إسبانيون لأهل غزة: نتضامن معكم ونشعر بآلامكم لقد تجرعناها عام 1937

أبدع إسبانيون يبلدة غرنيكا شكلا تضامنيا مع قطاع غزة دخلوا به التاريخ من أوسع أبوابه، عبر استحضار مأساة البلدة -التي تقع  في إقليم الباسك- التي حولها الجيش الألماني والإيطالي النازيين إلى أنقاض بعد إلقاء قنابل مدمرة على كافة ترابها. 

ويأتي هذا التضامن المؤثر مع الفلسطنيين من قوم لا تربطهم بغزة أواصر دين، ولا عروبة، ولا تاريخ ولا جغرافية، لكن تربطهم بهم الروح الإنسانية الراقية.

و تشير الروايات التاريخية إلى أن قرية غرنيكا، الواقعة في إقليم الباسك تعرضت بتاريخ 26 أبريل 1937 لقصف جوي نفذه فيلق كوندور التابع لسلاح الجو الألماني وفيلق التدخل السريع من سلاح الجو أفياسيون الإيطالي، في عملية أطلق عليها الاسم الرمزي «عملية روغن».

واصطف نحو 3000 شخص وسط مدينة غرنيكا لرسم صورة عملاقة تمثل علم فلسطين، وكأنهم يقولون لأهل غزة وكل الفلسطنيين “نتضامن معكم ونشعر بآلامكم لقد تجرعناها عام 1937 لما قصفنا طيران النازي”.

وأنشد الآف المشاركين في التظاهرة التضامنية أغنية “غرنيكا في غزة”، للتذكير بتشابه الواقعتين إن لم تكن واقعة غزة أكثر إيلاما بالنظر إلى الخسائر في الأرواح والممتلكات التي لازالت تحصدها آلة القتل الصهيونية على مدار 151 يوما.

وطالب المشاركون في التظاهرة بضرورة وقف المذبحة والإبادة الجماعية، ومحاسبة كل المتورطين في جرائم الحرب والإبادة الجماعية التي شهدها القطاع. 

وفي مايو1937، رسم الفنان التشكيلي الإسباني بابلو بيكاسو (1881- 1973) لوحة “غرنيكا” التي تعد من  أروع أعماله واستلهمها من قصف مدينة غرنيكا في إقليم الباسك بإسبانيا، الذي أوقع قرابة 2000 قتيل.

ويواصل الاحتلال “الإسرائيلي” حربه المدمرة ضد قطاع غزة رغم مثولها للمرة الأولى منذ قيامها عام 1948 أمام محكمة العدل الدولية، أعلى هيئة قضائية في الأمم المتحدة؛ بتهمة ارتكاب جرائم “إبادة جماعية” بحق الفلسطينيين.

وبالإضافة إلى الخسائر البشرية  استشهاد أزيد من 30 ألف فلسطيني، تسببت الحرب الإسرائيلية بكارثة إنسانية غير مسبوقة وبدمار هائل في البنى التحتية والممتلكات، ونزوح نحو مليوني فلسطيني من أصل حوالي 2.3 مليون في غزة، بحسب بيانات فلسطينية وأممية.

أخبار / مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى