الحارثي: اللجوء إلى نظام البكالوريوس إجراء تقني وجعل التعليم نقاشا عموميا من أبرز تحديات المغرب

استعرض أحمد الحارثي؛ الرئيس السابق لمنظمة التجديد الطلابي، مستقبل التعليم العالي في ظل نظام البكالوريوس في عرض بعنوان “الانتقال من نظام الإجازة إلى نظام البكلوريوس: ملاحظات أولية” خلال فعاليات الجامعة الشتوية للقيادات الطلابية التي أقيمت نهاية الأسبوع الماضي بالرباط.

وتوقف الحارثي في عرضه ضمن ندوة بعنوان “مستقبل التعليم العالي في ظل القانون الإطار” عند فهم الخلفيات التي دفعت إلى الانتقال من نظام إجازة ماستر دكتوراة إلى نظام البكلوريوس والأسئلة المقلقة التي على المنظمة أن تنتبه إليها وأن تطرح حولها أسئلة بقوة.

وتناول الرئيس السابق للمنظمة في حديثه ملاحظاته الأولية حول المعالم الكبرى التي أدلى بها وزير التربية الوطنية والتعليم العالي لوسائل الإعلام حول الانتقال إلى نظام البكالوريوس والأسباب الداعية إلى ذلك.

وأشار الحارثي في بداية حديثه إلى أن عدد من الكفايات البيداغوجية التي تنفق فيها الدولة مبالغ خيالية ويقضي فيها المتعلم سنوات لكي يحققها استطاعت منظمة التجديد الطلابي من خلال دورها المدني أن تحققها في فترة وجيزة ضاربا بذلك  نموذج كفاية التواصل والتفكير النقدي الذي يبدأ فيها المتعلم من التعليم الأولي إلى البكالوريا أو الإجازة أو الماستر.

وأوضح الحارثي أن ملاحظاته تأتي في ظل المعالم الكبرى التي ذكرها الوزير لدى وسائل الإعلام في ظل غياب أي وثيقة أو تصور واضح بالتفاصيل حول ما هو مضمون نظام البكلوريوس

كما عرج الحارثي في حديثه إلى بعض النقط المنهجية التي تشكل تحدي في تناول السياسة العمومية عموما وتناول مسألة السياسة التعليمية على وجه الخصوص خصوصا في الدول النامية التي تكون فيها الديمقراطية في وضعية متعثرة وضعيفة من بينها المغرب، معتبرا أن عادة القرارات السياسية أو القرارات العمومية لا تكون واضحة ولا يعرف بالضبط الهدف منها ولا هم الفاعلون الحقيقيون الذين يتدخلون من أجل تمرير هذه القرارات.

كما استحضر الحارثي نقاش الهندسة اللغوية في القانون الإطار وكيف تمت فرنسة التعليم بطريقة تعسفية وبطريقة مفروضة دون احترام الرأي العام وفي غياب وجود نقاش عام ولا ملاحظات المجتمع المدني التي كانت تقريبا ترفض بالإجماع تلك الهندسة البيداغوجية ليبقى السؤال من هو الفاعل الأساسي والمسؤول الحقيقي عن تمرير مثل هذه القرارات، ونفس الأمر ينطبق في المنظومة التربوية.

واعتبر القيادي السابق في المنظمة أن من بين التحديات التي تواجهنا اليوم في المغرب أن نجعل من النقاش حول منظومة التربية والتكوين نقاشا عموميا حقيقيا بمعنى آخر يصبح الفاعلين المجتمعيين من الأحزاب والمنظمات المدنية والمجتمع هم الذين يسهمون بشكل حقيقي عبر الآليات الدستورية والديمقراطية في رسم منظومة التربية والتكوين.

كما أكد الحارثي في مداخلته على أنه ليس هناك تصور دقيق ومفصل عن كيفية تنزيل نظام الباكالوريوس”، متسائلا “إذا ما كان نظام إجازة-ماستر-دكتوراه قد خضع لتقييم علمي يظهر فشله، ويبرر اللجوء للنظام الجديد”. مشيرا إلى غياب أي حس بيداغوجي في صياغة نظام الباكالوريوس، مقابل اقتصاره على انطباعات المسؤولين، مسجلا أيضا غياب تأهيل العمداء ورؤساء الجامعات وتكوينهم، وغياب البنية التحتية القادرة على احتواء هذا النظام البيداغوجي.مستغربا الحاجة إلى صياغة تصور جديد، ومستدركا أن “اللجوء إلى نظام الباكالوريوس هو إجراء تقني أكثر منه إجراء متعلق بالمضامين”.

كما عرض خلال مداخلته مجموعة من المعطيات التي قدمها وزير التربية والتكوين في حوار له مع إحدى المجلات، والتي تبرر لجوءه لنظام الباكالوريوس، على رأسها سهولة التحاق الطلبة بالجامعات الغربية والتمكين من اللغات والرفع من كفايات الطلبة، مقابل عدم تنزيل نظام إجازة-ماستر-دكتوراه بشكل جيد…

واختتمت يوم الأحد 16 فبراير 2020 فعاليات الجامعة الشتوية للقيادات الطلابية في دورتها 18 ، وعرفت فعاليات الجامعة الشتوية للقيادات الطلابية في دورتها 18 والتي أقيمت بالرباط، لقاء تواصليا مع المكتب التنفيذي لحركة التوحيد والإصلاح، كما شهد برنامج الدورة ندوتين الأولى في موضوع “مستقبل التعليم العالي في ظل القانون الإطار” بمشاركة الدكتور رشيد القبيل والأستاذ أحمد الحارثي. وندوة بعنوان “أرضية ندوة السؤال” بمشاركة قيادات الحركة المهندس محمد الحمداوي والأستاذ محمد عليلو والأستاذ فيصل أمين البقالي.

الإصلاح

أخبار / مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى