التغير الاجتماعي وأزمة الشباب – حافظ لصفر

نموذج أزمة العمل لدى الشباب المغاربة وعلاقته بالتغير الاجتماعي

أثرت التحولات التقنية والحضارية والتغير الاجتماعي في تفاقم أزمة العمل لدى الشباب المغربي وما فرضته على سوق الشغل بمزيد من التدريب والتأهيل للشباب خاصة وان الجامعات تركز على الكم المعرفي النظري وتغيب الجوانب التطبيقية العملية إذ ارتفعت البطالة من 10.5/ سنة2019 الى12.5/ سنة 2021 وطنيا وبفئة الشباب من 26.8/الى 32.5/ في الفصل الاول من سنة2020 والفصل الاول من سنة2021 وذلك بسبب تداعيات كورونا وفقدان عدد كبير من المناصب وإغلاق وإفلاس مقاولات صغرى وكبرى اضافة الى بطء في تنفيد المخطط الوطني للنهوض بالتشغيل وبطء النمو الاقتصادي الوطني لتأثره بعوامل كالجفاف وهشاشة البنيات التحتية والمنافسة العالمية وتأثيرات فيروس كورونا هدا الاخير تسبب في كساد اقتصادي عظيم وبطالة طالت جميع شرائح المجتمع المغربي وبالأخص الفئة الحيوية حاملة مشعل التنمية المستقبلية الا وهي فئة الشباب كما ان سياسات الادماج يجب ان تكون شاملة ومتعددة الابعاد لهاته الفئة الحيوية اقتصاديا وسياسيا واجتماعيا وثقافيا بمقاربة تنموية خاصة عن طريق نهج استراتيجية مندمجة للشباب كوسيلة لتنميتهم ومن ثمة الاعتراف بهم كقوة فاعلة واساسية في احداث اي تغيير اجتماعي حقيقي وتتحمل فيها جميع القطاعات الحكومية مسؤوليتها في شكل مخططات قطاعية ينخرط فيها القطاعين العام والخاص والمجتمع المدني مع ضمان مستوى عال من اندماجهم ليساهموا في التنمية المجتمعية والرفع من ناتج الاقتصاد الوطني . 

مدخل عام

يمثل الشباب قوة أساسية وفعالة وفئة حيوية  في عملية التغير الاجتماعي وقد يقع الشباب ضحايا التغير السريع او الجدري ان هم لم يستطيعوا الاندماج والتكيف مع تطرحه مقتضيات التغير من مهام مستعجلة قد تسبب له خيبة امل نتيجة تغير العلاقات الاجتماعية ونظم الانتاج التي تنعكس على كافة الأنساق وترتبط الازمة ايضا بالتحولات الحضارية نتيجة لنمط الانتاج وتقسيم العمل(دخول المرأة سوق الشغل –قيم سائدة ارتبطت بالاستغلال والاستهلاك والاستيلاب والاغتراب عن الانتاج…).

إن أزمة الشباب تتمحور في جملة من العوامل التي تنصهر في صميم وجودهم ومرتبطة بتلبية حاجاتهم الانسانية والانية  وبغموض الصوة المستقبلية  الناتجة عن قلة فرص العمل وندرته مما يدفع بالكثير منهم  الى التفكير والاقدام على الهجرة والانتحار والولوج لعالم الجريمة…الشباب يبحث عما يضمن استقراره الاجتماعي ويتعطش للانسجام الفكري و ما يؤرقه الحاضر وقضاياه التي أصبحت تتسم بالتأزم في أكثر من مجال وخاصة في العمل فالبطالة تقف حاجزا أمام الشباب وتحقيق طموحاتهم وتطلعاتهم فينفد إلى اعماق دواتهم الحيرة والاستيلاب فالشباب المغربي يعيش مشكلات تحول دون الوصول إلى أحلامهم المستقبلية  .

