ورقة تعريفية بكتاب “السنن الإلهية في السيرة النبوية” للدكتور أبو اليسر رشيد كهوس
يقع الكتاب في 768 صفحة الطبعة الأولى عرفت النور 03-11-2010، عن دار الكتب العلمية ببيروت لبنان. ويحتوي الكتاب على المحاور الآتية:
الباب الأول:خصصه للحديث عن ماهية سنة الله، ثم عن سنن الله في الفترة المكية من البعثة حتى بناء المجتمع العمراني الأخوي بعد الهجرة إلى المدينة، وهو يضم فصلين:
الفصل الأول: ماهية سنة الله. وقسمته إلى خمسة مباحث: فبعد التمهيد الذي مهد به لهذا الفصل والذي تناول فيه مقارنة بين التفسير السنني والتحليل المادي الوضعي للتاريخ خصص المبحث الأول الذي عنونه بـ:تعريف سنة الله، فقد بين فيه معنى السنة في اللغة والاصطلاح، ثم المقصود بسنة الله، وما اختاره في التعريف، ثم أكد أن لا صدفة في هذا الكون فالكل يسير وفق سنن مقننة لا تحيد ولا تميل.
أما المبحث الثاني: فقد خصصه للحديث عن القواعد الكلية للسنن الإلهية ومقاصدها العامة.
أما المبحث الثالث: فللحديث عن ضوابط السنن الإلهية.
والمبحث الرابع: تم الحديث فيه عن مواصفات السنن الإلهية في القرآن ونماذج لكيفية استخراجها.
والمبحث الأخير: أكد فيه على وجوب أخذ المسلمين بفقه السنن والسير على مهيعها، وعدم تنكبها.
الفصل الثاني: سنن الله في التربية والدعوة والتغيير وقسمه إلى خمسة مباحث ومبحث تمهيدي:
تحدث في المبحث عن سن الله في الهداية والضلال من خلال المجتمع العربي قبل الإسلام.
وفي المبحث الأول: تكذيب الكفار والمشركين للرسالة المحمدية. وهو حول سنة الله في تكذيب المرسلين، وقد تجلت هذه السنة الإلهية في المرحلة المكية ظاهرة واضحة.
المبحث الثاني: ابتلاء أهل الإيمان بنقم الكفار والمشركين. وهي من سنن الله في أتباع الأنبياء.
المبحث الثالث: الهجرة النبوية وما تحتها من سنن الإعداد. وفي هذا المبحث حديث عن سنة الله في الأسباب.
المبحث الرابع: التدرج في الدعوة إلى الإسلام. وفي هذا المبحث حديث عن سنة التدرج.
المبحث الخامس: التدرج في التربية النبوية للصحابة وتغيير ما بأنفسهم. وفي هذا المبحث حديث عن سنة الله في تغيير ما بالنفس، وعن سنة التدرج في التربية النبوية.
أما الباب الثاني:فقد خصصه للحديث عن سنن الله في الفترة المدنية (من بعد بناء المجتمع العمراني الأخوي إلى التحاق النبي صلى الله عليه وسلم بالرفيق الأعلى)، وهو يضم فصلين وفصلا ختاميا:
الفصل الأول: للحديث عن سنن الله في تعامل النبي صلى الله عليه وسلم مع كفار قريش والروم وقبائل العرب. والكلام فيه في خمسة مباحث:
المبحث الأول: تدافع الحق والباطل. وقد عرض فيه لمجموعة من سنن الله وهي: التدافع بين الناس، ووعد الله بعصمة النبي صلى الله عليه وسلم من الناس، وخسارة الكفر في حربه للإسلام، وعداوة الكفر للإسلام.
المبحث الثاني: استدراج المشركين وإهلاكهم. وتناول فيه هذه السنن الإلهية: هزيمة كفار قريش في بضع سنين، وسنة الإمهال والاستدراج، ثم سنة الإهلاك.
المبحث الثالث: الأخذ بسنة الأسباب. وتناول فيه هذه السنن الربانية: الأسباب والمسببات، وطاعة الرسول عين النصر وطريق الهداية، والنصر من عند الله.
المبحث الرابع: تداول الأيام بين الناس. وقد عرضت فيه لهذه السنن الإلهية: سنة التداول، وسنة الابتلاء والتمحيص والاختبار، وسنة التمييز بين الخبيث والطيب والصادق والمدعي والإيمان والنفاق، ثم سنة النصر لأهل التقوى والعاقبة لهم.
المبحث الخامس: وتناول فيه سنة الاستبدال وسنة الله في الرجولة الإيمانية أو في الإيمان.
الفصل الثاني: سنن الله في معاملة النبي صلى الله عليه وسلم لليهود.
والكتاب نفيس في بابه وجدير بالاهتمام والاطلاع لا سيما بالنسبة لأهل التخصص والمهتمين بالدراسات العلمية الإسلامية،مما أنه مفيد لكل باحث عن الحقيقة محب لها غير مغال ولا متعصب. قدم فيه صاحبه عصارة سنوات من العمل الجاد واهتم بالصحيح من القول، وعمل على تتبع النصوص وتمحيصها وعرضها على أدوات النقد العلمية المعتمدة من طرف أهل العلم في شتى علوم التفسير وأصحاب الجرح والتعديل. وعرف بالأعلام، وقدم لما فصل بما يناسب وبخاصة مختزلة في نهايته تجمع أهم الفوائد وما استخلصه توصل إليه. وتتبع السنن الإلهية في السيرة المحمدية بدقة متناهية مسائلا آي القرآن ونصوص الحديث وسيرة ابن هشام، واستخدم العقل في فهم المقاصد والغايات، ووضع في نهاية كتابه فهرسا وتعريفا بأهم المصادر والمراجع المعتمدة والتي جاءت غنية وشافية في إحالات لعلماء ومفكرين من المشرق والمغرب القدامى والمحدثين، ووضع أيضا ملحق الخرائط والصور جاءت ملونة، زينت الكتاب وأضفت عليه رونقا وجمالا، وحرص على فهرس لأهم أحداث السيرة النبوية، وفهرس القبائل والأقوام، وقبله فهرس الأماكن والبلدان، وفهرس للآيات القرآنية، والأحاديث النبوية، والأعلام.
وقد يؤاخذ البعض على الكاتب استخدامه لعبارات تميزت بالقساوة أحيانا ولكن هذا لا ينقص من قيمة الكتاب المعرفية، وهو جدير بالقراءة والتأمل.
ويتبين لكل مطلع على الكتاب أن صاحبه قضى فيه زمنا من التأليف والتجمع والتدقيق وهو جدير بالقراءة والتتبع في موضوع ” السنن الإلهية في السيرة النبوية”، إنه وبالرغم من حجمه الكبير فهو مفيد لكل متعطش شغوف راغب في معرفة سيرة خير البشر والوقوف على سنن الله الكونية.
عبد الرحيم مفكير