الابتعاد عن منصات التواصل الاجتماعي.. تخلص من “التسمم الرقمي”

ذكر استطلاع حديث أجرته الجمعية الألمانية الرقمية “بيتكوم” أن 10 في المائة من سكان ألمانيا يخططون لاستقطاع أوقات أكثر للابتعاد عن منصات التواصل الاجتماعي والانترنت هذا العام، بينما قال 43 بالمائة إنهم بالفعل أخذوا استراحة من منصات التواصل في السابق حتى يشعروا ببعض التحسن.

ورصدت دراسات أخرى وجود ارتباط بين الوقت الذي يقضيه الفرد على الإنترنت وإصابته بالاكتئاب، لكن عددا من الخبراء لم يتمكنوا من حسم أي الأمرين يسبق الآخر؛ نظرا لأن الأشخاص الذين يعانون من أعراض الاكتئاب قد يكونون أكثر رغبة في استخدام وسائل التواصل الاجتماعي.

وكشفت دراسات أخرى، ومنها دراسة أجرتها جامعة أبوظبي عام 2019 عن أن التخلص من “السموم الرقمية” قد يؤدي إلى آثار سلبية مثل التوتر أو الشعور بالوحدة أثناء الابتعاد عن منصات التواصل الاجتماعي.

ويمكن إجمال أعراض التسمم الرقمي في كثرة التحقق من الهاتف كل بضع دقائق، وترقب أحدث الإشعارات، وانشغال الذهن وتشتت الفكر بمواقع التواصل، التعلق بمنشوراتك والشعور بالإحباط حين لا تتلقى أية ردود أو تفاعلات كافية.

وبالإضافة إلى حالة التأهب النفسية التي تصيب الشخص حين ينشر منشورا جديدا أو تغريدة جديدة، يبدأ بترقب ماذا سيرد الناس؟ وماذا سيقول الناس؟ وهل سيهاجمني أحدهم؟ هل سيعيد أحدهم نشر هذه التغريدة وانتقادي أو الاستهزاء مني؟

وكل هذه الأحوال، هي شكل من أشكال السموم النفسية التي تورثها منصات التواصل الاجتماعي في مستخدميها، والتي تزيد من فرص تعرضهم للاكتئاب والقلق والأرق واضطرابات الأكل واضطرابات النوم.

وقرر مؤخرا عدد من المشاهير اعتزال مواقع التواصل الاجتماعي، ومن بينهم الممثل البريطاني توم هولاند، وإد شيران، وبريتني سبيرز، ومايلي سايروس، وجاستن بيبر، وانضم إليهم السياسيون أيضا.

وتباينت آراء هؤلاء النجوم حول السبب وراء ذلك، ما بين تفشي العنف وخطاب الكراهية على الإنترنت أو الرغبة في تقليل استخدام منصات التواصل التي كانت تأخذ الكثير من أوقاتهم أو أنهم لا يستطيعون التغلب على قضاء الكثير من الوقت في النظر إلى شاشة الهواتف الذكية أو حتى رفضهم لثقافة “الهوس بالذات أو النرجسية”.

ويبدو أن قرار الاسراحة من مواقع التواصل الاجتماعي امتد أيضا إلى مستخدمين عاديين، وفي ذلك قالت كريستين لانغر، العضوة في مبادرة “انظر” الألمانية التي ترمي إلى تقديم مشورات للآباء للمساعدة على استخدام العالم الرقمي بشكل غير ضار، إنه من المهم أن يكون هناك قرار “بشأن المدة الزمنية التي نقضيها في تصفح منصات التواصل الاجتماعي. وأيضا ما هو السبب لاستخدام هذه المواقع وكم من الوقت سنستغرقه في تصفحها”.

موقع الإصلاح

 

أخبار / مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى