بملتقى “التجديد الطلابي”.. أكاديميون يطالبون باعتماد مقاربة شمولية في مشاكل الأسرة
دعا المشاركون في ندوة علمية حول “مركزية مؤسسة الأسرة في تحصين القيم”، نظمتها منظمة التجديد الطلابي، يوم الخميس 16 مارس 2023 بجامعة السلطان مولاي سليمان بني ملال إلى اعتماد مقاربة شمولية في معالجة الإشكاليات المطروحة على الأسرة المغربية، موضحين أن مجرد إصلاح مدونة الأسرة فقط لا يكفي للحد من الظواهر السلبية التي يشهدها المجتمع.
وشدد المشاركون في الندوة المنظمة ضمن فعاليات الدورة الـ23 من المنتدى الوطني للحوار والإبداع الطلابي على أهمية مؤسسة الأسرة في ضمان استقرار المجتمع وتماسكه، منبهين إلى ضرورة إصلاح المدونة على أساس معرفي وواقعي عوض الأساس الإديولوجي، موضحين أن الأصل هي الأساس في نقل القيم داخل المجتمع وحفظ تماسكه واستقراره وسلامته.
وطالبت رئيسة منتدى الزهراء للمرأة المغربية بثينة قروري بإصلاح مدونة الأسرة على أساس علمي ومعرفي بعيدا عن الأساس العاطفي، مشيرة إلأى أن المغرب استطاع عبر محطات مختلفة من تاريخه تطوير آليات لتدبير الاختلاف، داعية في الوقت نفسه إلى وقفة واقعية على الإشكالات الحقيقية التي تعرفها الأسرة المغربية قصد إيجاد حلول حقيقية لها.
وحذرت قروري من اللجوء إلى التقاطب الهوياتي والإيديولوجي، موضحة أن ذلك لا يؤدي إلى رؤية موضوعية للإشكالات التي تعرفها المجتمعات، وأن امتحان مراجعة مدونة الأسرة اليوم سيفضي إلى نقاش صحي رغم التباعد القائم بين التيارات المحافظة واليسارية، مشيرة إلى نجاح محطات سابقة في قضايا كبرى.
وشدد نائب رئيس مركز مقاصد للدراسات والبحوث الحسين الموس على أهمية الأيرة في حماية وتوريث القيم، ممثلا بما أبداه المنتخب الوطني المغربي لكرة القدم خلال تألقه في كأس العالم قطر 2022 من قيم الأسرة ورضا الوالدين، موضحا أن مثل هذه القيم الإيجابية تشكل إرثا مفتوحا للتنافس بين الجميع ذكورا وإناثا، صغارا وكبارا.
وانتقد الموس سعي مجموعة من الهيئات إلى إقرار الزواج القائم على أحادية الجنس، موضحا أن من شأن ذلك الإقرار تدمير الأسرة والجنس البشري كله، داعيا كل قوى الفاعلة داخل المجتمع إلى القيام بالدور المنوط بها في حفظ الأسرة، مشددا في الوقت نفسه على ضرورة مراعاة مقاصد الشريعة الإسلامية المتمثلة في الكليات الخمس الكبرى، الدين والنفس والعقل والمال والنسل.
وأوضحت وزيرة التضامن والتنمية الاجتماعية والمساواة والأسرة سابقا جميلة المصلي أن الاقتصار على مراجعة مدونة الأسرة ليس حلال سحريا لجميع مشاكل المرأة المغربية، داعية إلى مقاربة الموضوع من عدة زوايا، قائلة “إن معالجة مشاكل المرأة والأسرة المغربية يتطلب منظومة شاملة متكاملة من الإجراءات تمكنها اقتصاديا”.
وطالبت المصلي بملاحظة مجموعة من التحولات التي تشهدها الأسرة لأخذها بعين الاعتبار عند مقاربة الموضوع ومنها ما تشير إليه الأبحاث الوطنية ارتفاع عدد نسبة النساء المعيلات للأسر في المغرب، داعية إلى بناء وعي مجتمعي شامل لجميع القضايا، مشددة على أن ذلك لا يتأتى إلا بانخراط الجامعة المغربية في ذلك المسار البنائي.
ودعا الأستاذ بجامعة الحسن الثاني بالدار البيضاء محمد ابراهمي إلى الحفاظ على الإطار المرجعي لتعديل مدونة الأسرة، موضحا أن الإصلاح المطلوب تؤطره المرجعية الإسلامية، المستمدة من الدستور. وأشار ابراهيمي إلى أن الملك محمد السادس تحدث عنها عند دعوته إلى ضرروة مراجعة المدونة في خطابه الأخير شهر يوليوز الماضي.
وشدد إبراهمي على ضرورة اعتماد المقاربة التشاورية التكاملية في إصلاح المدونة، مشيرا إلى كون مؤسسة الأسرة هي الضمان لاستقرار المجتمع وتماسكه، وأن من دواع إصلاح المدونة هو تحقيق وحدة الأسرة وحسن أدائها لوظائفها في المجتمع.
موقع الإصلاح