الإدريسي: دور الأسرة أساسي في تربية الأبناء على حب المسجد الأقصى والقدس وكل فلسطين

اعتبرت الدكتورة حنان الإدريسي أن قضية الأسرة مركزية في الحركة وهي القضية الأساس وآية من آيات الله، وقضية فلسطين هي أم القضايا باعتبارها قلب الأمة ومؤشر عافيتها وقوتها، وبالتالي فنجاح أي قضية يبدأ من الأسرة، من خلال قيامها بدورها المطلوب في تكوين الوعي لدى النشء منذ الطفولة، فينمو الطفل ومعه حبه لفلسطين وللقدس وللأقصى كما تربينا نحن على حب القضية عقديا بالنسبة لنا كمسلمين.

وأكدت الإدريسي في مداخلتها خلال مهرجان “فلسطين ومناهضة التطبيع.. قضية أسرتي”، على دور الأسرة في بناء الإنسان وإنتاج القيم، من أجل تخريج إنسان القيم والمبادئ، إنسان يعرف ربه وله مبادئ في علاقته بالله وبالكون وبالإنسان، ومبادئ في علاقته بالمقدس والقضية الفلسطينية قضية مقدسة لا تقل لأهمية عن قضية الصحراء المغربية، فإذا كان للأسرة دور في تعليم أبنائها الانتماء والهوية ومحبة الوطن والدفاع عن الوحدة الترابية فان لها دور أيضا في غرس المقدسات ومنها المسجد الأقصى والقدس وكل فلسطين، لأجل الدفاع عنها ونصرتها، مضيفة أن الأسرة هي الضامن لتوارث القيم بين الأجيال، ولها دور حاسم وليس فقط دور داعم، خصوصا اليوم في زمن الانهزامات المتعددة.

وأوضحت نائب رئيس الحركة، أن للأسرة الحرية والسيادة الكاملة في بناء هذا الوعي وهذه المبادئ التي لها علاقة بالقضية الفلسطينية دون التأثر بمنظومة القيم السائدة من التفاهة وعدم إعطاء قيمة للمقدسات، لغياب أي تأثير للقرارات السياسية غير الخادمة للقضية عليها، وبالتالي فالأسرة مهمة في صناعة الوعي خاصة ونحن نعيش انهزاما وإفلاسا في مجالات متعددة: في السياسة متجليا في التطبيع والاتفاق المشؤوم مع الكيان السنة الماضية، ثم التطبيع الإعلامي والاقتصادي، والأخطر من كل هذا التطبيع في المجال التعليمي والتثقيفي، مما يشكل خطرا على أبنائنا من المؤسسات التعليمية التي يمكثون فيها اليوم بأكمله، مما يستدعي انبتاها ويقظة من  رجال ونساء التعليم وإن الأسرة بدورها الذي تقوم به في بناء الوعي بالقضية الفلسطينية.

وأشارت الإدريسي، إلى أن العدو الصهيوني يراهن على النسيان وعلى محو ذاكرة الشعب الفلسطيني والأمة العربية والإسلامية، ويستهدف قطع صلة الأجيال بالقضية والأرض وبرموز النضال، يعينها في ذلك أنظمة اختارت التطبيع والهرولة، وهنا يتجلى دور الأسرة الأساس في بناء الإنسان المقاوم، والمرابطة على صناعة هذا الإنسان مهم جدا من خلال بناء الأفكار والمشاعر المقاومة، وبناء السلوك المقاوم بالإنفاق والمقاطعة والدعاء والتعريف بالقضية إلى غير ذلك.

وبخصوص أليات تعليم وبناء القضية الفلسطينية لدى الأبناء، أكدت الدكتورة على ضرورة أن أن يكون لكل أسرة تواريخ لإحياء الذاكرة من خلال قراءة سورة الإسراء وقصص بنو إسرائيل وأحاديث الرسول، بالإضافة لارتباطها بتاريخ المغاربة في فلسطين وبحي المغاربة وباب المغاربة وألا تنسى ما قاله صلاح الدين الأيوبي عن المغاربة، واستحضار تواريخ فاصلة في القضية الفلسطينية كعام النكبة ويوم الأرض ويوم الشهيد ويوم الطفل الفلسطيني، كما على كل أسرة أن تزين جدران بيوتها بما يرمز للقضية كقبة الصخرة وخريطة فلسطين، مضيفة أن الأسرة المسلمة اليت تقرأ سورة الإسراء وأحاديث الرسول تعي العلاقة المؤطرة بكتاب الله وأحاديث رسوله عن القضية “لا تزال طائفة من أمتي قائمة بأمر الله لا يضرهم من خذلهم حتى يأتي أمر الله وهم ظاهرون على الناس، فقيل من هم يا رسول الله؟ قال: هم في بيت المقدس واكناف بيت المقدس “، فلا بد ن تبقى قلوب الأبناء معلقة بالمسجد الأقصى ويظل حبه راسخا فيهم ويكبر معهم، بالإضافة إلى ربط محبة الأقصى بمحبة النبي صلى الله علهي وسلم على أن تكون العملية التربوية هاته متدرجة مستمرة وليست وقتية ولحظية، ومنها التربية بالدعاء والتربية باللعب تستحضر رموز القضية وتاريخها وجغرافيتها، وهكذا ستظل القضية راسخة في نفوس أبنائها وفي ذاكرتهم.

الإصلاح

أخبار / مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى