في أنشطة فرع أسفي الرمضانية، الدكتور مرزوك يقدم سبع وقفات لقراءة سيرية في سورة الفتح

نظمت حركة التوحيد والاصلاح فرع أسفي-في إطار برنامجها العلمي الدعوي الخاص بشهر رمضان لسنة 1442هـ-بشراكة مع مركز الأبحاث في السيرة النبوية وتراثها الأندلسي المخطوط بإسبانيا، محاضرة علمية عن بعد، تحت عنوان: “قراءة سيرية في سورة الفتح”، أطرها فضيلة الدكتور عبد الرزاق مرزوك رئيس هذا المركز، وهو أستاذ متخصص في السيرة النبوية بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بجامعة القاضي عياض بمراكش، وذلك يوم السبت 18 رمضان 1442 الموافق 01 ماي 2021.

 وقد نقلت هذه المحاضرة عبر صفحة الحركة على الفيسبوك وقناة المركز على اليوتوب، وحظيت بمتابعة من طرف عدد من المهتمين بالسيرة النبوية والباحثين في العلوم الشرعية من داخل المغرب وخارجه.

بعد افتتاح هذا اللقاء العلمي بآيات بينات من سورة الفتح التي تفضل بتلاوتها الأستاذ المقرئ الباحث حمزة بنازي، وبعد التمهيد للموضوع والترحيب بالمحاضر من طرف رئيس فرع الحركة الدكتور عبد العزيز الإدريسي، وكلمة مسيرة هذه الجلسة العلمية الأستاذة الباحثة إيمان بوتمرة، أخذ فضيلة الدكتور عبد الرزاق مرزوك الكلمة ليغوص بالمستمعين في أعماق هذا الموضوع باحثا ومنقبا كما عهدناه عن الدرر واللآلئ التي لا تكفي في الإحاطة بها المحاضرة الواحدة كما صرح بذلك فضيلته، داعيا الباحثين من أصحاب الهمم العالية بعد أن رسم لهم معالم الطريق إلى تأليف كتاب خاص في الموضوع.

استهل فضيلة الدكتور موضوع محاضرته بالتذكير بمناسبته، وهي ذكرى فتح مكة التي تحل يوم العشرين من هذا الشهر الكريم، وهو مشهد سيري عظيم  يحتا ج من الذي يحيي مناسبته أن يعرف قدره وأن يحله المحل الأنسب له؛ لأن هذا الدين إنما وصلنا من خلال هذه الفتوح السيرية التي فتح الله بها على أمة الإسلام.

وبعد ربط هذا الموضوع بسياقه ومناسبته، انطلق بنا فضيلة الشيخ في رحلة سيرية مع سورة الفتح، متوقفا بنا وقفات مفيدة ماتعة تتضمن مجموعة من الإشارات المتعلقات بتجديد العناية بسيرة النبي ﷺ:

الوقفة الأولى:دلالات مصطلح الفتح

الفتح مصطلح سيري غاية في الدقة، وخاص بهذه الأمة لا سيما في تعلقه بمجاله، فقد استعمل إسما لسورة من سور القرآن الكريم وإسما لغزوة من غزوات النبي ﷺ، كما ارتبط بالحروب والغزوات فدل هذا على أن الإسلام ليس دين عنف وإكراه وإجهاز على الناس وعلى اختيارات الناس بل هو دين فتح لا دين كسر.

والفتح ضد الإغلاق ولا يكون إلا بمفتاح، وهذا المفتاح تصان به ثلاثة أشياء: يصان به القفل فلا يفسد، ويصون الباب فلا يكسر، ويصون ما وراء الباب مما يصان لنفاسته. وهو مفتاح غير شائع، خاصبالمختص بذلك القفل العارف بشروط الفتح كيف تكون، فالإسلام في كل فتوحاته وغزواته ما كسر قفل باب إلى فتح وانتشار ومد رسالي لهذا الدين العالمي.

والفتح هو الماء الذي “يجري من عين أو غيرها”،  و هو الذي يسقي الغراس، وفي الحديث: ” ما سُقي فتحا وما سُقي بالفتح ففيه العشر”، وماء السقي يكون خفيفا لينا رحيما بالغراس لا عنف فيه.

الوقفة الثانية: كيف تكون القراءة السيرية للقرآن الكريم؟

ارتبط القرآن الكريم بعلم السيرة النبوية على نحو أقرب من ارتباطه بسائر العلوم، لذلك نحتاج إلى معرفة الوسيلة التي تتحقق بها القراءة السيرية للقرآن الكريم، كما نحتاج إلى معرفة الفائدة من هذه القراءة.

أما الوسيلة فقد جعلها أستاذنا المحاضر دائرة حول عمادين اثنين:

  • العماد الأول: اعتبار السيرة النبوية مفتاح التدبر المهيمن على سائر المفاتيح وكأننا نفسر القرآن الكريم بالسيرة النبوية، وهو مسلك أدق من أسباب النزول.
  • العماد الثاني: اعتبار مقصد علم السيرة النبوية العام أثناء هذه القراءة، الذي هو النداء على النبيﷺ بالثناء ومحامد الاصطفاء، ومثاله الوقوف مع الكاف النبوية في قوله تعالى في مطلع سورة الفتح: (إنا فتحنا لك فتحا مبينا ليغفر لك الله)، وهي كاف نداء على النبي بالثناء ومحامد الاصطفاء، وهو أمر لا يلتفت إليه المفسر الذي يستعمل أسباب النزول في التفسير.

وأما فائدة القراءة السيرية للقرآن الكريم فهي الأخرى تدور حول عمادين اثنين:

  • العماد الأول: استحضار تعلق المقروء بصاحب هذه السيرة ﷺ جملة وتفصيلا، وهو تعلق ثلاثي الارتباط، تعلق باصطفائه ﷺ لنزوله، وتعلق مرتبط بالوحي إليه بمضمونه، وتعلق مرتبط بالقدوة الحسنة في تدبره والاعتناء به.
  • العماد الثاني: التأكيد على أن موضوع علم السيرة النبوية ذات النبيﷺ الشريفة، خلافا لموضوع علم الحديث النبوي الذي هو السند والمتن، ودليل ذلك أننا لا نجد الكاف النبوية خلال القرآن الكريم متخلفة في مشهد أبدا.

الوقفة الثالثة:مشاهد نزول السورة

مشهد الفتح مختلف داخل مصادر السيرة النبوية، منه ما يرتبط بالفتح الأعظم وهو فتح مكة، ومنه فتح الحديبية، ومنه فتوح أخرى.

 وقد انتقى فضيلة الدكتور في محاضرته مشهدين مرتبطين بنزول السورة، وهما كالآتي:

  • المشهد الأول: ما جاء في الصحيحين من رواية زيد بن أسلمة عن أبيه”أن رسول الله ﷺ كان يسير في بعض أسفارهوعمر بن الخطاب يسير معه ليلا فسأله عمر عن شيء فلم يجبه رسول الله ﷺ، ثم سأله فلم يجبه، ثم سأله فلم يجبه، فقال عمر بن الخطاب:ثكلت أم عمر، نزرت رسول اللهﷺثلاث مرات كل ذلك لم يجبك، فقال عمر:فحركت بعيري ثم تقدمت أمام الناس وخشيت أن ينزل في قرآن، فما نشبت أن سمعت صارخا يصرخ بي، فقلت: لقد خشيت أن يكون نزل في قرآن، فجئت رسول الله ﷺ فسلمت عليه، فقال: لقد أنزلت علي الليلة سورة لهي أحب إلي مما طلعت عليه الشمس – ثم قرأ – إنا فتحنا لك فتحا مبينا “.

ومن هذا المشهد السيري يتبين أن نزول هذه السورة تقدمه من لدن الرسول ﷺ استقبال فلم يكن عليه الصلاة والسلام يجيب عمر  بن الخطاب لأنه كان منشغلا باستقبال الوحي يتنزل عليه.

  • المشهد الثاني: روى الطبراني عن أنس بن مالك قال: لما رجعنا من الحديبية وقد حيل بيننا وبين نُسكنا، فنحن بين الحزن والكآبة فنزلت: «إنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحًا مُبِينًا»، فقال رسول الله: «لقد أُنْزِلَتْ عَليَّ آية هي أحب إليَّ من الدنيا وما فيها كلها”.

