مفكير: دفاعنا عن القضية الفلسطينية باعتبارنا فاعلين مدنيين يأتي من منطلق مسؤوليتنا الحضارية وارتباطا بمشتركنا الإنساني
أكد عبد الرحيم مفكير أن القضية الفلسطينية بالنسبة للعالم الإسلامي عموما وللمغاربة خصوصا إحدى أهم القضايا التي يوليها الشعب المغربي اهتماما كبيرا لاعتبار روابط الدم والنسب ورابطة العقيدة بين المغرب الأقصى عبر تاريخه على المستوى الشعبي وعلى المستوى الرسمي، بالإضافة إلى روابط أخرى في بعدها السياسي والاقتصادي لنصرة للقضية.
وأضاف مفكير في تصريح لموقع الإصلاح بمناسبة اليوم الدولي للتضامن مع الشعب الفلسطيني الذي يصادف 29 نونبر من كل سنة، أنه من منطلق مسؤوليتنا الحضارية باعتبارنا فاعلين مدنيين وارتباطنا بمشتركنا الإنساني في دفاعنا عن الدول المستضعفة والشعوب المقهورة، وتحقيق المطالب العادلة والمشروعة وما يشكله المسجد الأقصى بالنسبة للمسلمين عموما وللمغاربة خصوصا الذين كانوا يشدون الرحال إلى المسجد الحرام ويمرون عبر المسجد الأقصى لأنه بالنسيبة إليهم أولى القبلتين وثالث الحرمين، وقد جاء في الحديث فيما معناه (لا تشد الرحال ال الى ثلاث مساجد: المسجد الحرام والمسجد الأقصى ومسجدي هذا)، ووجود باب باسم المغاربة وهنالك روابط أخرى بين المغاربة والفلسطينيين في أرض القدس، هؤلاء الذين كانوا يبايعون السلطان محمد الخامس رحمة الله عليه.
وأشار عضو قسم العمل المدني للحركة، إلى أن هذه الروابط مازالت وشائجها قوية وتفرض مناصرة القضية، بالإضافة لما عرفه الشعب الفلسطيني طيلة مسار طويل منذ الاستعمار البريطاني وقبله في الحروب الصليبية من تعسف وظلم وتنكيل وتهجير وطرد من أراضيهم وبيوتهم، وبالنظر إلى قوة المؤامرة التي بدأت منذ وعد بلفور إلى قرارات ترامب التي لم تلق أي ترحيب الا من بعض الخاضعين، مؤكدا على محورية القدس باعتبارها أرض الديانات والرحمة والتعايش حيث جمعت مدينة القدس وغزة وحيفا وأريحا بين الشعوب في سلم وأمان لولا تواجد هذا الكيان الصهيوني، كما كشفت في نفس الآن على الوجه البشع للخونة.
وهكذا يضيف مفكير، تكالبت على أرض فلسطين قوى الاستكبار العالمية التي حاولت أن تنتب نبتة غير مرغوب فيها، نبتة غير طيبة وهي هذا الكيان الصهيوني، وما بتنا نراه من هرولة غير مقبولة لأنظمة مهترئة قهرت شعوبها وأجهضت ربيعها العربي حيث ادعت الديمقراطية وقالت لا بد من الانفتاح على الكيان الصهيوني والتطبيع معه، وبلغ هذا التكالب مداه مع ترامب الذي تآمر مع هذه الكتل العربية للأسف الشديد، وقعد للدولة العبرية وحاول أن يهدد الحضارة الإنسانية الفلسطينية ومقدسات المسجد الأقصى وتيار المقاومة والممانعة، لصالح تأمين الكيان والحفاظ عليه بكل الأساليب الماكرة والخسيسة.
لمشاهدة التصريح على منصة الفيسبوك
واستعرض مفكير ثلاث مراحل عرفتها القضية الفلسطينية :
- من الاستيطان الى التهديد والعلو والاستكبار، ابتدأت منذ وعد بلفور ببناء مستوطنات وتأسيس لوطن يهودي جُمع من الشتات وجيء من اليهود الفلاشا وحتى من إثيوبيا، وهو ما يهدد هذا الكيان داخليا لأنه مجتمع غير منسجم ومفكك ابتداء، ويعيش عنصرية داخلية وصراعات اجتماعية.
- من التمهيد الى التهويد، حيث مهدت الصهيونية وحاولت أن تهود الشعب بتظافر جهود قوى عالمية، ليصبح تهويد مطلق والقضاء على القضية.
- معالم التمهيد والتعبيد، وهنا ظهر الاستكبار الصهيوني الأمريكي العربي بأساليب عنصرية عبدت الطريق عن طريق الصفقات والاتفاقيات وغيرها.
واليوم نعيش مرحلة التمهيد للتهويد الشامل لتصبح أرض فلسطين أرضا لليهود من خلال هدم الأقصى وبناء هيكل سليمان المزعوم، على أن يتم ذلك عن طريق عقد صفقات وإطلاق تصريحات تهويدية والضغط على بعض الحكام الضعاف لتثبيت الكيان الصهيوني وإزالة كل أشكال المقاومة، وأيضا من خلال تهديد كيانات والقضاء على بعضها كالعراق وتفكيك ليبيا والقضاء على الربيع العربي وإزالة الديمقراطية في مصر، وما يقع في سوريا والحصار الذي تعرفه غزة، مع مجيء رئيس متهور من مثل ترامب وهو أمر لن يتغير حتى بتغيير الرئيس لأن السياسة الأمريكية لا تتغير، إلا أن جيل الممناعة وسط هذه الظروف أبان عن مزيد من الوعي والنضج والقوة للدفاع عن الأرض والعرض رغم قلة اليد ورغم القوة التي تعين هذا الكيان وتدعمه ماديا ولوجستيكيا وبكل الوسائل.
وأوضح مفكير أنه من الوهم أن نقول بأنه من الممكن القضاء على القضية الفلسطينية لأنه كلما حاولت قوى الاستكبار أن تضعف من القضية الفلسطينية ومن حق الشعب في الدفاع عن أراضيه وعن حقوقه العادلة والمشروعة بأن يعيش حرا مستقلا وألا يقبل بهذا الكيان المزروع وهذه النبتة الخبيثة منذ وعد بلفور إلى اليوم، فإن الايمان بمشروعية القضية يسري على باقي الشعوب وعلى كل الافراد الذين يؤمنون بمشروعية القضية ويفضحون كل المؤامرات الصهيونية، حيث قوبلت كل مخططات التهويد وصفقة القرن المزعومة بتيار الممانعة، وقوبل هذا التهديد بمقاومة شعبية وبانتفاضات مازالت تقدم الدروس، وما المقدسيات والمدافعين عن أرض القدس وغيرهم من الفلسطينيين ومن المفكرين والحقوقيين الذين يدافعون على أرض فلسطين عنا ببعيد، مضيفا أن ما اقدم عليه ترامب من اعتبار القدس عاصمة للكيان هو عنوان القلق والخوف والتوجس تلاه تكتل واصطفاف توج بصفقة القرن، فبفضل قوة المقاومة والممانعة في فلسطين وخارج فلسطين، تحول إلى كيان اسطوري بدأ يشكك في قوة هذه الدولة العبرية، وهنا ظهرت كتل غربية ودول منبطحة لأنظمة عربية في شكل صفقات وقرارات أمريكية متهورة .
وإجابة عل سؤال ما المطلوب جماهيريا ومجتمعيا، يحيلنا مفكير على كتاب الدكتور المقرئ أبو زيد الإدريسي “أفهم القضية الفلسطينية كي يكون لي موقف” حدد فيه أكثر من 60 طريقة لنصرة القضية، مشيرا إلى أننا كفاعلين مدنيين وحقوقيين ندافع عن القضية كقضية مركزية وأساسية من خلال :
- اعتبار الكيان الصهيوني كيانا لقيطا يجب مواجهته لأنه لا يؤمن لا بديمقراطية ولا بحقوق الإنسان ولا بعدالة اجتماعية ويمكن للأرض فلسطين استيعاب للمشترك الانساني بعيدا عن الاستيطان والطرد.
- أن تصبح لدينا ثقافة ومتابعة الكتب والمجلات والترافع المدني والحقوقي على القضية مع العمل على استيعاب القضية ومعرفة مراحلها وقراءتها من مصادرها ومعرفة ما تحدث عنه القران كأولى القبلتين وثالث الحرمين، وما أكد عليه ر سول الله صلى الله عليه بخصوص أرض المقدس وما فعله المسلمون الأوائل ومعرفة التاريخ الإسلامي والحروب الصليبية وصلاح الدين الايوبي ومعرفة سياسة العدو ومخططاته وأساليبه، ومحاولة إزالة المسجد الأقصى لإقامة الهيكل، وأن تحرير فلسطين واجب على كل مسلم.
- التعريف بالقضية في المنتديات وبتنظيم ورشات والتعريف بيوم الأرض وبوضعية الاجتماعية والسياسية والاقتصادية وما يعانيه المسلمون وما يحدث من حصار لغزة واريحا والخيانات والتطبيع والمهرولين بفضحهم.
- اعتبار أن القضية الوطنية والدفاع عن أراضيه وصحرائه ووقوفه أمام الحركات المشبوهة هو جزء لا يتجزأ عن الدفاع عن القضية الفلسطينية وأنهما شيء واحد بالنسبة للمغاربة.
- أما مدخل التحرير فيبدأ بإرساء الديمقراطية في الدول العربية، وبعد ذلك بأن تواجه الأمة المؤامرات التي تحاك ضد القضية الفلسطينية.
- اعتبار أن الصراع مع الكيان صراع وجود.
- دعم كل حركات المقاومة وعدم التفريق بينها والدعوة لوحدة الفصائل بأرض فلسطين والتشبث بعودة فلسطينيي 48 و 67 لأراضيهم مع وقف سياسة الاستيطان.
س.ز / الإصلاح