التربية على القيم في المدرسة المغربية ومساهمة الحركة في ترسيخها
يُعرِف المجلس الأعلى للتربية والتكوين والبحث العلمي التربية على القيم، في تقريره الأول الصادر في يناير 2017، على أنها رافعة أساسية لتنمية وتأهيل الرأسمال البشري، حيث تكتسي القيم والتربية على فضائل لها أهمية قصوى بالنسبة للمجتمع، لكونها تعتبر أحد مرتكزات الحياة الإنسانية في جانبيها الفردي والاجتماعي، وهي مسؤولية متقاسمة تضطلع بها المدرسة، إلى جانب الأسرة ووسائل الإعلام، وباقي المؤسسات التي تؤدي وظائف ذات صلة بالتربية والتثقيف والتأطير.
ويضيف التقرير أن التربية على القيم تشكل مكونا مهيكلا لبنية وظائف المدرسة، ولا سيما وظيفتها المتعلقة بالتنشئة الاجتماعية والتربية والتثقيف، عن طريق الممارسة والقدوة، ذلك أن المدرسة فاعل اجتماعي وثقافي وقيمي، وإحدى آليات الإدماج الاجتماعي والثقافي للمتعلمين والمتعلمات، وتقوية الروابط الاجتماعية، وتحقيق تماسك المجتمع. إلى جانب كونها وظيفة أفقية للمنظومة التربوية ال يمكن عزلها عن باقي الوظائف المناطة بها. كما أنها أحد أركان المنهاج المدرسي الهادف، علاوة على التشبع بالقيم، إلى التمكن من اللغات والمعارف والكفايات.
ولما يكتسيه الموضوع من أهمية، سبق لحركة التوحيد والإصلاح أن ناقشت في ندوة وطنية نظمتها سنة 2018، “دور العمل المدني في تعزيز منظومة القيم بالمدرسة المغربية”، أكد خلالها الأستاذ محمد سالم بايشى المتخصص في شؤون التربية والتعليم، أن التربية على القيم أحد الأدوار الأساسية للمدرسة حيث تشهد مجموعة من التحولات ونوعا من الصراع يكون في المجتمع وينقل إلى المدرسة عوض أن يبقى داخل المجتمع فقط، مشيرا إلى أن تحولات القيم داخل المدرسة لها تأثير عالمي وليس فقط وطني، وأنه لا زال هناك صراع في موضوع القيم في المجتمع الشيء الذي ينعكس على المدرسة التي تعيش تحديات أساسية خاصة في المجال الرقمي حيث أضحى المتعلم يتلقى قيمه خارج أسوار المدرسة.
وتبرز أهمية القيم لدى الحركة من خلال مبادرات وحملات نظمتها بهدف ترسيخ القيم داخل المدرسة المغربية، نذكر منها: حملة لا للغش، ولننجح بشرف، والنجاح الدراسي، وحملة ضد الإدمان والمخدرات، وأحبك وطني، وشكرا أستاذي لإعادة الاعتبار للمدرس، وحملة الوسطية والاعتدال والقراءة وغيرها، إسهاما منها، مع عدد من الفاعلين في النهوض بالمدرسة المغربية.
س.ز / الإصلاح