الائتلاف الوطني من أجل اللغة العربية يفتتح مؤتمره الوطني السابع

افتتح الائتلاف الوطني من أجل اللغة العربية مساء اليوم الجمعة 21 فبراير 2025 بفضاء المكتبة الوطنية للمملكة المغربية بالرباط، أشغال مؤتمره الوطني السابع للغة العربية في موضوع “السؤال اللغوي والمجتمع المدني”.
وعرفت الجلسة الافتتاحية حضورا وازنا من شخصيات فكرية وثقافية وأكاديمية، وسياسية ومدنية ووزراء سابقين وممثلين عن هيئات من مختلف أطياف المجتمع، ومن بين الحضور الدكتور أوس رمّال رئيس حركة التوحيد والإصلاح وقيادات من المكتب التنفيذي للحركة.
وأكد الدكتور فؤاد بوعلي رئيس الائتلاف الوطني من أجل اللغة العربية خلال كلمة افتتاحية، أنه باختيار موضوع “السؤال اللغوي والمجتمع المدني” خلال هذا المؤتمر، يكون الائتلاف قد أعلن عن عودة المؤتمر بعد غياب خمس سنوات بسبب جائحة كوفيد التي اجتاحت من المغرب من جهة، ومن جهة ثانية بسبب الجائحة التي أصابت لغتنا العربية ببلادنا.
وأشار بوعلي إلى أن المؤتمر يجمع بين الطبيعة العلمية والترافعية ويعالج القضايا المتعلقة باللغة العربية من زوايا مختلفة ومتنوعة، ويجتمع فيه المغاربة من مختلف الأطياف تحت يافطة واحدة وهي اللغة العربية، فهو يمثل المشترك في هذا الانتماء، والائتلاف ليس ملك لأي تيار فهو ملك للوطن.
وأوضح رئيس الائتلاف في هذا الإطار أنه لا مجال للحديث خارج الإطار الدستوري فيما يخص اللغات الوطنية، وأي محاولة للخروج عن هذا الثابت هو خروج عن الإجماع الوطني، وقدر للمغرب أن يكون بلد التنوع والتعدد، وأن تعيش العربية والأمازيغية جنبا إلى جنبا كلغتين وطنيتين.
ودعا رئيس الائتلاف الوطني من أجل اللغة العربية إلى ضرورة التراجع عن مسار الفرنسة فيما سماها بمسار التشظي الذي تعرف بلادنا في مجال الهوية، مؤكدا على أنه لا تقدم ولا تنمية بدون اللغة العربية وهي لغة المعرفة والتقنية وقدمت الكثير لحضارتنا، واللغة هي عنوان تجدد ونهوض هذه الأمة والدفاع عنها هو دفاع عن الوطن.
من جهته، اعتبر الدكتور مراد الريفي مدير مكتب تنسيق التعريب أن اللغة العربية بوثقة الثقافة العربية وفي صدارة برامج الألكسو التي تهدف إلى تعزيز حضور تداول اللغة العربية في مختلف المحافل الثقافية والاجتماعية والاقتصادية والسياسية وغيرها.
ونبه الريفي في كلمة ألقاها بالنيابة عن رئيس المنظمة العربية للتربية والعلوم والثقافة (ألكسو) الدكتور محمد ولد أعمر، إلى أن انحسار حركة النشر العربية وتخلف حركة الترجمة من وإلى العربية يفاقم معانان اللغة العربية وهو ما يتطلب من جميع الفاعلين في المجال إلى بذل المزيد من الجهود لتقوية حضورها وضمان صمودها واستمرارها بين اللغات الأخرى.
وأشاد مدير مكتب تنسيق التعريب بما تقوم به هيئات المجتمع المدني في اقتراح إجراءات للنهوض بالعربية في السياسات العمومية من بينها الائتلاف الوطني من أجل اللغة العربية، مؤكدا على أن هذه اللحظة العلمية البارزة هي فرصة للاستفادة من رحيق الخبرات لتعزيز أمانة حضور اللغة العربية ونهوضها.
من جانبه، أكد الدكتور مبارك ربيع رئيس اللجنة الثقافية لمؤسسة علال الفاسي أن اللغة العربية في مشاكلها وقضاياها وإن كان ما يبدو في أول وهلة أنها مسؤولية الدولة، لكنها في الحقيقة هي مشكلة الجميع من مجتمع وكل من يستطيع أن يقدم من مبادرات لهذه اللغة.
وتابع مبارك في هذا السياق “المجتمع المدني هو من يمتلك روح المبادرة لتطوير أدواتها وتمليكها للمجتمع، واللغة لما تمتلكه من قدرات وإمكانات معرفية لا تقوى إلا بأهلها وإرادتهم.
وعرفت أشغال الجلسة الافتتاحية مراسيم توقيع مذكرة تفاهم بين الائتلاف الوطني من أجل اللغة العربية والمنظمة العربية للتربية والعلوم والثقافة (ألكسو) تتيح للطرفين التعاون في ما يخدم اللغة العربية من خلال تنظيم فعاليات ومشاريع وبرامج للنهوض باللغة العربية.
وتميز المؤتمر بحفل تكريم عرفانا ووفاء لنخبة من الأساتذة الذين خدموا، ويخدمون، اللغة العربية في مجالات متنوعة، حيث تم تكريم الكاتب والأكاديمي اللغوي عبد الغني أبو العزم، والإعلامي الوطني الأستاذ عبد الصمد ناصر.
وانطلقت الأشغال الفعلية للمؤتمر بالجلسة العلمية الأولى في موضوع “اللغة العربية بين المجتمع والسلطة” أطرها كل من الدكتور عبد القادر الفاسي الفهري في مداخلة بعنوان “إدارة اللغة العربية بين الدولة والمجتمع”، والدكتور عبد القادر الشاوي في مداخلة بعنوان “اللغة والمجتمع”، والأستاذ مصطفى الخلفي في مداخلة تحت عنوان “أية سياسة عمومية للنهوض باللغة العربية.
وتتواصل أشغال المؤتمر غدا السبت بثلاث جلسات علمية وجلسة ختامية، تتناول تحديات وآفاق اللغة العربية والسياسة اللغوية، والتخطيط اللغوي ووضع اللغة وأزمة الهوية، ومبادرات ومؤسسات في خدمة اللغة العربية.