فالأزمة التي يعيشها الشباب المغربي بسبب سرعة التحولات التي لم يعهدوها تعزي لعنصرين اساسيين هما النظام الجديد لتقسيم العمل الدي انعكس سلبا على العمل لديهم وكيفية الولوج اليه حيث فرصه  ضئيلة وكدلك إخفاق العلاقات الاجتماعية والمناخات الحضارية بسبب عجزها عن مد الأفراد بفرص حياتية تمكنهم من فهم الذات والعالم، فالواقع المغربي يشهد أن التغير الاجتماعي بسرعته الفائقة وشموليته لجميع مناحي الحياة يصعب امكانية التكيف معها أو إعادة التنظيم لمسايرة تطوراتها السريعة في ظل العولمة والتكنولوجيا الذكية بما فيها الدكاء الاصطناعي ومما زاد من شدة الازمة الشباة هو تداعيات فيروس كورونا حيث تضاعف عدد العاطلين عن العمل بسبب فقد الاقتصاد الوطني ل202الفمنص شغل بين الفصل الاول من سنة2020والفصل الاول من سنة2021 وبطء وغموض سياسات وبرامج سوق الشغل وادماج الشباب وتعثر تنفيد اجراءات المخطط الوطني للنهوض بالتشغيل .

-التحولات الاقتصادية والتكنولوجية والحضارية وآثارها على الشغل لدى الشباب المغربي

عندما نتحدث عن الشغل كظاهرة سوسيولوجية نستحضر بأن التحولات الاقتصادية والتكنولوجية الحديثة لها على تقسيم الشغل الذي أصبح يتطلب المهارات الفنية العالية والتأهيل المتخصص بشكل علمي المستمر بغية استيعاب متطلبات سوق العمل المعتمد على عنصر الجودة والاتقان ملقيا الثقل على آفاق مستقبل الشباب وتفاقم الأزمة مع مرور الزمن لقصور التدابير المتحدة لإيجاد حلول عملية للإشكالات التي تخص المسالة الشبابية مثل استيعاب التناقضات بين منظومة التعليم وبين احتياجات الاقتصاد وسوق العمل والمصالح السياسية والتحول الحضاري المحلي والعالمي، وضرورة تشجيع التعليم التقني وتنمية مهاراته، هذه الوضعية أفرزت تفاقم أزمة البطالة بسبب تراجع النمو الاقتصادي وضعف الاستثمار مع ازدياد نسبة الخريجين والتأهيل (إد بلغت نسبة العاطلين في صفوف حاملي شهادات التكوين المهني 22بالمىة ووصلت لدى حاملي الشهادات الجامعية15.7 بالمئة) لا يتلاءم متطلبات سوق العمل والمهن المطروحة في السوق مع أن الأخير يتطور بسرعة وباستمرار حسب رغبات المستهلك حيث برزت وسائل التواصل الالكتروني، وأصبح التسويق يخضع للمنافسة عبر هاته الوسائل المعاصرة والسريعة الوصول للعميل كما أن الإعداد بطيء في تطوره وغير مواكب للتطور التكنولوجي المتسارع، وكذلك وسائل الإعلام لها قوتها في تطوير وسائل الانتاج وجلب العملاء، فالتنافر بين الإعداد والإعلام والهدر الكبير لطاقات الطلاب يحتاج العمل للحد من عدم التوافق والهدر الإنساني، وللإشارة فإن جامعات العالم كلها وخاصة بالدول النامية تعاني بدرجات مختلفة من مشاكل عديدة تؤثر على كفاءاتها ومن أهم هذه التحديات التزايد المتسارع لأعداد الطلاب وعدم قدرتها على تقديم تعليم عال يناسب حاجيات المجتمع والشباب والتنمية، وعدم قدرتها على مواكبة التغيرات التقنية والحضارية الكوكبية المتسارعة، وعدم قدرتها على الموازنة بين الكم والكيف ومسايرة هدا التطور العالمي .

