الحسين الموس: الأسرة ركيزة حفظ المجتمع إذا اندثرت ضاع المجتمع وضاعت قيمه

أكد الدكتور الحسين الموس عضو المكتب التنفيذي لحركة التوحيد والإصلاح، أن الأسرة هي المحضن أو المحور أو الركيزة الأساس لحفظ المجتمع، وإذا اندثرت الأسرة فقد ضاع المجتمع وضاعت قيمه.

وقال: ” إنه كلما كانت الأسرة في  تاريخ الأمة المسلمة متماسكة فإن الدين والقيم تستمر، وإذا ضاعت الأسرة ضاع كل شيء”، مشيرا إلى أننا نعيش اليوم تحديات كبيرة وهجمات من طرف الضفة الأخرى تسعى إلى سفك مدونة الأسرة التي تستمد مشروعيتها من الشريعة الإسلامية، خاصة وأن الشعب المغربي يحتكم إلى شريعة ربه في زواجه وطلاقه وتربية أولاده.

وأضاف الموس في كلمته في ندوة “مدونة الأسرة بين الواقع ومتطلبات الإصلاح”، التي نظمها المكتب الإقليمي للحركة والكتابة الإقليمية لحزب العدالة والتنمية بتيزنيت السبت 10 فبراير 2024، أن التدافع الذي نعيش فيه تدافع يسعى إلى أن يسلخ هذا الشعب المغربي المسلم من التمسك بهويته ومرجعيته.

وأوضح نائب مركز المقاصد للدراسات والبحوث، أن حركة التوحيد والإصلاح حاولت البحث في القضايا التي تحتاج إلى مراجعة والتركيز على القضايا الكبرى التي هي الأساس ولا ينبغي أن تُمس، مستعرضا القضايا الجوهرية من منظور الحركة من خلال مجموعة من المحاور :

المحور الأول: أشار فيه المتحدث إلى أهمية الأسرة، حيث تقوم على الميثاق الغليظ الذي ينبغي أن نحرص عليه وأن نفي بمقتضياته، خاصة وأن الأسرة بمقتضى الدستور المغربي قائمة على الزواج الشرعي فهي الخلية الأساسية للمجتمع، أسرة تتكون من زوج وزوجة وأبناء، ولإقامة الأسرة لا بد من توثيق عقدها باعتبار التوثيق من واجبات العصر، فلا يمكن القبول بزواج الفاتحة ولا العرفي لأن الحقوق تضيع، مؤكدا على ضرورة تبسيط عقود الزواج.

المحور الثاني: قضية الأهلية حيث أكد الموس أن الحركة مع الرشد، وأكدت على ضرورة التهيئ للزواج والدورات التكوينية، وبالتالي لا بد من ضوابط ومن مقومات علمية وفكرية وفهم لأسس هذه الأسرة، ولكننا اليوم لدينا إشكال مع تأخر الزواج، مؤكدا على ضرورة محاربة الهشاشة والفقر والظروف الاجتماعية، ويرى بالتالي أنه لا مبرر لإلغاء المادة 20 بل ينبغي تجويدها فقط، مع إزالة الأسباب التي تدعو إلى الزواج المبكر الذي لا يكون في مصلحة الفتاة والفتى.

المحور الثالث:التعدد أو تعديد الزوجات، حيث أوضح أن المنع المطلق للتعدد يتعارض مع شرع الله عز وجل، مشيرا إلى أن الإشكالية هي العزوف عن الزواج أما نسبة التعدد فلا تتجاوز 0.66 في المائة، وهي نسبة ضئيلة جدا، معتبرا أن الخوض في هذا الموضوع نابع من الأجندة الغربية التي تدعو إلى المساواة وفي نفس الوقت إلى تعدد الخليلات، وبالتالي فإباحة التعدد جاءت بنصوص قطعية من القرآن، وهو أمر متحكم فيه في المدونة بقيود ضيقت منه بشكل كبير.

المحور الرابع: الإرث وحفظ الحقوق، حيث أوضح المحاضر أن مسائل الإرث وصية وفريضة من الله، وأن التعصيب في الإرث له وجهان الذي يرثون بالفرض وبالتعصيب، فنظام الإرث قائم على التعصيب، إلا أن هناك من يطرح بعض الحالات، وهي قليلة جدا، والشريعة قادرة أن تعالجها وتجد لها حلولا.

المحور الأخير:  نسب ابن الزنا، وأوضح المتحدث أن النسب لحمة شرعية بين الأب وابنه، وتترتب عليه مسائل كثيرة في المدونة، وبالتالي لا يجب أن تُمس، متسائلا إذا فتحنا باب الخبرة الجينية هل سيفكر الشباب في الزواج؟ وأين هي الأسرة التي تتكون من الزوج والزوج؟ مشيرا إلى أن الحركة تتبني هذه الرؤية التي كرسها الدستور، لأنها تتخوف من المآلات إن فُتح هذا الباب، مع إلزام الزاني بجزء من المسؤولية المادية كما تتحملها الزانية.

موقع الإصلاح

أخبار / مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى