استقالات ومضايقات لإعلاميين ورياضيين بسبب رفض رواية الاحتلال “الإسرائيلي”
استقال مجموعة من الصحفيين من وسائل إعلام عالمية، بينما تعرض لاعبون وفنانون وشخصيات عالمية لمضايقات وحملات تخوين بسبب رفضهم الترويج لرواية جيش الاحتلال “الإسرائيلي” بشأن العدوان الذي يشنه ضد سكان القطاع، وأخرها مجزرة مستشفى المعمداني.
وضيقت فرنسا وألمانيا وبريطانيا وعدة دول أوروبية على المتضامنين مع فلسطين، وفرضت قيودا وحظرا وتدخلا من قبل قوى الأمن والسلطات لمنع التظاهرات والمسيرات، وصل إلى حد حصول اعتقالات وإيقافات.
وفتحت هيئة الإذاعة البريطانية “بي بي سي” التحقيق مع 6 من الصحفيين العرب في مكتبي القاهرة وبيروت، بالإضافة إلى وقف التعامل مع صحفية أخرى مستقلة، بعد رفضهم للرواية “الإسرائيلية” وتعبيرهم عن رفض العدوان على مواقع التواصل الاجتماعي.
استقالات وتحقيقات
وقدم مدير الشؤون السياسية والعسكرية في وزارة الخارجية جوش بول استقالته، قائلا إنه “لم يعد قادرا على دعم موقف الإدارة الأمريكية المؤيد لإسرائيل.
كما قدمت المسؤولة في وزارة الخارجية الأميركية لارا فريدمان استقالتها، احتجاجا على تعامل إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن مع العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، لتنضم إلى مدير الشؤون العامة والكونغرس في مكتب الشؤون السياسية والعسكرية بالوزارة جوش بول.
وأعلن الصحفي بسام بونين استقالته من هيئة الإذاعة البريطانية “بي بي سي”، قائلا في تدوينة نشرها على حسابه بالفايسبوك “تقدمت صباح اليوم باستقالتي من هيئة الإذاعة البريطانية بي بي سي لما يحتمه علي الضمير المهني”.
كما قدم الصحفيتان التونسيتان أشواق الحناشي وأماني الوسلاتي استقالتهما من قناة كنال بلوس “Canal+” الفرنسية تعبيرا عن رفضهما لترويج الرواية الإسرائيلية وتضامنا مع الشعب الفلسطيني.
كما استقال استقالة 20 نائبا من العمال البريطاني احتجاجا على موقف الحزب من حرب غزة، وكان زعيم حزب العمال قد أثار الغضب بعد أن قال إن “إسرائيل” لها “الحق” في حجب المياه والكهرباء عن الفلسطينيين، في اليوم الأخير من مؤتمر الحزب الأسبوع الماضي.
وأقالت صحيفة الغارديان البريطانية رسام الكاريكاتير المخضرم، ستيف بيل، وذلك بعد رفضها نشر كاريكاتير له بدعوى أنه يصور رئيس الوزراء “الإسرائيلي” بنيامين نتنياهو بشكل معاد للسامية.
شيطنة واتهامات
وتلقى النجم الفرنسي كريم بنزيمة قائد فريق الاتحاد السعودي، اتهامات بكونه عميلا لحماس وله صلات بالإخوان المسلمين، بعد تغريدة تضامن فيها مع غزة، التي تتعرض لإبادة منذ 12 يوما راح ضحيتها آلاف القتلى وأكثر من 10 آلاف جريح.
ونفى بنزيما، الحائز على جائزة الكرة الذهبية لعام 2022 وأسطورة ريال مدريد السابق، اتهامات وزير الداخلية الفرنسي، جيرالد دارمانان، ضده بأن لديه صلات مع إسلاميين، معلنا أنه يعتزم رفع دعوى بالإهانة ضد المسؤول الحكومي.
وخرج النجم المصري محمد صلاح هداف ليفربول عن صمته بشأن العدوان الإسرائيلي على غزة، وقال إن “ما رأيناه في المستشفى (المعمداني) كان مرعبا”، مطالبا بإدخال المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة “على الفور”، وتعرض بدوره لحملة تشويه.
مطاردات وتضيقات
أما الصحفي الإسرائيلي يسرائيل فراي، فندد بقصف الاحتلال للمدنيين في غزة. وعبّر فراي عن تضامنه مع الفلسطينيين على منصة “إكس” (تويتر سابقا) قبل ساعات من تداول عنوان منزله على مجموعات “واتساب” لليمين المتطرف، فكتب فراي “ليس من الضروري أن تكون يساريا خالصا لتطلب وقف القصف. توقف، وفكر، وتذكر أن مقتل أحمد في غزة جريمة تماما كما هو مقتل آيدو في بلدة باري”.
لم تمر ساعات حتى نشر مذيع راديو “يانت” الإسرائيلي بار شيم أور، مقطع فيديو التقطه من أمام مبنى يقطن فيه فراي أثناء حصار نشطاء اليمين الإسرائيلي شقته فجر الأحد الماضي، واتهامه بالخيانة، وترويعه بالألعاب النارية، ثم محاولات اقتحام مسكنه. كذلك أذاع شيم أور مكالمات هاتفية لفراي يستنجد فيها طلبا للمساعدة، وخوفا على حياته.
وتعرض مئات اليهود الأميركيين الذين نظموا اعتصاما مفتوحا في مبنى الكونغرس الأميركي أمس الأربعاء للاتهامات، وكانوا قد طالبوا بوقف الحرب على قطاع غزة والتنديد بالمجازر التي يرتكبها الاحتلال بحق الفلسطينيين في القطاع.
وفرضت فرنسا الإقامة الجبرية على الناشطة الفلسطينية مريم أبو دقة، عضو الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، تمهيدا لطردها من البلاد، وسط تنديد واسع بهذا الإجراء من قبل سياسيين فرنسيين وناشطين في وسائل التواصل الاجتماعي.