يعتبر التوظيف والتشغيل من العناصر الضرورية في موضوع القوة العاملة فهو لبنة في تطوير وتنمية القوى العاملة ويعتمد على عمليات تخطيطية وعمليات إدارية لاحقة وإدارتها بعقلانية وفق متطلبات المجتمع وقواه، فالتشغيل يتطلب حصر الوظائف الشاغرة والمشغولة ومعرفة ما تتطلبه الوظيفة بحكم التحكم فيها إثر عوامل فنية وحاجيات سوق العمل من اليد العاملة التي ينبغي أن تكون كفؤة. هكذا أصبحت البطالة أحد المشكلات الهامة المسببة للتوتر القائم بين الشباب والنظام السياسي لأنها تؤرق هاته النظم لأن مستقبلهم غامض وغير واضح،  ومما زاد أيضا من حدة البطالة محدودية الطاقة الاستيعابية للقطاعين العام والخاص إد سجلت المعطيات التالية:

قطاع الخدمات 267000منصب شغل والبناء والاشغال العمومية24000منصب والصناعة17000منصب والفلاحة والمياه والغابة والصيد البحري فقد 146000منصبشغل وارتفع معدل البطالة في صفوف الشباب المتراوحة اعمارهم بين15-24 نسبة24.9بالمىة وارتفع حجم السكان النشيطين البالغين 15 فما فوق مقارنة بسنة  2018بوتيرة زيادة ب1.6/ اي انخفض معدل النشاطمن46/ الى 45.8/ بمعدل 0.2-نقطة.

 واستمر ارتفاع البطالة في صفوف الشباب والنساء وحاملي الشهادات الى 24.9 للفئة البالغة من العمربين15-24سنة مقابل7بالمىة لدى الشباب البالغين 25سنة فما فوق وحاملي الشهادات 15.7 مقابل 3.1لدى الاشخاص غير المتوفرين على اية شهادة وبلغت نسبتها في صفوف البالغين بين 15و29 نسبة 35.4 بالمىة .

لقد بلغت بطالة الشباب المغربي 31.2/سنة2020 مقابل2.9/سنة2019 في صفوف الفئة المتراوحة أعمارها بين15و24سنة اما فىة 25و 35 انخفض معدل النشاط من60.1/سنة 2019 الى 58.8/سنة2020  ويفسر ذلك بالعوامل التالية:

-إقصاء للشباب من الانخراط في الحياة الاجتماعية والاقتصادية والمدنية

-ضعف اليات وبنيات الدعم والادماج الكفيلة بتسهيل مشاركتهم في الحياة المجتمعية مما زاد من حدة عزلتهم واندماجهم في عالم الجريمة والانحراف والشدود والتطرف والمخاطرة في الهجرة السرية

-ضعف النسيج الجمعوي

-إعداد هزيل من الجامعات وغير مناسب للسوق الشغل العالمية

تداعيات كورونا وتزايد ازمة العمل في صفوف الشباب المغربي

فقدت سوق الشغل المغربي 589000فرصة عمل خلال سنة2020  بسب تداعيات استفحال الوضع الوبائي بالمغرب فقد الاقتصاد الوطني ما بين الفصل الاول من2020والفصل الاول من 2021 حوالي202000منصبشغل اثر احداث56000 منصب بالعالم الحضري وفقدت البادية258000منصب شغل وارتفعت البطالة من10.5/الى12.5/ وبلغت في صفوف الشباب المتراوحة اعمارهم بين15و24 نسبة32.5/بعدماكانت26.5/ وفي صفوف الشباب حاملي الشهادات بلغت19.8 بعدما كانت17.8/  

ولدى أشارت المندوبية أن معدل البطالة ارتفع الى 1.534000 بزيادة242000 على المستوى الوطني منها185000 بالوسط الحضريو57000 بالوسط القروي، وزاد من حدتها الجفاف الدي يعم البلد الفصل الثاني من سنة2021 كل ذلك أثر في سوق العمل وانتشار البطالة لمايقارب13/ اد تسببت كورونا في تسريح الكثير من العمال وتدهور القطاعات غير المهيكلة من خلال الإغلاق العام لسنة 2020 وهذا يتطلب حزمة من الإجراءات الاستباقية لاحتواء الأزمة واستيعابها بأقل الخسائر على مستوى تزايد الأعداد الهائلة من المعطلين، ويبقى تحسن سوق الشغل وتراجع البطالة رهينا بآفاق النمو في النصف الثاني من سنة2021 التي تظل محاطة بمخاطر متعلقة بوتيرة الوضع الوبائي ومتحوراته، وخطر الجفاف والانكماش المقاولاتي، وإغلاق الصغيرة منها وإفلاسها وهذا يفرض التخفيف من التدابير الاحترازية لينتعش الاقتصاد وخاصة المقاولات الصغيرة إذ أن 135000شركة علقت انشطتها مؤقتا مع الجائحة واقفلت6300 بصفة نهائية و57/ من الشركات أوقفت نشاطها بسبب الوباء، وأدى هذا الوضع إلى انخفاض القدرة الشرائية للمواطن البسيط وتراجع مستوى الطلب الداخلي وتوجيهه الى المواد الأساسية على حساب أوجه الاستهلاك الأخرى المكونة لسلة استهلاك الأسر المغربية، وعمقت أشكال هشاشة السكان بسبب إغلاق المقاولات والتوقف الذي واجهته بعض سلاسل القيمة العالمية قد أثر سلبا على العرض، وبعض المؤشرات تظهر أن التأثير السلبي للأزمة كان أقوى على مستوى الطلب مما سبب في لا توازن بين جانبي العرض والطلب لإن الإغلاق والتسريح للعمال أو منحهم نصف الاجرة أو تجميدها بالكامل كان هو السبب وراء عدم التوازن بين المستويين .

سياسات وبرامج سوق الشغل وإدماج الشباب المغربي

من أهم مظاهر التفاعل الاجتماعي هو عملية الاندماج في الحياة الاجتماعية ويعترض هذا التفاعل عدة معوقات تحول دون انخراطهم وتكيفهم وتوافقهم وغياب ذلك يطرح إشكالية العارض مع الوسط الاجتماعي للفرد والبيئة الخارجية عموما، وهو تعارض قد يصل حد الصراع الظاهري أو الخفي المعلن أو المكبوت والاندماج التام متعذر لأن يفترض إزالة الاختلاف والتناقض والتنافر والصراع.

تعتبـر آليـة عقـود التكويـن مـن أجـل الإدمـاج تدبيـرا مركزيـا لتيسـير إدماج الشـباب حاملـي الشـواهد الذيـن لا يتوفـرون علـى أية تجربـة مهنيـة. وقـد عـرف عـدد المسـتفيدين مـن هـذا البرنامـج تطـورا بمعـدل سـنوي يناهــز %2,4 خــال الفتــرة مــا بيــن 2017 و2019، فــي حيــن ســجل تراجعـا ملحوظـا خـلال سـنة 2020 يقـدر ب 1,16 %نتيجـة لآثار الازمـة المرتبطـة بجائحـة كوفيـد19 كمــا عرفــت هــذه الاليــة عــدة تجويــدات همــت علــى الخصــوص اســتفادة المتدربيــن مــن التأميــن الإجبــاري الأساسـي عـن المـرض خـلال فتـرة التدريـب تمولـه الدولـة لفائـدة المسـتفيدين مـن عقـود التكويـن من أجل الإدمـاج، وتحمـل الدولـة لحصـة المشـغل للاشـتراكات المسـتحقة علـى أربـاب العمـل للصنـدوق الوطنـي آليــات دعــم تشــغيل الشــباب بعقــد التكويــن مــن أجــل الادمــاج (برنامــج -تأهيــل ( وتطــور عــدد عقــود التكويــن مــن أجــل الادمــاج و توزيــع المســتفيدين مــن عقــود “التكويـن مـن أجـل لإدماج”  خـلال ســنة 2020 حســب الجهــات من أبريل 2017 الى يوليوز 2021  ومـن هنـا يتبيـن أن هـذه الآليـة تبقـى أساسـية لدعـم الإدماج المهنـي للشـباب حاملـي الشـواهد الذيـن يعتبــرون الشــريحة التــي تعانــي أكثــر الصعوبــات لولــوج ســوق الشــغل معــدل بطالــة حاملــي الشــهادات يفـوق ضعفـي معـدل البطالـة الوطنـي للضمـان الاجتماعـي لمـدة 12 شـهرا فـي حالـة التوظيـف النهائـي للمتـدرب، بالإضافة إلـى إلـزام المقاولـة بتشـغيل مـا لا يقـل عـن %60 مـن المتدربيـن الذيـن أنهـوا التدريـب. وقـد اظهـرت مختلـف دراسـات للأثر اعتمـادا علـى مقارنـة قاعـدة بيانـات الوكالـة الوطنيـة لانعـاش التشـغيل والكفـاءات فيما يخص المسـتفيدين وقاعـدة بيانـات الصنـدوق الوطنـي للضمـان الاجتماعـي إلـى أن مـا يفـوق مـن %60 مـن المسـتفيدين مـن هـذه الآليـة تدريـب بهـدف اكتسـاب تجربـة مهنيـة أوليـة يتـم إدماجهـم فـي إطـار عقـد عمـل. وبالنسـبة لتحمـل الدولـة لحصـة المشـغل للاشـتراكات المسـتحقة علـى أربـاب العمـل للصنـدوق الوطنـي للضمـان الاجتماعـي لمـدة 12 شـهرا فـي حالـة التوظيـف النهائـي للمتـدرب، فقـد عـرف عـدد المسـتفيدين مــن هــذا الاجــراء تطــورا بمعــدل ســنوي يناهــز %35 خــلال الربــع ســنوات الاخيــرة، منتقــلا مــن 3774 مســتفيد ســنة 2017 إلــى 9293 مســتفيدا ســنة 2020. وتطـور عدد المسـتفيدين من التغطية الاجتماعيةPCS   وتوزيــع المســتفيدين مــن التغطيــة الاجتماعيـة PCS خـلال سـنة 2020 حســب الجهــات. 

يهـدف برنامـج “تأهيـل” إلـى ملاءمـة كفاءات الشـباب الباحثيـن عـن شـغل للحاجيـات المعبـر عنهـا مـن طـرف المقــاولات أو تلــك التــي يتــم تحديدهــا فــي إطــار الدراســات الاستشــرافية. وقــد عرفــت هــذه الاليــة بمكونيهــا التكويــن التعاقــدي مــن أجــل التشــغيل – التكويــن التأهيلــي أو التحويلــي تطــورا متواصــلا خــال الفتــرة مــا بيــن 2017 و2019 ، حيــث انتقــل العـدد الاجمالـي للمسـتفيدين مـن هـذه الاليـة، علـى التوالي، من 6608 الى 9595 مسـتفيد، أي ما يعادل مـن جهـة أخـرى، يظهـر تتبـع المسـتفيدين مـن هـذه الالية أن المعدل المتوسط للإدماج المهني بالنسبة للمسـتفيدين يفـوق %60( بيـن -70%  -/80 بالنسـبة للتكويــن التعاقــدي مــن أجــل التشــغيل) و40%-50/ ارتفـاع بمعـدل سـنوي يناهـز %5,20 خلال هـذه الفترة  ب%1,33 بالنسـبة للتكويـن التعاقـدي و%6,1 بالنسـبة للتكويــن التأهيلــي خــلال ســنة 2020 ،اســتفاد مــن هـذه الاليـة مـا يناهـز 7579 مسـتفيد، مسـجلا تراجعـا ب %21 مقارنـة مـع سـنة 2019 ،نتيجـة تداعيـات جائحة كوفيد19-التــي أثــرت علــى آليــة التكويــن التعاقــدي الــذي انخفــض عــدد المســتفيدين منــه بنســبة 7,56 %، فيمــا ارتفــع عــدد المســتفيدين مــن التكويــن التأهيلــي أو التحويلــي بنســبة 4,59.%

