خواطر من عاشوراء – نعيمة بنونة

قال تعالى: “فَلَمَّا تَرَاءَى الْجَمْعَانِ قَالَ أَصْحَابُ مُوسَىٰ إِنَّا لَمُدْرَكُونَ (61) قَالَ كَلَّا ۖ إِنَّ مَعِيَ رَبِّي سَيَهْدِينِ (62) فَأَوْحَيْنَا إِلَىٰ مُوسَىٰ أَنِ اضْرِب بِّعَصَاكَ الْبَحْرَ ۖ فَانفَلَقَ فَكَانَ كُلُّ فِرْقٍ كَالطَّوْدِ الْعَظِيمِ (63) وَأَزْلَفْنَا ثَمَّ الْآخَرِينَ (64) وَأَنجَيْنَا مُوسَىٰ وَمَن مَّعَهُ أَجْمَعِينَ (65) ثُمَّ أَغْرَقْنَا الْآخَرِينَ (66) إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَةً ۖ وَمَا كَانَ أَكْثَرُهُم مُّؤْمِنِينَ (67) وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ (68”  سورة الشعراء.

بعض الوقفات مع هاته الآيات تنزيلا على واقعنا

– أصحاب موسى خافوا من الأعداء الطغاة وقالوا: إنا لمدركون، معرفتهم بربهم كانت جديدة، لم تكن بالقدر الكافي حتى تخول لهم الثقة به واستحضار معيته كما فعل موسى عليه السلام ، فقد اطمئن وطمأنهم حين قال لهم: “كلا إن معي ربي سيهدين”، فكان الجواب الفوري من السميع المجيب: “فأوحينا إلى موسى أن اضرب بعصاك البحر فانفلق ، فكان كل فرق كالطود العظيم”….”وأنجينا موسى ومن معه أجمعين”، “ثم أغرقنا الآخرين”.

ربط الحدث بالحاضر

الإبتلاءات سنة كونية في الأرض، والخوف طبيعة في البشر يعالجه الاطمئنان، وهذا لا يكون إلا لمن عرف حق المعرفة الرحمن المنان.

فرعون قال: “أنا ربكم الأعلى”، بقدر استكباره قضى الله عليه  بأبسط مخلوقاته “عصا” جعل الله فيها قدرة فلق البحر، لكن السر ليس في العصا ولكن في اليد التي تحملها.

كم لدينا من أشياء نحملها؟ وكم لدينا من أموال نصرفها ؟ وكم لدينا من أدوية نأكلها؟ وكم لدينا من أشياء نملكها؟ وكم لدينا…؟ لكن هل لدينا المعرفة الحقيقية بالجبار القهار الذي يقهر الخوف ويجبر القلوب والعقول لتطمئن ولا تخشى إلا الله وحده، فتستريح من كل هموم الدنيا وتعرف أنها امتحانات فقط لرفع الدرجات ومحو السيآت.

لأن الأصل هو:

“مَّا يَفْعَلُ اللَّهُ بِعَذَابِكُمْ إِن شَكَرْتُمْ وَآمَنتُمْ ۚ وَكَانَ اللَّهُ شَاكِرًا عَلِيمًا” (147 النساء)

“هُوَ الَّذِي يُصَلِّي عَلَيْكُمْ وَمَلَائِكَتُهُ لِيُخْرِجَكُم مِّنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ ۚ وَكَانَ بِالْمُؤْمِنِينَ رَحِيمًاّ ( الأحزاب 43)

أخبار / مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى