آلاف المسلمين البوسنيين يحيون ذكرى مجزرة الإبادة الجماعية في سريبرينتسا
يحيي آلاف البوسنيين في سريبرينتسا ذكرى المذبحة التي تعرّض لها المسلمون خلال الحرب الأهلية في البلاد عام 1995، وذلك بعد شهرين من تخصيص الأمم المتحدة يوما سنويا لإحياء ذكرى هذه الإبادة الجماعية.
ونظّم الحدث أمس الخميس إحياء لذكرى 11 يوليوز 1995، حين سيطرت قوات صرب البوسنة بقيادة راتكو ملاديتش على مدينة سريبرينتسا قبل أشهر قليلة من انتهاء الحرب الأهلية التي استمرت ثلاث سنوات.
وفي الأيام التالية، قتلت قوات صرب البوسنة نحو ثمانية آلاف مسلم من رجال ومراهقين، في جريمة وصفتها المحكمة الجنائية الدولية ليوغوسلافيا السابقة ومحكمة العدل الدولية بأنها إبادة.
وفي أواخر ماي الماضي، أقرّت الجمعية العامة للأمم المتحدة تخصيص يوم عالمي لذكرى الإبادة في سريبرينتسا، على الرغم من المعارضة الشديدة لصرب البوسنة ولصربيا.
ونفى ميلوراد دوديك، رئيس الكيان الصربي في البوسنة مرارا وتكراراً أن تكون حصلت إبادة جماعية، وقال إن إدارته لن تعترف بالقرار.
وأصدرت محكمة تابعة للأمم المتحدة حكما بالسجن مدى الحياة على الزعيم السياسي لصرب البوسنة، رادوفان كارادجيتش، وقائد جيشه راتكو ملاديتش، بتهمة ارتكاب جرائم حرب بما في ذلك الإبادة الجماعية في سريبرينتسا.
ودفن رفات 14 آخرين من الضحايا أمس الخميس، بينهم فتى كان في السابعة عشرة، في مقبرة تذكارية في بوتوكاري خارج سريبرينيتسا مباشرة. كما دفن بيريز موييتش، الذي عثر على رفاته في منطقة سريبرينتسا العام الماضي، بجوار شقيقه حازم.
وحتى الآن، تم دفن رفات 6988 من ضحايا سريبرينتسا، ومنها الكثير غير مكتمل، وغالبيتها تحت شواهد القبور البيضاء في بوتوكاري. وعثر على الرفات في 87 مقبرة جماعية، حيث قالت متحدثة باسم معهد المفقودين في البوسنة لوكالة فرانس برس، إن البحث متواصل عن نحو ألف شخص، وللتغطية على الجريمة، نقلت قوات صرب البوسنة جثث الضحايا إلى مقابر جماعية ثانوية.
ووصف الاتحاد الأوروبي -الذي تطمح البوسنة للانضمام إليه- هذه الفظائع بأنها “واحدة من أحلك اللحظات في تاريخ أوروبا الحديث”. وقال منسق السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي، جوزيب بوريل والمفوض الأوروبي لشؤون التوسيع، أوليفر فارهيلي في بيان مشترك: “لا مكان بيننا لأولئك الذين ينكرون الإبادة الجماعية ويحاولون إعادة كتابة التاريخ وتمجيد مجرمي الحرب”.
وقد انطلق آلاف الأشخاص يوم الاثنين الماضي في مسيرة إلى سريبرينتسا بشرق البوسنة، لإحياء ذكرى الإبادة الجماعية. وامتدت المسيرة على مئة كيلومتر، تنظّم سنويا انطلاقا من سريبرينتسا للوصول إلى قرية نيزوك؛ التي وصلها أوائل الناجين منتصف تسعينيات القرن الماضي.
يذكر أن الحرب في البوسنة بين 1992-1995 دارت بين الكروات والمسلمين والصرب، وأودت بحياة ما يقرب من 100 ألف شخص. وبعد ما يقرب من ثلاثة عقود من انتهاء الحرب، لا تزال الدولة الكائنة في البلقان منقسمة بشدة على أسس عرقية.