الأزهر والمجلس الأوربي يتبرءان من زيارة أئمة مساجد بأوروبا لـ”إسرائيل”

أعرب الأزهر الشريف أمس الخميس عن استنكاره الشديد لهذه الزيارة مؤكدا أنها تمثل “خيانة للقيم الدينية والإنسانية”، وتتناقض مع معاناة الشعب الفلسطيني.
وقال في بيان نشر عبر صفحته على فيسبوك، إن هؤلاء الأفراد “ادعوا زورا أن زيارتهم تهدف إلى تعزيز التعايش والحوار بين الأديان، بينما تجاهلوا الإبادة الجماعية والعدوان والمجازر المستمرة التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني منذ أكثر من عشرين شهرا”.
وأضاف البيان أن المشاركين في الزيارة، وفي مقدمتهم الإمام الفرنسي حسن شلغومي، أظهروا “عمى في البصيرة وتبلدا في المشاعر”، و”كأن لا صلة إنسانية أو دينية أو أخلاقية تربطهم بهذا الشعب المنكوب”.
ووصف الأزهر هؤلاء الزائرين بأنهم “فئة ضالة لا تمثل الإسلام ولا المسلمين، ولا الرسالة التي يحملها علماء الدين والأئمة في التضامن مع المظلومين”، محذرا من الانخداع بهؤلاء “المنافقين الذين يتاجرون باسم الدين ويأكلون على موائد الخزي والعار والمهانة”.
وفي السياق نفسه، سارع المجلس الأوروبي للأئمة لإصدار بيان شديد اللهجة، استنكر فيه لقاء وفد من الأئمة العاملين في أوروبا برئيس كيان الاحتلال الإسرائيلي إسحاق هرتسوغ والمتحدث باسم جيش الاحتلال الإسرائيلي، أفيخاي أدرعي، التي وصفها بـ”الاستعراضية والاستفزازية”.
وأوضح المجلس في بيانه أن أعضاء الوفد غير معروفين في أوساط الأئمة والدعاة في أوروبا، مؤكدا عدم ارتباطهم بالمؤسسات الشرعية والجمعيات الدينية الموثوقة والمعترف بها بين المسلمين الأوروبيين.
وشدد البيان على أن “حيثيات هذه الزيارة والجهات التي تقف وراءها تؤكد طابعا استعراضيا استفزازيا لخدمة أغراض مشبوهة لا تعبر عن موقف مسلمي أوروبا الراسخ في التضامن مع أهل غزة المظلومين، والتنديد بجريمة الإبادة الوحشية التي يمارسها ضدهم جيش الاحتلال الصهيوني”.
ودعا المجلس جميع الأئمة والعلماء والمناضلين والأحرار من جميع الطوائف إلى تكثيف فعاليات نصرة الشعب الفلسطيني والتصدي لما وصفه بـ”حرب الإبادة والتطهير العرقي في غزة”.
واعتبر أن كل مبادرة لتبييض جرائم المحتل هي خيانة لله ورسوله ودماء المستضعفين، محذراً من محاولات اختراق الوعي وتشويه الثوابت عبر شخصيات مأجورة ومضللة.
وكان ظهور عدد من الأئمة، بمن فيهم أئمة من أصول مغاربية، يتقدمهم الإمام الفرنسي التونسي حسن الشلغومي، في مقاطع فيديو رفقة رئيس كيان إسرائيل والمتحدث باسم جيشها، قد أثار ردود فعل غاضبة وموجة استياء كبيرة على مواقع التواصل الاجتماعي.
و اعتبر العديد من المتعاطفين مع القضية الفلسطينية أن هذه الزيارة تشكل استفزازاً لمشاعر ملايين المسلمين حول العالم، الذين ينددون ويرفضون سياسات القتل والتجويع التي تنتهجها إسرائيل تجاه الشعب الفلسطيني.
وعلى خلفية موجة الغضب والانتقادات التي طالت المشاركين في الزيارة، التي نظمتها مبادرة “شبكة القيادة الأوروبية لتعزيز التعايش بين المسلمين واليهود”، أعلن مسجد بلال في مدينة ألكمار الهولندية إيقاف إمام ذي أصول مغربية كان ضمن الوفد.
وأكدت إدارة المسجد في بيانها أن “موقف المسجد واضح لا لبس فيه؛ إذ لم يعد للإمام أي مكان داخل المسجد”، مشددة على أن “لجنة تسيير أمور مسجد بلال في ألكمار لا تتحمل أي مسؤولية عن تصريحات الإمام أو أفعاله خارج المسجد”، وأنه “بعد هذه الأحداث لم تعد توجد أي علاقة رسمية بين الإمام وبين المسجد”.