رفيق دربه في الدعوة ذ. عبد الناصر التجاني يعدد مناقب “علي الشدادي” أحد قيادات التوحيد والإصلاح رحمه الله

لقد بدأ تعرفي على الفقيد الأستاذ علي الشدادي رحمه الله عن قرب واشتغالنا معا صيف 1980 أثناء سفر جماعي للمشاركة في مخيم إسلامي ضواحي مدينة كارليل شمال انجلترا، مع ثلة من الإخوة الرواد أذكر منهم في هذا المقام فقط رفيق درب الفقيد الأخ اللطيف والأستاذ الجليل الحاج محمد الحسيني أطال الله في عمره وبارك عمله فيما بدءاه معا منذ نصف قرن تقريبا، فما أظن أحدا أعظم رزءا بعد الأهل فيه منه.

لقد عرف المشمول برحمة الله الأخ علي الشدادي بخصال أذكر منها شغفه بالعلم الشرعي واشتغاله به وبنشره وإقامة وتدبير مؤسساته.. حتى أنه غير مساره المهني والعلمي من العلوم البحثة إلى العلوم الشرعية وحصل فيها على أعلى الشواهد.

كما عرف بالثبات على حسن التدين والإلتزام بأصول الدعوة والحركة وتكاليفها ماديا ومعنويا ومشاركة وفاعلية وانضباطا بنفس الإقبال والحماس الذي بدأ به منذ أول يوم،  وبوتيرة مطردة ومتجددة، بل ومبدعة. عرفتُ الفقيد ذا همة عالية وعفة متعافية وأنفة.. كان جوادا كريما، وكان منزله مقرا من مقرات الدعوة والحركة،  وماله صندوق إسعاف للحركة والإخوان. ثم أقف عند خصال للفقيد لا توجد إلا في “الرجال” و الرواد والمربين بحق، آملا أن ينتبه إليها جيل المسؤولين الجدد أكثر.

أولا، لم يكن الفقيد يربي بالدرس والموعظة النمطية أو المحددة زمانا أو مكانا أو هيئة وحالة فقط؛ بل كان يربي أولا بالقدوة ثم بالصحبة والرفقة، وبالخدمة و المساعفة. وفي كل لحظة أو مجلس أو سفر أو حديث أو مشكل.. تجد نفسه الدعوي والتربوي حاضرا دون تكلف أو تنطع أو مماحكة.

كان حاضنا رؤوفا يسعى مع أصحاب الحوائج و ييسر أمور الإخوان و يحل مشاكلهم وخاصة الطلبة منهم، فتشعر بفضله واحتضانه ولو كنت من أقرانه و ليس فقط من تلاميذه دون أن شعر بأي أستاذية أو مشيخة أو رفعة؛  و كأن اختصاصه العلمي الأول جعله يسير بك مباشرة إلى الحل والمطلوب والمفيد مباشرة دون أن يحبسك في دوامات التلاوم والإتعاظ.

ثانيا،  كان صاحب رأي وموضوعية معتبرة،  وذا شخصية مستقلة وإضافة نوعية ولم يكن تبعا أو إمعة أو متنكبا للحق.

ثالثا،  لم يمنعه رأيه المخالف أو ملاحظته أو انتقاده لبعض الإخوة أو أمور الحركة من الثبات والسير وأداء الواجب والحفاظ على البيضة وتيسير اللمة.

كما لا ننسى فضائله الدعوية على ضواحي مكناس وعلاقته المتميزة بإخوة تافلالت خاصة في بدايات الدعوة. ودون شك ما كان ذلك ليتم دون صبر ومؤازرة رفيقة حياته زوجته الصالحة أختنا حفيظة الشدادي أعظم الله أجرها وأجزل ثوابها وباقي أبنائه البررة الاهلين الكرام. لقد كان بحق رحمه الله مربي جيل ورجلا بأمة، تشعر بفقده في قرار ضميرك ومركز مشروعك.

فاللهم اغفر له وارحمه و جرنا في مصيبتنا واخلف لنا خيرا منها وإنا لله وإنا إليه راجعون.

بقلم ذ. عبد الناصر التجاني(عضو سابق في المكتب التنفيذي لحركة التوحيد والإصلاح)

الإصلاح

-*-*-*-*-

اطلع أيضا على:

مسؤول جهة القرويين: بوفاة الأخ الشدادي، التوحيد والإصلاح تفقد أحد مؤسسيها و قادتها البارزين على مستوى جهة القرويين

أخبار / مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى