أكاديميان يدعوان لتعزيز ممانعة الأسر المغربية وتحسين صورتها في السينما
دعا أكاديميان إلى تعزيز الممانعة في الأسرة المغربية وتحسين صورتها في الصناعة السينمائية، وذلك في ندوة وطنية نظمتها مؤسسة بيت الثقافة حول “الأسرة المغربية: قراءة في الموروث الثقافي المغربي والوظائف الإصلاحية”، اليوم السبت 29 يونيو 2024 بالمقر المركزي لحركة التوحيد والإصلاح بالرباط، وقام بتسييرها الدكتور عبد الرحمان اليعقوبي.
وأكد المهندس نور الدين الأشهب، أن الأسرة المغربية قادرة على ممارسة الممانعة الثقافية في سياق التحولات التي يشهدها المجتمع، مشيرا إلى أن الأسرة المغربية كانت على الدوام سدا منيعا ليس في المجال الثقافي فقط بل حتى في المجال السياسي حيث كانت عاملا في الحفاظ على الاستقرار الأسري والنظام السياسي للدولة.
وأوضح الرئيس السابق لمؤسسة بيت الثقافة، أن مؤسسة الأسرة هي بمثابة منتج للثقافة وليست فقط مستهلكة لها، كما أنها صناعة حضارة في مستوى متقدم، مضيفا أن الحديث عن الممانعة الثقافية للأسرة المغربية هو إحساس بالخطر والضغوط، وهي في نفس الوقت فرصة إما لصناعة الحضارة أو لحظة انقراض وإبادة.
ورأى أن الأسرة المغربية طورت هوية مبنية على خمس أفكار وهي أنها: أسرة ريفية قروية، وأسرة أصيلة تحتفظ بتاريخ المغرب، وأسرة تحترم الأجيال كالأسر الممتدة، وأسرة التضامن التكافل الاجتماعي، وأسرة تأثرت بالرباطات سواء الصوفية أو التربوية أو الجهادية.
واعتبر الأشهب أن الممانعة هي شكل من أشكال المقاومة الثقافية، موضحا أن البنية الثقافية المتمكنة في المغرب تتجاوز البنية العسكرية التي تم إجلاؤها في الأوطان العربية والإسلامية، مشيرا إلى أن مؤسسة الأسرة قديمة وليست حديثة ولكن هي مؤسسة تتعرض للتحديث.
واقترح المتحدث استراتيجيات من أجل تقوية الأسرة منها عدم الاكتفاء بالدفاع عن الأسرة بل الامتداد إلى تقوية المنظومة التعليمية، علاوة على إعادة الاعتبار للأسرة في الإعلام والتواصل، وكذا سن تشريعات وسياسات تحفظ للأسرة قيمتها وأدوارها المجتمعية والتاريخية، مشددا على الحاجة إلى تقوية الثقة بالذات كشرط أساسي لأي استئناف أو تنافس.
وأكد الدكتور مصطفى الطالب أن الأسرة تعيش تحديات متعددة، مستعرضا العشرات من تلك الصعوبات المطروحة اليوم على الأسرة، موضحا أن السينما طرحت الكثير من تلك المواضيع، مشيرا إلى العلاقة الوطيدة بين السينما والمجتمع باعتبار أنها تستمد أفكارها من المجتمع.
وأضاف الناقد السينمائي أن السينما المغربية حرصت في بدايتها على استحضار قضايا الأسرة وقيمها من خلال عدة أفلام عالجت موضوعية الكثير من القضايا التي عاشها المجتمع، موضحا الكثير من الأفلام المغربية تستمد معالجتها من القيم الوطنية والدينية، بينما رأى أن بعضها يستمد من قيم وافدة.
وأكد الطالب أن الرجوع إلى الأفلام التي أنتجها المخرجون في المغرب ركزت على تناول المستوى الاجتماعي للأسر علاوة على المستوى الثقافي والبيئة والرافد الثقافي، موضحا أن الدين كان حاضرا في الأفلام حيث تحضر أغلبية الأسر المسلمة مع حضور الأسرة اليهودية إلى جانب قلة قليلة من أسر مسيحية. ملاحظت استحضار شكل العلاقات العاطفية والمخدرات. غيرها.
واعتبر رئيس جمعية مغرب الفن أن الغرب، خاصة الولايات المتحدة الأمريكية فهمت دور السينما وتأثيرها لذلك حققت صناعة سينمائية كبيرة حتى اخترقت الدول والكينونة البشرية.
وقال “في السنوات الأخيرة عرف المغرب تحولات اجتماعية وثقافية وقيمية لم تبقى السينما بمعزل عنها وذلك تحت تأثير هيمنة العولمة الإقتصادية والثقافية الإقصائية لثقافة الدول الضعيفة وكذلك الدول العربية والإسلامية لذلك أصبح سؤال للهوية السينما بالخصوص يفرض نفسه على الساحة الفنية والثقافية سيما وأن السينما المغربية في مجملها أصبحت أو أضحت رافدا لقيم دخيلة على المجتمع المغربي المسلم”.
ونبه المتحدث إلى أن السينما أصبحت معملا لصناعة الأحلام والخيال وحتى كتابة التاريخ، لكونها هي مرآة للمجتمع، منتقدا غياب صورة الانسان المتدين في السينما المغربية، محذرا أنه يتم إبرازها في سياق التطرف أو الإرهاب، ممثلا لذلك بمجموعة أفلام.
وقسم الإنتاج السينمائي المغربي الأفلام إلى 3 أقسام قسم يحاول الخضوع للسوق والقسم الثاني يوظف الجانب الإديولوجي، بينما يتجلى الثالث في المتناول الموضوعاتية للأفلام، موضحا أن أفلاما مغربية لا تعالج بعمق القضايا الأسرية.
وختم بالقول، وقال “في السنوات الأخيرة عرف المغرب تحولات اجتماعية وثقافية وقيمية لم تبقى السينما بمعزل عنها وذلك تحت تأثير هيمنة العولمة الإقتصادية والثقافية الإقصائية لثقافة الدول الضعيفة وكذلك الدول العربية والإسلامية لذلك أصبح سؤال للهوية السينما بالخصوص يفرض نفسه على الساحة الفنية والثقافية سيما وأن السينما المغربية في مجملها أصبحت أو أضحت رافدا لقيم دخيلة على المجتمع المغربي المسلم”.
موقع الإصلاح