أكاديميون وصحفيون يشددون على أولوية الاهتمام بأخلاقيات الصحافة والإعلام
دعا المتدخلون في ندوة نظمها المنتدى المغربي للصحافيين الشباب حول “دور الإعلام المغربي في تعزيز والنهوض بثقافة حقوق الإنسان” أمس الثلاثاء 2 ماي 2023 بالرباط بشراكة مع مؤسسة هينرش بالرباط على ضرورة تقييم المنظومة الإعلامية في المغرب، وإحداث المرصد الوطني لمحاربة الكراهية.
وشددوا في الندوة المنظمة بمناسبة اليوم العالمي لحرية الصحافة على أولوية الاهتمام بأخلاقيات مهنة الصحافة، والدفاع عن التنظيم الذاتي للمهنة المتمثل في المجلس الوطني للصحافة، منتقدين ما آلت إليه الأوضاع بعد قرار الحكومة إحداث لجنة مؤقتة لتسيير المجلس.
إجراء تقييم شامل للمنظومة الوطنية
طالب رئيس المنتدى المغربي للصحافيين الشباب سامي المودني بضرورة بلورة سياسة عمومية في المجال الإعلامي، مشددا على وجود ترابط بين الصحافة والإعلام وحقوق الإنسان، مشيرا إلى اهتمام المنتدى بتقوية قدرات الصحفيين في مجال تغطية قضايا حقوق الإنسان عبر تنظيم دورات تكوينية لفائدتهم.
وأشار المودني إلى إعداد المنتدى المغربي للصحافيين الشباب لدليل موجه للصحافيين حول “آليات الأمم المتحدة لحماية حقوق الانسان”، موضحا أن عمل على توفير خلاصاته في كتاب ليكون مرجعا للصحافيين والباحثين في المستقبل.
ودعت رئيسة المجلس الوطني لحقوق الإنسان مؤسسة أمينة بوعياش إلى إجراء تقييم شامل للمنظومة الوطنية في مجالي الصحافة والإعلام بعد مرور عقد من تنظيم الحوار الوطني حول الإعلام والمجتمع، مشددة على إصلاح المنظومة الجنائية لتكريس الحريات والقطيعة مع انتهاك الحريات والحقوق.
وأوضحت بوعياش، أن هناك رهان على الصحافة والإعلام من أجل تعزيز منظومة حقوق الإنسان، منبهت إلى وجود عدة تحديات منها انتهاك الاخلاقيات والتشهير، ومشكلة الدعم المالي العمومي للصحافة، والتضليل والأخبار الزائفة، مشيرة إلى تحد جديد يتعلق بتوظيف الذكاء الاصطناعي في المجال الإعلامي.
لا يمقراطية بدون حرية الصحافة
شدد رئيس المركز المركز المغاربي للدراسات والأبحاث في الإعلام والاتصال جمال محافظ على أنه لا الديمقراطية بدون حرية الصحافة، مشيرا إلى وجود ارتباط وثيق بين حرية الصحافة وحقوق الإنسان، قائلا “أن أي عمل صحفي يجب أن يتوخى الموضوعية”.
وأوضح محافظ في مداخلته بعنوان “الإعلام وسؤال الحيادية في التعاطي مع قضايا حقوق الإنسان” أن دور الصحفي هو البحث عن الحقيقة والتوازن، منكرا وجود أي حياد في مجال حقوق الإنسان، مفسرا ذلك بعدم وجود إمكانية إعطاء الفرصة على سبيل المثال لشخص إرهابي أو عنصري.. للتعبير عن الرأي الاخر.
وأكدت الفاعلة المدنية ياسمين بوطيب، أن هناك حاجة لإجبار الشركات العملاقة على احترام حقوق الإنسان والوفاء باحترام وحماية المعطيات ذات الطابع الشخصي، مشيرة إلى أن الشركات التواصل الاجتماعي العملاقة تقع تحت طائلة التعارض مع حرية الصحافة وحقوق الإنسان.
وأضافت في مداخلته بعنوان “التربية على حقوق الإنسان.. دور الصحافي في زمن شبكات التواصل الاجتماعي” أن الشركات العملاقة قامت بتقييد العديد من الحسابات بسبب موضوعات متعددة وحدت من الوصول لأخرى، موضحة أن في ذلك تقييدا للحرية.
الصحافي المدافع الأول عن الحقوق
وشدد الصحافي والباحث في الإعلام والتواصل أحمد المكاوي أن الصحافي هو المدافع الأول عن حقوق الإنسان، موضحا أن دور الصحفي هو مراقبة وتقوية الالتزام باحترام حقوق الإنسان، مشيرا إلى أهمية الصحفي كمقياس لتقدم الأمم ووجود حقوق الإنسان.
ونبه في مداخلته بعنوان “حقوق الإنسان، الإعلام وثورة الخوارزميات.. أسئلة من محض التجربة” إلى أن الصحفي يمكن أن يكون عدوا لحرية بخرق أخلاقيات المهنة، منتقدا وضعية مؤسسة التنظيم الذاتي وعدم فرض سلطتها وتوقف الصحف المنتهكة للأخلاقيات وإصدار تقارير حول حريات الصحافة والإعلام.
ورأى الصحافي والكاتب عبد العزيز كوكاس أن هناك مصطلحات ومفاهيم تمتح لغة التمييز والكراهية يتم تداولها في وسائل الإعلام والصحافة، منتقدا الدراما والمسلسلات الفكاهية التي تبث في الإعلام المغربي، موضحا أنها غارقة في التفاهة وتنشر الصور النمطية.
وأوضح كوكاس في مداخلته بعنوان “تفاعل الإعلام المغربي مع القضايا المرتبطة بالتنوع الاجتماعي” أن الهوية الوطنية حفظت على النسيج المغربي، مشددا على كون الإعلام بمثابة فاعل وليس فقط صندوق بريد لنقل رسائل المجتمع.
إرساء مرصد وطني ضد الكراهية
ورأى أستاذ العلوم الإجتماعية بجامعة محمد الخامس بالرباط سعيد بنيس، أن الصحافة آلية حامية ضد الكراهية، منتقدا غياب أخلاقيات المهنة لتحقيق “البوز”، داعيا إلى التوقف عن اعتبار المجتمع المغربي مجتمعا انقساميا.
واقترح بنيس في مداخلته بعنوان “تأدوار الإعلام المغربي في محاربة خطاب الكراهية والتطرف” حظر الصور النمطية، واعتماد آليات لمسح الخير الزائف المتعلق بالكراهية وغيرها، وتأهيل الصحافة الجهوية، وتفعيل أدوار المجلس الوطني للصحافة.
وطالب بنيس بضرورة إرساء مرصد وطني ضد الكراهية، واعتماد آليات التجارب الاجتماعية، والاستفادة من تجارب الضحايا، علالوة على إصدار تقرير سنوي حول الكراهية، وضع ضوابط للأشخاص الذين يتم استضافتهم في البرامج، وإطلاق موقع إلكتروني لرصد الكراهية، مع وضع معجم لغوي.
موقع الإصلاح