أثبت جل الدراسات أن فئة الشباب تشكل 51/ من السكان وشريحة الشباب لم تستفد من الفرص على المستويات السياسة والاقتصادية والاجتماعية، ولذلك على الدولة أن تحرص على ضمان نمو اقتصادي يحقق المزيد من العدالة وسياسات اجتماعية مناسبة لتخفيض الفوارق الاجتماعية والاقتصادية ومساهمة أكبر لهده الفئة في الحياة السياسية والمدنية .

مع إيلاء الأهمية لمبادرات المجتمع المدني الشبابي في عمليات التدريب والتكوين والتنشيط الاقتصادي وتأهيلهم والمساهمة في رسم السياسات العامة للبلاد من خلال تمثيلية المجتمع المدني الممثل لهم والمجلس الأعلى للشباب في صناعة القرارات التي تخص إدماجهم في سوق العمل وربط التأهيل الجامعي والمدرسي النظري بالجوانب المعملية والمقاولاتية.

وورد بالمخطط الوطني للتشغيل2017-2021 بإحداث لجنة لليقظة حول سوق الشغل وطلاق برنامج تعميم التعليم الاولي والدي سيوفر 61000 منصب شغل في صفوف الشباب وتكوينات برنامج تأهيل المدبر من الوكالة الوطنية لإنعاش الشغل والكفاءات، وقامت الجهات المعنية بإصدار القانون الإطار المتعلق بمنظومة التربية والتكوين51-17 من اجل ملاءمة التعليم مع متطلبات سوق الشغل. (غشت2019) أما التوجه الاستراتيجي المتعلق بتنويع برامج التشغيل النشيطة وتطوير الوساطة في سوق الشغل فقد أتت أكلها مثل وضع منظومة استشرافية للمهن والكفاءات ووضع منظومة لرصد سوق الشغل وتطوير آلية لتتبع وتقييم مسارات إدماج الشباب في سوق الشغل وتكييف مقتضيات مدونة الضرائب مع القانون المتعلق بنظام التكوين من أجل الادماج بخصوص الحاصلين على شهادة البكالوريا لتمكينهم من الاستفادة من الإعفاء عن الضريبة على الدخل، ووقعت الدولة اتفاقيتين مع الوكالة الفرنسية للتنمية والاتحاد الاوروبي بهدف وضع برامج جهوية للإدماج الاقتصادي للشباب بجهات سوس ماسة والرباط سلا القنيطرة وطنجة تطوان الحسيمة، ومن بين نتائج حصيلة إنجاز برنامج “دعم ريادة الاعمال من طرف الشباب بالمغرب”(من اكتوبر2020الى مارس2021) حيث اطلع 764.588 شخص على البرنامج واستفاد 250شاب من غير حاملي الشهادات من التكوين و193 استفادوا من التكوين التأهيلي وادمجوا في الحياة المهنية واستفاد 913 شاب من تكوين إشهادي في مجال تنمية القدرات المقاولاتية وابرمت12 اتفاقية شراكة في اطار البرنامج المشار اليه  ومع هاته الجهود المبذولة لإدماج الشباب من طرف الدولة في النسيج المجتمعي ومع تزايد اعداد العاطلين عن العمل في صفوفهم  تبقى محتشمة وقاصرة وغير شاملة ويغلب عليها طابع الوعود اكثر من التفعيل الحقيقي.

نتائج البحث و توصيات

يعتبر الشباب فئة عمرية تتميز بالحيوية والديناميكية وادا اعطيت لها الامكانيات اللازمة من تأهيل وتدريب وتكوين علمي متين وتشجيع مبادراتها الخلاقة والعمل على توفير فرص عمل حقيقية ومستدامة ليست ظرفية مرتبطة بسوء استثمار طاقاتها المتنوعة وتسهيل امكانيات ولوجها لسوق الشغل فبإمكانها ان تحدث نقلة نوعية في التغيير الاجتماعي بالبلاد ليرتقي الى مصاف المنافسة الاقتصادية العالمية او الكوكبية وبقوة والا يتم التعامل معها في الظرفية الانتخابية كأداة لمنح اصواتها السياسية فقط ومن بين الامور التي ينبغي على الدولة ان تهتم بها ما يلي

-ضرورة تفعيل المجلس الاعلى للشباب وان تسند له مهمة ادماج فعلي لأهداف الساسة العامة للشباب في مسار التخطيط والتنفيذ للقطاعات الوطنية الحكومية والجهوية والمحلية .

-مشاركة الشباب في صياغة السياسة المندمجة للشباب وضمان مشاركتهم في تفعيل الاستراتيجية الوطنية المندمجة للشباب

-تجاوز النظرة الضيقة للشباب كقوة انتخابية تدلي بأصواتها بل يجب الاعتراف الفعلي بها كقوة منتجة وبانية للتنمية المستدامة واي نشدان للتنمية بدونها ضرب من الخيال والوهم.

-ان اهتمام الخطاب السياسي الرسمي لا يكفي وحده للنهوض بقضايا الشباب طالما تؤكد مؤشرات رقمية عديدة تنامي نسبة التهميش الدي يتعرضون له مما يجعل رهان تحقيق الاندماج والمواطنة الكاملة مطمحا ناقصا يزيد من شساعة الهوة بين امال الشباب ورهانات السياسات العمومية وتبني فلسفة لإدماجهم يتطلب مقومات اساسية كدمقرطة المعاملة الشبابية كقوة بناءة للاقتصاد الوطني وللحياة العامة والأخذ بالمقاربة التشاركية في تدبير كل ما يهمهم فضلا عن التتبع لمسارها وتقويم اختلالاتها بالالتزام المجتمعي.

-الادماج الفعلي للشباب والاستماع لاقتراحاتهم وعدم اللجوء للمقاربة الامنية القمعية لاحتجاجاتهم من اجل توفير ابسط الحقوق لحفظ كرامتهم الانسانية الا وه حق العمل المكفول بالدستور واعتبارهم رعايا مكتملي المواطنة.

قائمة المراجع

-محمد الغياط  “الشباب المغرب يبين سياسات الاقصاء والادماج الاجتماعي دراسة حول علاقة ساسة وزارة الشباب والرياضة بإدماج الشباب” مطبعة طوب بريس الرباط الطبعة الاول 2011

– محمد احمد مرسي “دور التعليم العالي في اعداد الكفاءات من القوى العاملة” مجلة العلوم الاجتماعية المجلد13العدد4 لسنة1985

– الدكتور مختار حمزة “اسس علم النفس الاجتماعي “دار البيان العربي الطبعة2 جدة1982

 – نزار الدين “الشباب العربي والمستقبل  مجلة الوحدة طبعة دجنبر1987 العدد39          – مصطفى محسن “اندماج الشباب وقضايا الهوية منشورات كلية الآداب سلسلة ندوات             رقم54 كتاب جماعي1996

-عبدالرحيم العطري “الحركات الاجتماعية بالمغرب مؤشرات الاحتقان ومقدمات السخط الشعبي” دفاتر وجهات النظر مطبعة النجاح الجديدة2007         

– تقرير المجلس الاقتصادي والاجتماعي والبيئي “الانعكاسات الصحية  والاقتصادية لفيروس كورونا كوفيد19 والسبل الممكنة لتجاوزها “احالة رقم28/2020

أخبار / مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى