اشتباكات قد اندلعت في البلدة القديمة في القدس بين شرطة  الاحتلال والمصلين الأحد الماضي، بعد منع دخول المصلين الذين تقل أعمارهم عن 40 سنة. ووصف خطيب المسجد الأقصى عكرمة صبري إجراء تحديد أعمار المصلين بأنه “ظالم”، وتنتهجه إسرائيل لأنها “طامعة بالمسجد ويصب في إطار فرض السيطرة والسيادة على الأقصى”.

وفي سياق متصل، صدر عن مؤسسة القدس الدولية ورقة موقف حول المسجد الأقصى في رمضان ترصد خلاله ثلاثة أخطار: الحصار، وتجدد الأعياد التوراتية كمنصة للعدوان عليه، ومقدمات فرض طقس التطهر بالبقرة الحمراء بالتزامن مع عيد الفطر.

وأوضحت الورقة، أن التهديد الأول يهدف إلى استدامة الحصار القائم على الأقصى منذ ستة أشهر ومحاولة الاحتلال تحويله إلى حصار مستمر، والثاني تجدد الأعياد التوراتية التي يتخذها الاحتلال منصة للعدوان على المسجد الأقصى والتي ستتجدد بدءا من يوم 21 مارس بما يتزامن مع الأسبوع الثاني من رمضان، والثالث فهو توفر جميع المقدمات لفرض طقس التطهر بالبقرة الحمراء لمضاعفة أعداد مقتحمي الأقصى وباعتباره علامة على مجيء المخلص، وهو الطقس الذي تقول المصادر التلمودية إن موعد تطبيقه في حال توفر شروطه هو يوم الثاني من نيسان العبري الذي يوافق يوم 10-4-2024 بالتقويم الميلادي، وهو اليوم الذي يرجح أن يحل فيه عيد الفطر.

وبناء على هذه الأخطار الثلاثة، اقترحت الورقة التعامل مع العدوان على المسجد الأقصى في رمضان باعتباره خطرا يحمل في طياته فرصة استنهاض المواجهة في ساحات تكسر الاستفراد عن غزة، بحيث يكون كسر حصار الأقصى عنوان الأيام العشرة الأولى من رمضان، والتصدي لعدوان المساخر العبري عنوان العشرة الثانية، واليقظة تجاه محاولة ذبح البقرة الحمراء وتجديد التأكيد على أن التحرير هو وحده ما ينقذ المسجد الأقصى حتى لا يبقى تحت سيف الأساطير التوراتية عنواناً لعشرته الثالثة حتى عيد الفطر.

وحيال هذا الواقع، لفتت الورقة إلى أنّ فتح جبهات جديدة هو أهم وسيلة ممكنة لاختراق حالة الاستعصاء، مما يجعل المسجد الأقصى بوابة انفجارٍ شعبي محتمل يمكنه -إن حصل- أن يحدث اختراقا يعجل بنهاية الحرب، إذ إن فتح معركة شعبية في الضفة الغربية أو القدس أو الداخل المحتل أو أيّ من هذه الساحات من شأنه يقلل من قدرة الصهاينة على التركيز في جبهة غزة، وأن يضيف بُعدا جديدا إلى ما لحقهم من استنزاف في العملية البرية، وبالتالي أن يشكّل اختراقا يسمح بكسر نسبيّ لحالة الاستعصاء.

ويفرض الاحتلال حصارا مشددا على الأقصى والقدس القديمة منذ السابع من أكتوبر، بالتوازي مع عدوانه على غزة الذي خلّف أكثر من 31 ألف شهيدا، وأكثر من 72 ألف إصابة، معظمهم من النساء والأطفال، فضلا عن كارثة إنسانية غير مسبوقة ودمار هائل بالبنية التحتية.

أخبار / مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى