المبادرة المغربية للدعم والنصرة تصدر بيانا حول ذكرى إحراق المسجد الأقصى، وتستنكر بناء تذكار الهولوكست

دعت المبادرة المغربية للدعم والنصرة الجهات الرسمية إلى جعل الذكرى الخمسين لإحراق المسجد الأقصى محطة لتجديد عهد المغاربة مع فلسطين والقدس وحارة المغاربة وأوقافهم بالمسجد الأقصى المبارك، كما استنكرت، في  بيان صادر عنها صباح يوم الاثنين 26 غشت 2019، توصل موقع الإصلاح بنسخة منه، محاولات عديدة متواصلة لاختراق صهيوني للمجتمع المغربي عبر عدة واجهات آخرها ما تناقلته العديد من وسائل الإعلام وشبكات التواصل الاجتماعي عن الشروع في بناء أكبر نصب تذكاري لما يسمى” بالهولوكست”بجماعةآيت فاسكا قرب آيت أورير بمراكش، من طرف منظمة ألمانية تسمى بيكسيل هيلبير PIXELHelper  ومؤسسها أوليفر بينكوفسكي،  وفتح باب التبرعات للإسراع في الانتهاء من أشغال البناء مع نهاية هذه السنة، رافضة  لهذا العمل غير المبرر الذي من شأنه فتح باب جديد من أبواب التطبيع والاختراق الصهيوني ببلادنا وندين بأشد العبارات الجهات التي تقف وراء هذا المساس بسمعة المغاربة، على حسب تعبير البيان.

وفيما يلي نص البيان كما ورد:

في 21غشت من سنة 1969م، قام المتطرف الصهيوني””مايكل دينس روهان”بإشعال النار عمدا في الجناح الشرقي للمسجد الأقصى المبارك، حيث أتت النيران على كامل محتويات الجناح بما في ذلك منبره التاريخي المعروف بمنبر صلاح الدين، إضافة إلى تهديد الحريق لقبة المسجد الأثرية.

وقد جاء هذا الإجرام بعد سنتين من جريمة أخرى تمثلت في هدم حارة المغاربة من طرف الكيان الصهيوني بعد هزيمة سنة 1967. وهي أحداث اعقبتها مآسي ومعاناة وتنكيل بالشعب الفلسطيني والمقدسيينإلى يومنا هذا.

وعلى مدى خمسين عاما على هذا الحدث المأساوي، فالحرائق لازالت مشتعلة بالمسجد الأقصى في ظل الاحتلال الصهيونيالذي يستغل الوضع الراهن للشروع في تنزيل مخططات التقسيم الزماني والمكاني للمسجد الأقصى في إطار سياسة التهويد الشامل للقدس ومستفيدا من قرارات الإدارة الأمريكية بجعل القدس عاصمة للكيان الصهيوني ونقل السفارة الأمريكية للقدس وتوسيع المستوطنات ومصادرة أراضي الفلسطينيين وهدم منازلهم وإبعاد المقدسيين لأسباب واهية في خرق سافر لقرارات الشرعية الدولية وضدا على الاتفاقات والمواثيق الاممية. 

واليوم تعيش القدس والمقدسات الإسلامية والمسيحية حصارا واعتداءات يومية تتجاوز في خطورتها ما تم ارتكابه قبل 50سنة،فقد تصاعدت وتيرة اقتحامات قطعان المستوطنين للمسجد الأقصى، وتم وضع برامج ضخمة للحفريات في أساسات المسجد مما يهدد بانهياره في أي لحظة.وآخر ما تم تسجيله قيام جيش الاحتلال الصهيوني في يوم عيد الأضحى المبارك لهذه السنة بالاعتداء على المصلين بالرصاص والقنابل المسيلة للدموع والتنكيل بالمرابطين والمرابطات المقدسيين وذلك لتمكين المستوطنين الصهاينة من اقتحام باحات المسجد، وما أعقب ذلك من قتل واعتقال للأطفال وجرح حراس المسجد الأقصى ومحاولات حثيثة لإغلاق مصلى باب الرحمة ومنع المقدسيين من الصلاة فيه. 

ولئن كانت الإجراءات العنصرية للكيان الصهيوني اتجاه المسجد الاقصى تستثمر الوضع العربي المتردي خاصة مع الإعلان عما يسمى بصفقة القرن كخطة لتصفية القضية الفلسطينية، فإن صمود الشعب الفلسطيني والمقدسيين في الدفاع عن القدس ونجاحهم في التصدي لتهويد

المقدسات الإسلامية وقدرتهم على تجاوز العقبات والوفاء للمسجد الأقصى بكل عزيمة ومقاومة وثبات أربك الكيان الصهيوني وأفشل مخططاته ضد القدس.

وإننا في المبادرة المغربية للدعم والنصرة إذ نقف بإجلال وإكبار لصمود الشعب الفلسطيني وأهلنا في القدس على ما قدموه ويقدمونه من أرواحهم وحريتهم فداء للأقصى المبارك، فإننا نستحضرالذاكرة المشتركة للشعبين الفلسطيني والمغربي وجهود المغارية عبر التاريخ وإلى اليوم دولة وشعبا في الدعم والنصرة والتضامن مع فلسطين. وبهذه المناسبة فإننا نؤكد على استمرار هذا التضامن والوقوف إلى جانب الشعب الفلسطيني حتى تحرير فلسطين وبناء دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف.

ومن جهة أخرى فإننا نسجل في هذه الذكرى الخمسين لإحراق المسجد الأقصى المبارك، محاولات عديدة متواصلة لاختراق صهيوني للمجتمع المغربي عبر عدة واجهات آخرها ما تناقلته العديد من وسائل الإعلام وشبكات التواصل الاجتماعي عن الشروع في بناء أكبر نصب تذكاري لما يسمى” بالهولوكست”بجماعةآيت فاسكا قرب آيت أورير بمراكش، من طرف منظمة ألمانية تسمى بيكسيل هيلبير PIXELHelper  ومؤسسها أوليفر بينكوفسكي،  وفتح باب التبرعات للإسراع في الانتهاء من أشغال البناء مع نهاية هذه السنة. وفي غياب تأكيد أو نفي رسمي لهذا الخبر وعن الجهات التي سمحت ورخصت بذلك فإن هذا العمل سيفتح الباب لمزيد من ابتزاز الدولة المغربية من طرف الصهاينة، ويصور المغرب وكأنه متورط في ما يتم ادعاؤه من محرقة في حق اليهود من طرف النازية الألمانية. في حين أن المغرب سجل بكل افتخار مواقف مشرفة تاريخية في الموضوع رغم أنها لم تقابل بالعرفان ورد الجميل بل تم الاشتغال ضد مصالح المغرب وأمنه القومي من خلال الكشف عن عصابات صهيونية تعمل على الحصول على الجنسية المغربية بالتلاعب والتزوير وفي ذلك استهداف لأمن واستقرار البلاد.

إن هذا الخبر إن صح فإنه يشكل سابقة خطيرة في الوطن العربي تنال من سمعة المغرب وصورته المشرقة، في وقت يرتكب فيه الكيان الصهيوني محارق في حق الشعب الفلسطيني منذ احتلاله لفلسطين مرورا بهدم حارة المغاربة وطمس معالم الإشعاع الحضاري المغربي بالقدس، وخرق لكل المواثيق والأعراف الدولية والإنسانية وانتهاك لأماكن العبادة وللمقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس.

إننا في المبادرة المغربية للدعم والنصرة، إذ نعبر عن استنكارنا ورفضنا لهذا العمل غير المبرر الذي من شأنه فتح باب جديد من أبواب التطبيع والاختراق الصهيوني ببلادنا وندين بأشد العبارات الجهات التي تقف وراء هذا المساس بسمعة المغاربة،فإننا ندعو الجهات الرسمية إلى جعل الذكرى الخمسين لإحراق المسجد الأقصى محطة لتجديد عهد المغاربة مع فلسطين والقدس وحارة المغاربة وأوقافهم بالمسجد الأقصى المبارك، ومناسبة للوفاء بالتزامات المغرب الذي شهد تأسيس منظمة المؤتمر الإسلامي بالرباط سنة 1969 كرد عملي على إحراق المسجد الأقصى،وهو الذي يتشرف برئاسة لجنة القدس ويحتضن وكالة بيت مال القدس، وذلك عوضا عن السماح باستباحة أرضه لجهات مشبوهة وذات ارتباط بمشروع صهيوني مدمر ستكون له عواقب وخيمة ويسعى للخراب ببلادنا.

كما أننا نهيب بكل القوى المدنية والسياسية والنقابية والنسائية والشبابية إلى تخليد الذكرى الخمسين لإحراق المسجد الأقصى بإطلاق مبادرات وفعاليات متنوعة تضامنية تعزيزا لصمود أهلنا في القدس في مواجهة الغطرسة الصهيونية.

                                  المبادرة المغربية للدعم والنصرة

حرر بالرباط في 26 غشت 2019

أخبار / مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى