منذ 57 يوما من الحصار.. شمال غزة يواجه الإبادة والمجاعة والعالم يتفرج
أطلق الدفاع المدني في قطاع غزة مناشدة بإنقاذ محافظة شمال غزة من مجاعة حقيقية؛ يعيشونها جراء منع قوات جيش الاحتلال “الإسرائيلي” دخول المساعدات الإنسانية والطبية.
وأوضح مساعد مدير عام جهاز الدفاع المدني، أن جيش الاحتلال يواصل استهداف طواقم الجهاز والكوادر الطبية في الشمال، مؤكدا توقف خدمات الدفاع المدني في شمال قطاع غزة جراء انعدام الوقود، مشددا على أن الوضع يزداد سوءا في مختلف مناطق قطاع غزة، وخاصة في الشمال، مؤكداً أن خطراً كبيراً يحدق المواطنين جراء انعدام الغذاء.
ولليوم الـ 57 تواليا، يرزح شمال قطاع غزة تحت حصار ناري جوي ومدفعي للاحتلال، وعملية تطهير عرقي حيث يمنع دخول المساعدات الغذائية والدوائية، تترافق مع عملية تهجير قسري وعزل كامل للمحافظة الشمالية عن مدينة غزة.
وميدانيا شنت طائرات الاحتلال صباح اليوم السبت 30 نونبر 2024، غارة جوية للاحتلال على المناطق الغربية لمخيم جباليا، وفجّر روبوت بالقرب من عمارة خضورة في مشروع بيت لاهيا.
ونسف جيش الاحتلال مباني سكنية غرب مشروع بيت لاهيا، وشن غارات متواصلة تستهدف مناطق شمالي القطاع، فيما وقعت أضرار جراء إطلاق قوات الاحتلال النار على المستشفى الأندونيسي، بالإضافة إلى تنفيذ عمليات نسف قرب دوار الشيخ زايد شمالي القطاع.
ويستهدف الاحتلال المدنيين العزل والمرافق المدنية وعلى رأسها المستشفيات، ويقتل الأطباء والمسعفين ورجال الدفاع المدني، ويمنع الوصول إلى الجرحى لإسعافهم.
وقد أكد المتحدث باسم الدفاع المدني في غزة، أن هناك أحياء يبقون لفترات طويلة تحت الأنقاض بسبب عدم توفر فرق دفاع مدني لانتشالهم، مشيرا إلى أن هناك نحو 10 آلاف مصاب في شمالي القطاع خلال 50 يوما، ونحو 60 ألف شخص شمالي القطاع بلا طعام أو شراب.
وتواصل قوات الاحتلال لليوم الـ 39 تعطيل عمل الدفاع المدني قسرا في مناطق شمال قطاع غزة بفعل الاستهداف والعدوان “الإسرائيلي” المستمر، وبات آلاف المواطنون هناك بدون رعاية إنسانية وطبية.
وأمس الجمعة، ارتكبت قوات الاحتلال “الإسرائيلي” مجزرتين باستهدافه منزلين لعائلتي “أحمد” و”البابا” ببيت لاهيا شمالي القطاع راح ضحيتهما نحو 70 شهيدا وعشرات الجرحى، جلهم من النساء والأطفال.
وأفاد جهاز الدفاع المدني بغزة أنه لا نعلم الكثير مما يجري في شمالي غزة بسبب الحصار المستمر، مضيفا أن عائلات بأكملها أبيدت في شمالي القطاع لا يعلمون عنها شيئا.
وفي وقت سابق، دق المكتب الإعلامي الحكومي ناقوس الخطر، محذرا من أن الشعب الفلسطيني وصل إلى مرحلة كارثية من الجوع والمعاناة المتفاقمة جراء العدوان والحصار “الإسرائيلي”.
وطالب المكتب الإعلامي في بيان له، منظمة الغذاء العالمي بتحمل مسؤولياتها وتوزيع الطحين على شعبنا لإنهاء أزمة الغذاء الحالية ووقف كارثة الازدحام على أبواب المخابز.
وفي سياق متصل، قال برنامج الأغذية العالمي إن أزمة الجوع تتفاقم في أنحاء قطاع غزة بعد أن أغلقت جميع المخابز في وسط القطاع بسبب نقص الإمدادات الشديد.
وأفاد البرنامج بأنه “مع تفاقم أزمة الجوع في أنحاء غزة، فإن أسعار المواد الغذائية الأساسية ارتفعت بنسبة تزيد عن 1000 بالمئة مقارنة بمستويات ما قبل الأعمال العدائية”.
من جهته، أكد أجيث سونغاي ممثل مكتب مفوضية الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان في الأراضي الفلسطينية المحتلة إن الأمم المتحدة لا تستطيع إيصال أي مساعدات إنسانية إلى شمال غزة “بسبب قيام السلطات الإسرائيلية بمنع أو رفض مرور قوافل المساعدات”.
وقال: “لا تستطيع الأمم المتحدة إيصال أي مساعدات إنسانية إلى شمال غزة، حيث يعتقد أن حوالي 70 ألف شخص ما زالوا هناك، بسبب قيام السلطات الإسرائيلية بمنع أو رفض مرور قوافل المساعدات الإنسانية بصورة متكررة”.
وبدوره، أعرب الممثل الأعلى للاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية والأمنية جوزيب بوريل عن خيبة أمله الكبيرة بسبب الفشل في وقف الإبادة الجماعية التي ترتكبها “إسرائيل” في غزة.
وقال بوريل في حديث لإذاعة “آر إن إي” الإسبانية أمس الجمعة : “نشعر بخيبة أمل كبيرة لعدم تمكننا من وقف هذه المجازر في غزة. الحل الوحيد هو ممارسة الضغط على إسرائيل.”
وصرح بوريل بأنهم غير قادرين على تقديم أي مساعدة لأهالي شمالي غزة، قائلا: “ليس لدينا ما نقدمه لهم. لا يمكننا الدخول في ظل هذه الظروف الأمنية”.
وبدعم أمريكي يرتكب الاحتلال الإسرائيلي منذ 7 أكتوبر 2023 إبادة جماعية بغزة، خلفت أكثر من 149 ألف شهيد وجريح، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 10 آلاف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قتلت عشرات الأطفال والمسنين، في إحدى أسوأ الكوارث الإنسانية بالعالم.
وكالات