قسم الإنتاج العلمي والفكري ينظم ندوة “التصوف في المغرب وسؤال الإصلاح”، بشراكة مع جهة القرويين

يعتزم قسم الإنتاج الفكري والعلمي بالجهة الكبرى للقرويين بتنسيق مع مركز القرويين للدراسات والبحوث تنظيم ندوة علمية في موضوع:”التصوف في المغرب وسؤال الإصلاح”، وذلك يوم الأحد 24 نونبر 2019 بمدينة فاس، وتهدف هذه الندوة إلى التعريف بأعلام التصوف في المغرب وإسهاماتهم في حركة الإصلاح الاجتماعي والسياسي والعلمي بالمغرب عبر التاريخ، وستتوزع البحوث العلمية التي سيقدمها ستة عشر باحثاً، على المحاور التالية: (في التصوف: المفهوم والوظائف)، و(واقع التصوف المغربي: رعهانات الإصلاح والتنمية)، و(التصوف المغربي: أعلام ومشاريع).

لقد اختار المغاربة على مر التاريخ التصوف مسلكا تربويا لتهذيب النفوس والأخلاق، وهو اختيار راشد واع بأبعاده الإصلاحية النفسية والمجتمعية، فقد كان التصوف ولا يزال دعامة أساسا في كل مشاريع الإصلاح المتواترة على الأمة عموما والمغربية على وجه الخصوص.

ولهذا يمكن القول إن التصوف بمقاصده ووظائفه المتعددة يشكل رافعة الإصلاح المفضي إلى الاستقرار والتنمية بأبعادهما الحضارية، غير أن هذه النتيجة والخلاصة تحتاج إلى تعليل وتأريخ وبرهنة نظرية وعملية على أرض الواقع.

إقرأ أيضا : قسم الإنتاج العلمي والفكري بجهة القرويين يحدد موعد ندوة التصوف بفاس

وهو بالتالي، علم وحركة مجتمعية له دواعي نشأته وقواعده ومقاصده، وهي مقاصد تلقي بظلالها الوارفة على حياة المسلمين، فيمكن اعتبار التصوف رافعة أساسا للتنمية الروحية والاستقرار النفسي، ولا أحد يشك في تأثير هذا النوع من التنمية والاستقرار على حياة الأفراد والجماعات والأمم، وجعله مدخلا من مداخل الإصلاح.

فقد كان سلوكا يوميا عند سلف الأمة، ثم انتقل من مرحلة الانكفاء على الذات بإصلاح دواخلها فقط، ليصبح دعامة أساسية للحركات التحررية والجهادية والرباطات في الثغور، وصد هجمات الخصوم وقاوم المستعمر الأجنبي، وعمل على حفظ هوية الأمة وحماية قيمها وصيانة تراثها، وكان فضاء خصبا للمزاوجة بين التربية والتعليم.

غير أن مسار التصوف عبر التاريخ، عرف أفولا كما عرف صعودا جزئيا وكليا حسب الأحوال والسياقات، وهذا يدفع المهتمين والباحثين إلى طرح سؤال التجديد في التصوف للرجوع به إلى أدواره المجتمعية والاستنجاد به في قضايا الإصلاح، روحيا وعلميا وثقافيا واجتماعيا…

وتهدف الندوة، إضافة إلى التعريف بالتصوف في المغرب تاريخا وحاضرا، إلى رصد أصول وقواعد التصوف ومدى تأثيره على الحياة الاجتماعية، مع بيان مسالك استثمار التصوف في الإصلاح المجتمعي، ومد جسور التواصل بين مختلف الفاعلين في الحقل الديني والتعاون معهم على الصالح العام.

يذكر أن قسم الإنتاج العلمي والفكري لحركة التوحيد والإصلاح كان قد أعلن منذ شهرين عن استكتاب في هذا الإطار، وسوف يتم طبع أعمال الندوة في كتاب خاص.

الإصلاح

أخبار / مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى