أسوشيتد برس: حملات اعتقال جماعية في غزة وانتهاكات ضد الإنسانية ودعوات لتحقيق دولي

كشفت وكالة أنباء أمريكية عن حملات الاعتقال المرعبة التي ينفذها جيش الاحتلال بحق الفلسطينيين في شمال غزة، وعن إجبار الرجال على خلع ملابسهم حتى الداخلية قبل نقل بعضهم إلى معسكر اعتقال الشاطئ حيث أمضوا ساعات، وفي بعض الحالات أياما، ويتعرضون للجوع والبرد.

وأورد التقرير الذي نشرته وكالة “أسوشيتد برس” أن جيش الاحتلال اعتقل مئات الفلسطينيين في جميع أنحاء شمال قطاع غزة، وفصل العائلات، وفقا لنشطاء حقوق الإنسان والأقارب المذهولين والمعتقلين المفرج عنهم أنفسهم.

نقل الفلسطينيين شبه عراة وبقليل من الماء

وذكر التقرير أن فلسطينيين محتجزين في بلدة بيت لاهيا المدمرة ومخيم جباليا الحضري للاجئين وأحياء مدينة غزة قد تم تقييدهم وعصب أعينهم وجمعهم على ظهور الشاحنات، وقال بعضهم إنهم نُقلوا إلى المخيم في مكان لم يكشف عنه، شبه عراة وبقليل من الماء.

وأوضح التقرير أن عمليات الاعتقال هذه كشفت عن تكتيك جديد في الهجوم البري للاحتلال في غزة، إذ يقول الخبراء، إن الجيش “الإسرائيلي” يسعى لتعزيز السيطرة في المناطق التي تم إخلاؤها في الشمال وجمع معلومات استخباراتية حول عمليات حركة المقاومة الإسلامية (حماس).

معاملة الأسرى وفق برتوكول الاحتلال

وردا على أسئلة حول سوء المعاملة، قال الجيش الإسرائيلي إن المعتقلين “يعاملون وفقا للبروتوكول” ويحصلون على ما يكفي من الطعام والماء. وقال المتحدث باسم الجيش، اللواء دانيال هاغاري، إن الاعتقالات التي تمت هذا الأسبوع وقعت في معاقل حماس في شمال غزة، وإن المعتقلين طُلب منهم خلع ملابسهم للتأكد من أنهم لم يخفوا المتفجرات.

وقال التقرير إن الصور ومقاطع الفيديو التي تظهر رجالا فلسطينيين راكعين في الشوارع ورؤوسهم منحنية وأيديهم مقيدة خلف ظهورهم أثارت غضبا بعد انتشارها على وسائل التواصل الاجتماعي. وقال ماثيو ميلر المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية الاثنين إن الولايات المتحدة وجدت تلك الصور مقلقة للغاية وتسعى للحصول على مزيد من المعلومات.

حقوقيون يوثقون اعتقال المئات

وحسب تقدير رامي عبده، مؤسس المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان ومقره جنيف، والذي عمل على توثيق الاعتقالات، فإن القوات الإسرائيلية اعتقلت ما لا يقل عن 900 فلسطيني في شمال غزة، واستنادا إلى الشهادات التي جمعها، يفترض المرصد أن إسرائيل تحتجز معظم المعتقلين من غزة في قاعدة زيكيم العسكرية الإسرائيلية شمال القطاع.

ويعتقد أن عشرات الآلاف من الفلسطينيين الذين بقوا في الشمال -رغم الخطر- غير قادرين على تحمل تكاليف الانتقال، أو غير قادرين على التخلي عن أقاربهم المعاقين أو مقتنعين بأن الأمور ليست أكثر أمانا في الجنوب المكتظ، الذي يتعرض أيضا للقصف اليومي.

جثث تركت في كل مكان تأكلها الكلاب وإهانات جنسية للنساء والأطفال

وقال راجي الصوراني، المحامي في المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان في غزة: “هناك جثث في كل مكان، تُركت 3 أو 4 أسابيع لأنه لا يمكن لأحد الوصول إليها لدفنها قبل أن تأكلها الكلاب”. وأضاف أنه رأى عشرات الجثث وهو يشق طريقه من مدينة غزة إلى الحدود الجنوبية مع مصر الأسبوع الماضي. وتحتجز القوات الإسرائيلية أحد زملائه وهو الباحث في مجال حقوق الإنسان، أيمن لبد.

وأفاد بعض المحتجزين المفرج عنهم بأن جنودا يصرخون بإهانات جنسية صريحة على النساء والأطفال ويضربون الرجال بقبضاتهم وأعقاب البنادق بعد اقتحام منازلهم. وأفاد آخرون بأنهم عانوا من الإهانات بتجريدهم من ملابسهم حيث التقطت القوات الإسرائيلية الصور التي انتشرت فيما بعد. وقال البعض إنهم دفعوا عدة كيلومترات قبل أن يتم إلقاؤهم في الرمال الباردة. ورفض الجيش الإسرائيلي التعليق على مكان احتجاز المعتقلين.

شهادات محتجزين ودعوات لتحقيق دولي

وقال محتجزون أفرج عنهم إن أيديهم كانت متقرحة من الأصفاد المشدودة بإحكام. ومع تعرضهم لبرودة الليل، تحملوا أسئلة متكررة حول أنشطة حماس التي لم يستطع معظمهم الإجابة عنها، وكان الجنود يهيلون الرمال في وجوههم ويضربونهم.

وقال عدد من الفلسطينيين الذين احتجزوا لمدة 24 ساعة أو أقل إنهم لم يحصلوا على طعام وأجبروا على مشاركة 3 زجاجات سعة 1.5 لتر مع نحو 300 محتجز. وقال عامل البناء نادر زنده إنه اُعطي قطعا هزيلة من الخبز على مدى 4 أيام في الحجز.

وقال التقرير إن العودة إلى المنزل جلبت أهوالها الخاصة. وتقول جماعات حقوق الإنسان إنه ينبغي التحقيق في الاعتقالات الجماعية، وقال عمر شاكر، المدير الإقليمي لـ هيومن رايتس ووتش: “ليس من الواضح على أي أساس تحتجزهم إسرائيل، وهذا يثير أسئلة جدية حقيقية، لا يجب اعتقال المدنيين إلا  لأسباب ضرورية وضرورية للغاية للأمن”.

مواقع إعلامية

 

أخبار / مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى