قرطاح: القيم القرآنية محرك التنمية الحقيقية

أكد الدكتور مصطفى قرطاح المتخصص في أصول الفقه ومصادر الشريع أن الإسلام دين يهدف إلى القوة والتمكين وإعمار الأرض، وليس دين الانحباس في الزوايا أو غيرها، وإنما هو دين يخوض معركة الحياة ويريد من الإنسان أن يكون قويا وممكنا في الأرض من خلال إصلاح الفرد وتأسيس مجتمع متماسك وبناء أمة قوية.

واستعرض قرطاح (المتخصص في أصول الفقه ومصادر الشريعة  )في ندوة أطرها زوال اليوم السبت بالرباط بعنوان “دور القيم القرآنية في التنمية” بالمقر المركزي لحركة التوحيد والإصلاح عددا من القيم التي تؤطر عملية التنمية في القرآن الكريم من خلال شكر الله على نعمه وأولها قيمة الكرامة أضفاها الله على عباده من خلال خلقهم وتكريمهم بمهام الخلافة في الأرض والقابلية للتطوير باعتبار الكرامة أعمق من مفهوم الحرية مستدلا بنموذج الرق كيف كرمهم الله تعالى ورفع مقامهم في أمتهم.

ومن بين القيم القرآنية، استحضر عضو مجلس شورى حركة التوحيد والإصلاح قيمة العدل التي تؤسس علاقة العبد مع خالقه  بحيث أن توحيد الله هو عين العدل وضرورة إفراد الله تعالى بالألوهية والعبودية وشكر النعم والإشراك به هو عين الانحراف ومن الظلم أن تسوي الله تعالى ومخلوقاته،والانحراف عن عقيدة التوحيد من مظاهر اختلال العدل كقيمة جامعة لكل التصرفات.

وتعد قيمة الإحسان في المعاملة حسب قرطاح هو رقي في الأخلاق ومن مظاهرها رد الإحسان إلى المحسن والعفو عن الحقوق الواجبة ، ومن مظاهرها أيضا ما يغفل عنه كثير من الناس وخصه الله بالذكر في كتابه الكريم وهو إيتاء ذوي القربى.

ونوه الباحث في الفكر الإسلامي إلى أن الله سبحانه وتعالى أرشدنا إلى مجموعة من القيم المركزية والمجتمع الذي يحرص أن تسوده قيمتي الإحسان والعدل باعتبارهما وسيلتان في حد ذاتهما أيضا يحفظان للإنسان قيمته ويشعر بالباعث على عطائه ويقل هذا الباعث بعدم الحرص عليهما.

وذهب قرطاح إلى أن التنمية التي تسود كل فئات المجتمع خصوصا الفئات الهشة هي التنمية الحقيقية وليست هي التنمية التي تسود فئة معينة دون الباقي، داعيا إلى العودة إلى القرآن الكريم وبث هذه القيم في أنسفنا وفي المجتمع. 

وقسم قرطاح محاضرته إلى محورين تناول في الأول مدخلا بعناصر الموضوع تطرق فيها إلى توضيح معنى القيم وعلاقة القيم بالأخلاق وعلاقتها بالشرائع السماوية بشكل عام والقرآن بشكل خاص والقيم وعلاقتها بالتنمية وطبيعة القيم في الدين الإسلامي، في ركز في المحور الثاني على القيم القرآنية وكيف أنها تعطي تنمية حقيقية.

وأوضح مسؤول قسم العمل العلمي والفكري لحركة التوحيد الإصلاح بجهة الشمال الغربي أن  موضوع “القيم القرآنية في التنمية” متجدد بتجدد الإنسان وتجدد المجتمعات فهو دائما يفرض نفسه، وفي المغرب له مناسبة خاصة وهو أننا نتحدث عن نموذج تنموي جديد فمن واجبنا أن نتساءل هل دعا إلى القيم التي ممكن أن تحقق التنمية والنموذج التنموي المنشود، وممكن أن نحكم على هذا النموذج من خلال ما استبطنه من قيم وما صرح بها. 

كما شدد المتحدث على أن القيم كانت مرتكزة قديما في الفطرة لكن مع التطور أصبح جانب الفطرة يخفت فظهرت الشرائع السماوية، ولم تعد الفطرة وحدها كافية لتوجيه الناس نحو الأفعال الحسنة واستهجان الأفعال القبيحة وكانت الحاجة ماسة عن مصدر آخر بعيد كل البعد عن أهواء البشر وأمزجتهم للحفاظ على منظومة القيم فكان إنزال الشرائع السماوية

كما ذهب إلى أن العلاقة وطيدة وواضحة بين القيم والتنمية إذ لا توجد أمة متخلفة لأسباب خارجة عن إرادتها فالخيانة تؤدي إلى التخلف والأمانة تؤدي إلى التقدم والرقي، كما أن منظومة القيم هي منظومة مؤسسة للتنمية المنشودة وحاكمة عليها وأي أمة تنشد التنمية كان عليها أن تنظر في منظومة القيم التي تؤطرها.

موقع الإصلاح

 

أخبار / مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى