فؤاد بوعلي: قضية اللغة جزء من السيادة الوطنية و حمايتها حماية للوطن
أكد الدكتور فؤاد بوعلي رئيس الائتلاف الوطني من أجل اللغة العربية أن قضية اللغة هي جزء من السيادة الوطنية وإن لم يتم حمايتها لا يمكن حماية الوطن.
واعتبر بوعلي في ندوة بعنوان “مغرب ما بعد الاستقلال، التحديات والآفاق” مساء أمس الجمعة عن “التحديات اللغوية وواقع اللغة العربية أن البحث عن بدائل هوياتية هو محاولة لمسح الذاكرة الوطنية وصنع ذاكرة جديدة والتعدد اللغوي سينتج هويات متعددة دخيلة.
تفكيك الوثائق الوطنية مدخل لمعرفة الحقائق
ونوه الدكتور فؤاد بوعلي في بداية مداخلته بمحاولات حثيثة من النخبة في الآونة الأخيرة خاصة منها السياسية والثقافية لمراجعة وثيقة المطالبة بالاستقلال وباقي الوثائق الوطنية التاريخية ومحاولة تفكيكها.
ونبه أستاذ التعليم العالي بجامعة وجدة في نفس الوقت من أن الاحتفالات المغربية بأحداث المقاومة الوطنية تخفي جانبا من الحقيقة، مشيرا إلى أن القراءة الحقيقية تستوجب تفكيك جميع الجوانب لمعرفة الحقائق. وعند تحليل الوثيقة لا نتحدث فقط عن مجرد وثيقة للمطالبة بالاستقلال بل نتحدث عن وثيقة بداية الاستقلال.
وألمح المتحدث إلى أن تفكير رموز المقاومة الوطنية لم يكن منصبا آنذاك في الاستقلال لأنه كان أمر حتمي لكن التفكير كان في سؤال ما بعد الاستقلال.
القضية اللغوية مدخل لمسح الذاكرة الوطنية
ومن بين أبرز أسئلة ما بعد الاستقلال قضية اللغة، أبرز بوعلي أن القضية اللغوية تعتبر مظهرا من مظاهر محاولة مسح الذاكرة الوطنية، لذلك فطرح نقاش البدائل الهوياتية جاء لصنع ذاكرة جديدة ومسح الذاكرة الوطنية.
وأوضح رئيس الائتلاف الوطني من أجل اللغة العربية، أن النقاش اللغوي عند رجال المقاومة الوطنية كان في البداية ضمن إصلاح تربوي بيداغوجي مجتمعي كان في مقدمته المدرسة المغربية، مشيرا إلى أن الحركة الوطنية أخذت على عاتقها الإصلاح التربوي واللغوي في مواجهة الإنزال الاستعماري لتزييل الهوية الوطنية.
ونبه بوعلي من أن العربية لم تكن لغة إثنية أو عرقية كما حاول المستعمر ترويجه بل أصبحت لغة قرآن ودين ووطن واحتقارها كان مدخلا أساسيا لاحتقار الإنسان المغربي. وقضية اللغة كانت كانت طرحا أساسيا للمقاومة لا قبل الاستقلال ولا بعده.
اللغة تعبير عن ثقافة وهوية
وحذر بوعلي الفاعلين المدنيين أن يكونوا أداة في يد خصوم الهوية الوطنية لأن قضية اللغة أعقد على مستوى عدد من المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية وغيرها، مشيرا إلى أننا اليوم نعيش تعددا لغويا شئنا أم أبينا وسنجد أنفسنا بعد سنوات أمام هويات متعددة وأنماط تفكير مختلفة، مؤكدا في الوقت نفسه أن اللغة ليست مجرد كلام لكن هي تعبير عن ثقافة وهوية، والقضية اللغوية ليست قضية تواصل فقط بل هي تعبير عن العالم وعن رؤية هذا العالم وكيف نفهمه.
هل حقق السياسيون اليوم ما بشرت به المقاومة الوطنية؟
وذهب نائب رئيس المجلس الأعلى للغة العربية بإفريقيا إلى أن اللغة لم تعط ما تستحقه ولم تمكن لها الشروط لكي تصبح لغة رسمية وتفرض في جميع المجالات والمؤسسات، معتبرا أن رسمية اللغة ليست في كتابتها في الدستور فقط، بل في أن تلزم جميع مؤسسات الدولة أن تكتب بها وأن تتحدث بها .
وأضافـ أن غياب حماية قانونية للغة الرسمية لا توجد في أي دولة إلا في المغرب، حيث أن اللغة موجودة في الدستور لكن لا توجد نصوص قانونية تحميها، لذلك فالدولة لم تحم لغتها في السوق الدولية.
وزاد” المتحدث أنه عندما نتأمل فيما حلم به رجالات المقاومة في القضية الوطنية نجد أننا تراجعنا عنه بشكل خطير جدا وتنازلنا عن أمننا وسيادتنا اللغوية”، مؤكدا أن شرعية الدولة تستمد قوتها من هذه المبادئ إذا تخلينا عنها فقد تخلينا عن مبادئ الدولة الوطنية لأن “اللغة قضية وطن وأمن وسيادة لهذا الوطن”.
يذكر أن ندوة “مغرب ما بعد الاستقلال، التحديات والآفاق” من تنظيم حركة التوحيد والإصلاح بإقليم الرباط،، احتضنها المقر المركزي للحركة مساء الجمعة 13 يناير 2023 بمناسبة الذكرى 79 لتقديم وثيقة المطالبة بالاستقلال، شارك فيها المفكر الإسلامي المقرئ الإدريسي أبو زيد، والدكتور فؤاد بوعلي، وتعذر على الخبير الاقتصادي عمر الكتاني الحضور.
موقع الإصلاح