بعيد فضيحة إحصاء التلاميذ المتغيبين في عيد الفطر.. تحذير من تنامي الإسلاموفوبيا بفرنسا

حذر مرصد الإسلاموفوبيا في فرنسا من تنامي ظاهرة كراهية المسلمين، وبلوغها مستويات غير مسبوقة في فرنسا على خلفية القرار الأخير لوزارة الداخلية الفرنسية إحصاء التلاميذ المتغيبين عن المدارس يوم عيد الفطر الماضي، الذي خلف موجة غضب وسط الجالية المسلمة في فرنسا.

وندد المرصد بقرار وزارة الداخلية، وعدم صلاحية ضباط الشرطة طلب هذه المعلومات من مديري المدارس ولا مديري الأكاديميات التي تتبعها، وطالب بفتح تحقيق مستعجل في القضية ومعاقبة المسؤولين عن هذا القرار الجائر في حق التلاميذ المسلمين.

وقوبلت الخطوة بموجة استنكار واسعة، لأنها انتهاك صارخ لقواعد العلمانية، التي ترفض تمييز أي مواطن على أساس الدين، وتمنع تصنيف طلاب المدارس على هذه الاعتبارات. وأعربت عدد من الجمعيات والمنظمات المناهضة للعنصرية عن رفضها لمثل هذه الممارسات ودعا اتحاد مجالس فرنسا بإجراء “تحقيق مناسب” في هذه القضية.

واستنكرت منظمة SOS Racisme المناهضة للعنصرية هذا العمل، واعتبرت أنه يربط الممارسة الدينية الإسلامية بمسألة أمن أو استخبارات داخلية. ومن جهتها نفت مفتشية المدارس بتولوز وجود أي تنسيق معها لإطلاق مثل هذه المبادرة ، مؤكدة أنها طالبت المدارس بعدم الاستجابة لرسائل الشرطة.

وفي سياق متصل، تساءل الكاتب المغربي بلال التليدي في عنوان مقاله المنشور على موقع “عربي بوست” هل تسعى فرنسا لحظر عطلات عيد الفطر والأضحى للطلاب المسلمين؟ وما وراء قرار وزير الداخلية الفرنسي؟ وأكد أن فرنسا تحتاج إلى أن تستوعب أن درس إخضاع الأديان، باسم الوفاء لقيم الجمهورية، لا يأتي إلا بتصعيد التوترات، وهو اليوم، يسقط  الممارسة السياسية والإدارية في فخ العنصرية والتمييز على أساس ديني إثني.

ودعا الكاتب الدولة الفرنسية خلال المرحلة القادمة، إلى الاشتغال على تأويل منفتح للعلمانية، يدخل احترام الأديان وحرية ممارسة شعائرها في مضمونها، حتى تنتفي بالمطلق حكاية التعارض مع قيم الجمهورية،

كما حذر الكاتب من أن الجهد الذي تقوم به سياسة ماكرون في إزالة المسافة بين التطرف الإسلامي العنيف، وبين الإسلام كدين، سيعرضها لنسف النموذج العلماني والديمقراطي، وستجد نفسها تضطر كل مرة وحين إلى أن تصحح أخطاءها غير المدروسة بتصريحات ملتبسة لا يفهم منها شيء.

وتفجّرتالأسبوع الماضي  فضيحة في فرنسا على خلفية مراسلة لوزير الداخلي الفرنسي جيرالد دارمانان لأكاديميات وزارة التربية الوطنية الفرنسية، يطالبها بتقديم إحصاءات تفصيلية عن غياب التلاميذ المسلمين خلال عيد الفطر، وهو ما اعتبرته العديد من النقابات وجمعيات أولياء وآباء التلاميذ وكذا الجمعيات المعنية بحقوق الإنسان وبمحاربة العنصرية مطلبا غير دستوري، قائم على التمييز بين التلاميذ على أساس ديني وإثني.

وقد اعترفت وزارة الداخلية الفرنسية أنها طلبت من بعض المؤسسات المدرسية ما وصفته بتقييم لأعداد الطلاب الذين تغيبوا يوم عيد الفطر الماضي، لكنها نفت أن تكون أدرجت أسماءهم على قوائم. وبررت الوزارة خطوتها بأنها جزء من دراسة لمدى أثر بعض الأعياد الدينية على أداء الخدمات العامة، وهي دراسة تقوم بها بانتظام نافية في الوقت نفسه أن تقارن بعملية جمع معلومات عن أشخاص أو إدراجهم في قوائم.  

مواقع إعلامية

أخبار / مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى