بسبب المساس بحقوق المسلمين.. مقال بـ”الغارديان” يتوقع صعود الفاشية بالهند
انتقد المؤرخ الهندي موكول كيسافان النزعة الاستعلائية السائدة في بلاده والقائمة على اعتقاد الأغلبية الهندوسية بتفوقها على الأقليات خصوصا المسلمين، وتوقع صعودا بطيئا للفاشية في الهند.
وفي تعريفه للفاشية في مقال له بصحيفة “الغارديان”، قال إنها “سلاح دمار شامل” يطيح بملامح أي دولة، ويضر بصورتها العامة، يحمل في طياته معنى تاريخيا محددا بحيث قد يبدو استخدامه في أوقات وأماكن أخرى “مفرطا وغير دقيق”.
بهاراتيا جاناتا حزب فاشي
وينسحب هذا التعريف على حزب “بهاراتيا جاناتا” الحاكم في الهند، والذي يصفه كيسافان بأنه الذراع السياسي لمليشيا “راشتريا سوايامسيفاك سانغ” الهندوسية، التي تأسست عام 1925، في الوقت الذي بدأ فيه الزعيم النازي أدولف هتلر يتلمس توجهاته السياسية في ألمانيا “المنهزمة والغاضبة” في أعقاب الحرب العالمية الأولى.
ومليشيا “راشتريا سوايامسيفاك سانغ” هي حركة قومية تؤمن بأن الهند دولة للهندوس وحدهم دون غيرهم، وفي حين أن هناك أوجه شبه عديدة بينها وبين المنظمات الفاشية شبه العسكرية التي سبقت الحرب بعقود -وفق كاتب المقال- فإن كلا منها تُعد، في جوهرها، ذات نزعة قومية عرقية وحشية تهدف إلى حشد أغلبية عرقية أو دينية للمساس بحقوق الأقليات.
ولفت المؤرخ في مقاله إلى أن الناس باتوا على دراية بحجم العنف والتمييز الموجه ضد الأقليات الدينية في الهند، خاصة المسلمين، خلال هذا العقد الأخير من حكم الأغلبية.
وقال إن عمليات الإعدام الغوغائي دون محاكمة المرتبطة بتجارة الماشية، وأعمال الشغب، وهدم منازل المسلمين، وتجريم العلاقات الغرامية بين النساء الهندوسيات والرجال المسلمين، أضحت من سمات حكم حزب بهاراتيا جاناتا بزعامة رئيس الوزراء ناريندرا مودي.
استلهم تجربة النازية
وألمح الكاتب إلى أن الحزب الحاكم في الهند استلهم تجربة النظام النازي الألماني في تعامله مع الأقليات، والتي تعود إلى ثلاثينيات القرن الماضي، واتخذها طريقا قصيرا لتحقيق مآربه.
استحالة اندماج الأعراق
وأضاف منظر القومية الهندوسية في كتابه أن “ألمانيا أظهرت أيضا مدى استحالة اندماج الأعراق والثقافات -التي تعود تبايناتها إلى جذور نشأتها- في كيان واحد موحد، وهو درس جيد لنا في هندوستان لنتعلمه ونستفيد منه”.
وبحسب مقال” الغارديان”، فقد أخذ حزب بهاراتيا جاناتا هذا الدرس على محمل الجد، مما حدا بقادته وكوادره المحلية إلى وصف المسلمين -بشكل مباشر أو غير مباشر- بأنهم نمل أبيض (أرضة)، فشككوا في مواقع المساجد التي تعود إلى العصور الوسطى، وانخرطوا في عملية منسقة لتهميش المسلمين وحرمانهم من أي دور سياسي، حتى إنه من بين مئات المشرعين المنتخبين من الحزب الحاكم، لا يوجد مسلمون.
إن الدرس الذي تعلمه أتباع الأغلبية الحديثة من النازية هو أن شيطنة الأقلية بشكل منظم هي أسرع طريقة لتحويل الأغلبية الاسمية إلى “عملاق مظلوم سياسيا”.
واعتبر المؤرخ الهندي نجاح هتلر في تحويل الأقلية (اليهود) الأكثر اندماجا في أوروبا إلى طبقة دنيا يمكن التضحية بها في أقل من 20 عاما، بأنها السابقة “الأكثر تطرفا” من جانب الأغلبية السائدة.
ويعتقد كيسافان أن الأغلبية المعاصرة في دول جنوب آسيا تنزع نحو الفاشية بحركة بطيئة، معتبرا الهند دولة ذات نظام ديمقراطي معيب لكنه متجذر، وإن إعادة صياغتها لتكون أمة هندوسية متفوقة أمر قد يستغرق وقتا طويلا، “ولعل الانتخابات العامة الأخيرة دليل على أن ذلك قد لا يتحقق أبدا”.
المصدر: غارديان