تحذيرات دولية من تفاقم الوضع الكارثي في الضفة
حذرت الأمم المتحدة من أن العملية العسكرية الواسعة النطاق التي بدأها الاحتلال “الإسرائيلي” أمس الأربعاء في الضفة الغربية المحتلة تهدد بشكل خطير بمفاقمة الوضع الكارثي أصلا في الأراضي الفلسطينية.
وعبر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش عن قلقه من التطورات بالضفة الغربية، ومن ذلك العملية العسكرية في جنين وطولكرم وطوباس، التي أسفرت عن سقوط ضحايا وتدمير البنية التحتية.
وقال المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة ستيفان دوجاريك -في بيان له- إن “غوتيريش يندد بفقدان الأرواح بمن في ذلك الأطفال، ويدعو لوقف فوري لهذه العمليات، ويحث قوات الأمن على ممارسة أقصى درجات ضبط النفس وعدم استخدام القوة المميتة دون ضرورة، من أجل حماية الأرواح”.
وحسب البيان، عبر غوتيريش عن قلقه العميق من التصريحات والتصرفات الخطيرة والمستفزة الصادرة من قبل وزير الاحتلال الإسرائيلي في الأماكن المقدسة في القدس، مشددا على أهمية الحفاظ على الوضع القائم في الأماكن المقدسة.
من جهته، أكد رئيس المجلس الأوروبي شارل ميشال أن الاتحاد الأوروبي “يريد وقفا لإطلاق النار في الضفة الغربية في أقرب وقت”، وأضاف -في مقابلة خاصة للجزيرة- أن سكان الضفة الغربية “يعانون على الصعيد الإنساني”.
بدوره، قال مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل “يجب ألا تكون العملية العسكرية الإسرائيلية الكبيرة في الضفة الغربية المحتلة تمهيدا لتوسيع الحرب في غزة والتدمير الكامل”.
وبموازاة جبهة الحرب المشتعلة في غزة ولبنان، تشهد الضفة الغربية فصولا من التصعيد آخرها عملية عسكرية هي الأوسع منذ عملية “السور الواقي” في 2002، يقول الاحتلال إنها تستهدف مسلحين في جنين وطولكرم وطوباس، حيث تنشط مروحيات ومقاتلات وقوات كبيرة.
وأغلقت قوات الاحتلال مداخل مدينة جنين الرئيسية، ونشرت عددا من القناصة وأطلقت الرصاص تجاه مركبات الفلسطينيين، كما قطع جنود الاحتلال معظم الطرق الواصلة إلى مدينة جنين وفرضوا حصارا عليها.
كما أعلن الإعلام الفلسطيني أن جيش الاحتلال الإسرائيلي حاصر مستشفيات جنين الثلاثة وأخرجها عن الخدمة عبر تجريف الشوارع المؤدية إليها وإقامة السواتر الترابية بمحيطها.
وقال المتحدث باسم الهلال الأحمر إن فلسطينيين اثنين قتلا في جنين، وأربعة في قصف استهدف سيارة قرب المدينة وأربعة آخرين في مخيم الفارعة قرب طوباس، وقطع الرئيس محمود عباس زيارته إلى السعودية لمتابعة عدوان الاحتلال الإسرائيلي على الضفة.
من جهتها، قالت حركة حماس إن العملية العسكرية الموسّعة لجيش الاحتلال بالضفة الغربية هي محاولة عملية لتنفيذ مخططات حكومة المتطرفين، وتوسيع الحرب القائمة في قطاع غزة.
واعتبرت الحركة أن التصعيد في الضفة نتيجة طبيعية للصمت الدولي المُريب عن انتهاكات الاحتلال الإسرائيلي الصارخة لكافة القوانين الدولية، واستهدافها المتعمّد للمدنيين العُزل.
أما موقف السلطة الفلسطينية فجاء على لسان الناطق الرسمي باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل أبو ردينة، الذي قال إن “الحرب الإسرائيلية” المتصاعدة في الضفة الغربية، إلى جانب حرب الإبادة في قطاع غزة، ستؤدي إلى نتائج وخيمة وخطيرة سيدفع ثمنها الجميع.
وأضاف أن “العدوان على شمال الضفة الغربية هو تصعيد خطير تتحمل مسؤوليته سلطات الاحتلال والجانب الأميركي الذي يوفر الحماية والدعم لهذا الاحتلال”.