وهذا المشهد أدق تحديدا للموطن الزماني والمكاني لنزول السورة، وفيه وصف لحال الصحابة بعدما منعوا من الدخول إلى مكة وزيارة البيت، وفيه كذلك أن هذه السورة نزلت لتسلية الصحابة وإخراجهم من حزنهم وكآبتهم. ومن هنا يتبين للباحث أن المشهد السيري من حيث وقوعه يكون حاضنا للنص القرآني.

الوقفة الرابعة: الاختلاف في مكان نزول السورة

ذكر ابن سعد في طبقاته أن المكان الذي نزلت فيه السورة ضَجْنَان،وقال الحاكم نزلت بكُراع الغميم، وذهب ابن أبي معشر المدني أنها نزلت بالجٌحْفَة، وهذا الاختلاف في تحديد مكان الحدث لايعني أن الرواة كانوا مختلفين، بل يعني أن جغرافية السيرة جغرافية غنية جدا، وأن الصحابة كان كل منهم يروي الحدث من زاوية، وهي زوايا تؤثت المشهد مكانيا وجغرافيالا سيما إذا عرفنا أن هذه الأماكن الجغرافية متقاربة جدا، قال الحافظ بن حجر:”والأماكن الثلاثة متقاربة”.

ومن هذا الاختلاف تتبين أهمية معرفة الباحث المتخصص في علم السيرة بهذه الجغرافية السيرية.

الوقفة الخامسة: الفتح فتوح عدة

ما المقصود بالفتح الذي تناولته السورة الكريمة، خلال السيرة النبوية، هل هو فتح مكة الأعظم الذي هو ثمرة فتح الحديبية؟ أم هو فتح الحديبية  الذي هو بشارة قبل عامين بفتح مكة؟ أم ما جرى بينهما من دخول الناس في الإسلام أفواجا ؟ أم فتح التمهيد العام بين مكة والمدينة؟

ومن هنا ينبهنا فضيلة الدكتور إلى أن القراءة السيرية لهذه السورة تستدعي من الباحث استحضار كل متعلقات الفتح والنظر في كل هذه الفتوح ووجوه ارتباطها ببعضها البعض، مستعينا في ذلك بدراسة النصوص المستلة من كتب فقهاء السيرة، والتي منها على سبيل المثال ما قاله الزهري رضي الله عنه: “فما فتح في الإسلام فتح أعظم من فتح الحديبية، إنما كان القتال حيث التقى الناس، فلما كانت الهدنة، ووضعت الحرب أوزارها، وأمن الناس بعضهم بعضاً، والتقوا، وتفاوضوا في الحديث والمنازعة، ولم يكن أحد بالإسلام يعقل شيئاً في تلك المدة إلا دخل فيه. ولقد دخل في تينك السنتين ( بين صلح الحديبية وفتح مكة ) مثل من كان في الإسلام قبل ذلك أو أكثر”.

قال ابن هشام: والدليل على قول الزهري أن رسول الله – صلى الله عليه وسلم – خرج إلى الحديبية في ألف وأربع مائة في قول جابر بن عبد الله، ثم خرج عام فتح مكة بعد ذلك بسنتين في عشرة آلاف.

فالفتح إذن الذي ينتهي إليه الباحث في السيرة النبوية فتوح وليس فتحا واحدا، فتح الصلح المعقود مع المشركين، وفتح مكة، وما بينهما من الفتح المتعلق بانتشار الاسلام وارتفاع نسبة المعتنقين له.

الوقفة السادسة: الفتح فتح صدر قبل أن يكون فتح مكان

من المشاهد السيرية  المتعلقة بالفتح التي لا بد للباحث من التوقف عندها وهو يقرأ السورة قراءة سيرية، مشهد انشراح صدور الصحابة رضي الله عنهم بعد نزول هذه السورة الكريمة، وذهاب ما كانوا يجدونه في أنفسهم من ضيق وحزن بسبب ماجرى في صلح الحديبية. وهو المشهد الذي يرويه سهل بن حُنيف في قوله: ” لقد كنا مع رسول اللهﷺ وسلم يوم الحديبية، ولو نرى قتالا لقاتلنا. فجاء عمر رضي الله عنه،فأتى رسول اللهﷺ، فقال:  يا رسول الله،ألسنا على الحق وهم على الباطل. قال: بلى. قال: أليس قتلانا في الجنة وقتلاهم في النار. قال: بلى. قال: ففيم نعطي الدنية في ديننا، ونرجع ولما يحكم الله بيننا وبينهم.فقالﷺ: يا ابن الخطاب، إني رسول الله ولن يضيعني الله أبدا. قال: فانطلق عمر فلم يصبر، فأتى أبى بكر، فقال له مثل ما قال للنبي ﷺ، وأجابه أبو بكر بمثل ما أجابه به النبيﷺ. قال: فنزل القرآن، فأرسل النبيﷺ إلى عمر فأقرأه إياه. فقال: يا رسول الله، أو فتح هو. قال: نعم. فطابت نفسه ورجع.”

لقدكان سيدنا عمر رضي الله، لا يرى للفتح إلا صورة واحدة، وهي فتح مكة الأعظم. لكن ما وقع لسيدنا عمر وغيره من انشراح في النفس بعد نزول هذه السورة على رسول الله ﷺ، لَيُثْبِتُ للباحث المتدبر لهذه السورة أن الفتح فتوح، وأعظمها -كما ذكر أستاذنا الكريم- فتح شرح الصدور (فطابت نفسه ورجع)، لأن هذه الصدور إن لم تشرحللحق فإن كل استنفار للناس بعد ذلك يكون استنفارا فاشلا.

الوقفة السابعة: ممهدات الفتح ومعالمه

في سياق استدعاء النصوص السيرية المتعلقة بالفتح، والتي لا غنى للباحث عنها، يتوقف بنا الأستاذ الفاضل مع نص نفيس لابن حجر يعلق فيه على كلام الزهري السابق، و يذكر بعض معالم هذا الفتح وممهداته.يقول ابن حجر: “ومما ظهر من مصلحة الصلح المذكور غير ما ذكره الزهري، أنه مقدمة بين يدي الفتح الأعظم الذي دخل الناس عقبه في دين الله أفواجا، وكانت الهدنة مفتاحا له. ولما كانت قصة الحديبية مقدمة للفتح سميت فتحا، فإن الفتح في اللغة فتح المغلق والصلح كان مغلقا حتى فتحه الله. وكان من أسباب فتحه صد المسلمين عن البيت، وكان في الصورة الظاهرة ضيما للمسلمين، وفي الصورة الباطنة عزا لهم فإن الناس لأجل الأمن الذي وقع بينهم اختلط بعضهم ببعض من غير نكير، وأسمع المسلمون المشركين القرآن وناظروهم على الاسلام جهرة آمنين، وكانوا قبل ذلك لا يتكلمون عندهم بذلك إلا خُفية، وظهر من كان يخفي إسلامه، فذل المشركون من حيث أرادوا العزة، وأقهروا من حيث أرادوا الغلبة”.

بعد هذه الجولة العلمية الماتعة في المشاهد السيرية المتعلقة بالسورة الكريمة، التي استغرقت من الزمن حوالي 70 دقيقة، تفاعل فضيلة الدكتور مع أسئلة المتابعين لهذه المحاضرة مجيبا ومعلقا ومضيفا لفوائد أخرى لم تذكر في موضوع المحاضرة، وهذه بعض الأسئلة التي طرحت على الأستاذ المحاضر:

1- كيف يمكن الجمع بين الدراسة السيرية والدراسة المصطلحية في القرآن الكريم؟

2- كيف يمكن أن نوفق بين قول ابن مسعود إنكم تعدون الفتح فتح مكة ونحن نعد صلح الحديبية فتح مكة؟

3- لقد استشكل علي أمر انتشار الاسلام بالسيف، فكيف نقول أنه فتح في سلام وأمان، وفي الوقت نفسه يُسميه أهل السير والمغازي غزوة فتح مكة إشارة الى البعد القتالي والحربي؟

4- ماهي أهم القيم المستنبطة من هذا الحدث العظيم، وماهي أهم نتائج الفتح على المستوى الاستراتيجي؟

– جواب السؤال الأول: ينبغي أن نعلم أولا أن لعلم السيرة النبوية مصطلحات مستقلة، وأن المعجم السيري حافل بمصطلحات متعلقة تعلقا خاصا بعلم السيرة النبوية، وحين ننتقل للنص القرآني نجد أننا ونحن ندرس هذا النص القرآني دراسة سيرية ونحن في الطريق نقطف المصطلحات، فالباحث النبيه يعرف وهو يدرس المبحث السيري في القرآن انطلاقا من علم السيرة أنه واجد في طريقه مصطلحات سيرية، ومن هذه المصطلحات مثلا مصطلح الفتح، ومصطلح الكاف النبوية وإن كانت حرفا فهي تعتبر مصطلحا لارتباطها بالذات النبوية الشريفة.

جواب السؤال الثاني: الصحابة رضي الله عنهم بحسب مقادير أفهامهم وبحسب رقي مراتب إدراكهم رضي الله عنهم، هم الذين بسطوا لنا هذا الاختلاف المثمر بين هذه الفتوح، والذي جعلها كلها فتوحا، فمنهم من يعد فتح الحديبية هو الفتح ومنهم من يعد فتح مكة هو الفتح، وللتوفيق بين هذين القولين يرى الأستاذ المحاضر  أن فتح الحديبية فتح دون فتح، ولولاه لما كان الفتح الثاني.

جواب السؤال الثالث: مصطلح المغازي مصطلح سيري، وقد استعمله المغرضون  في غير معناه للطعن في الإسلام، فربطوه بانتشار الإسلام بالسيف والإكراه للناس على هذا الدين والتعطش للدماء. والمغازي في استعمالها المجازي كما ورد عند الزمخشري في أساس البلاغة هي خلاف المخازي، فالمغازي خصال نبل وفضل بالنظر إلى المخازي. ثم إن هذه المغازي لمن تأمل مسارها التاريخي ابتداء من غزوة بدر التي كانت استرداد حق للمسلمين، كانت كلها فتحا، والدليل على ذلك أنه ما ثبت أبدا أن النبي ﷺ أوصحابته أكرهوا أحدا على الدخول في الإسلام.

جواب السؤال الرابع: النتائج الاستراتيجية متعددة، وأول نتيجة استراتيجية جعلت النبي ﷺ القائد وجعلت الصحابة حوله يلتفتون إلى الوراء، وينظرون إلى المسافة الفاصلة بينهم وبين فتح مكة وبين ما كانوا عليه في مكة قبل، كأن فتح مكة كان ذريعة لاستحضارهم الإستراتيجي لتاريخ  بذلهم وأدائهم لرسالة الإسلام طيلة السنوات الفاصلة بين فتح مكة وبعثة النبي ﷺ، وفي هذ إشارة إلى أن المسلم وهو يؤسس حركته وهو يؤسس نشاطه ويؤدي رسالة الإسلام، ينبغي أن يلتفت بين الفينة والأخرى إلى الوراء وينظر  إن كان قد قطع تلك المسافة قطعا مثمرا، أم أنه قد قطعها قطعا يندم عليه. والمتأمل في مشاهد الفتح يرى أن الرسولﷺ علم الصحابة كيف تكون القيادة الاستراتيجية، وكيف يكون الأداء الرسالي استراتيجيا في حياة المسلم، وكيف يحرص على ألا يقطع طريق سيره الرسالي بالفشل المستمر. فلا يضيع طرفا كبيرا من عمره وهو بعد لم تتضح له الرؤية ولم يتضح له المنهج، ولم يعرف بعد الأدب الاستراتيجي لترشيد مساره الرسالي.

إعداد: ذ. عبد اللطيف الصالحي.

 

*/*/*/*/*/*

اطلع أيضا:

على المزيد من أنشطة الفرع الإقليمي لحركة التوحيد والإصلاح أسفي 

 

أخبار / مقالات ذات صلة

تعليق واحد

  1. موضوع قيم و الأمة الإسلامية في أمس الحاجة لمثل هذه الوقفات حول سيرة النبي المختارصلى الله عليه وسلم وعلى آله وصحبه الأطهار، والأستاذ الدكتور عبد الرزاق مرزوك أغنى الموضوع بفقهه الدقيق للسيرة النبوية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى