همسة لمنتدى التجديد الطلابي بني ملال – عبدالهادي باباخويا

شكَّل المنتدى السنوي لمنظمة التجديد الطلابي عبر الدورات السابقة، محطة لتقييم تجربة العمل الطلابي عموما، من خلال تحليل عناصرها ومرتكزاتها. مع الوقوف على إخفاقاتها ومجالات تراجعها. إضافة إلى استشراف معالم انطلاق جديدة، بمقومات فكرية ملهمة، ومفاتيح إصلاحية مؤثرة، وخطوات عملية هادفة.

وبمناسبة انعقاد دورته 23 برحاب جامعة “السلطان مولاي سليمان” ببني ملال، نهمس إلى إخواننا في المنظمة ببعض النظرات السريعة، عساها تثير جوانب جديدة في تفكيرهم، وتفتح أفقا للتفكير والحوار والإبداع.

ونتمنى بداية أن يكون منتدى بني ملال لمنظمة التجديد الطلابي، نقلة نوعية في مسيرة العمل الطلابي للمنظمة. نقلة تدفع المنظمة نحو آفاق أرحب ومجالات أوسع. وذلك يحتاج إلى أفكار أبدع ووسائل أنجع وإرادة أوسع.

وحتى يكون ” المنتدى” طلابيا، تحتاج المنظمة إلى نهج مزيد من الانفتاح وتقوية الصلة بالفاعلين الحقيقيين داخل الجامعة، مع الدفع نحو شراكات مثمرة ومتنوعة خارجها، فيما له صلة بأهداف المنظمة وأولوياتها المرحلية.

ونعتقد أن تحقق الحوار العلمي الهادف، يقتضي الرفع من مستوى ونوعية تفكير المنظمة، وانخراط جميع الأعضاء في برامج تكوينية ترقى بهم فهما وتصورا، وتأهلهم أخلاقا وسلوكا، حتى يكون جهدهم منتجا وعطاؤهم ظاهرا ومتميزا.

وحتى تتمثل المنظمة الإبداع فكرة وممارسة، لابد من خلق جو ملائم نفسيا وثقافيا، لاستنبات المبدعين القادرين على التأثير والتعبير، ومواجهة ركام الابتذال والتفاهة، وهزال الحقل الفني الموجود حاليا.

ويبقى السؤال الهام والمحوري هو: كيف نسمو بالعمل الطلابي نحو إرادة التجديد لدفع الأمة إلى فعل النهضة؟ والجواب -وإن كان مكلفا- لكنه ضروري ومستعجل، ويتطلب فتح العديد من الملفات، من قبيل أسئلة متعددة.

التجديد في فعل الحركة الطلابية فكرا وممارسة..؟ مشروع النهضة بمضمونه الحضاري الإسلامي المحقق لمفهوم الإستخلاف القرآني؟ وإشكالية الصدمة الحضارية التي تعاني منها الأمة، وما تفرع عنها من متاعب سواء على مستوى الهوية أو على مستوى منظومة التفكير؟ وفكرة خلق مرجعية معرفية، تستند إليها إشكالاتنا لإيجاد الأجوبة؟ والإستراتيجية، وتنطلق منها إمكاناتنا لتحقيق مشروع النهضة..؟

وفق الله المنظمة ومناضليها لإرادة التجديد وفعل النهضة.

أخبار / مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى