جهة الشمال الغربي تخرج الفوج الأول من الأطر الشبابية للترافع حول قضية الصحراء

نظم قسم تنمية الموارد والقدرات بجهة الشمال المغربي يومي السبت والأحد 29 و 30 أبريل 2023 بالمقر المركزي لحركة التوحيد والإصلاح بالرباط، الدورة الثانية للترافع حول القضية الوطنية الأولى تحت شعار “الصحراء مغربية و ستبقى مغربية”.

وذكرت المداخلة الأولى للدكتور رحيمة تويراس تحت عنوان “الصحراء المغربية حقائق التاريخ ومعطيات الواقع المعاصر” أهم المعطيات التارخية التي تؤصل لمغربية الصحراء، منها عقود البيعة، وتاريخ المعارك، ووثائق تعيين القضاة والفقهاء وشيوخ الزوايا وإصدار الأحكام والعملة المغربية.

و عرجت المحاضرة على اتفاقية للامغنية الغامضة والمشكل مع عبد القادر الجزائري، واتفاقية ترسيم الحدود وحرب الرمال، فكلها أحداث أدت إلى تأزيم العلاقة مع الجزائر وبالتالي  تأسيس الجبهة الانفصالية  سنة 1973، لتتفاعل الأحداث تاريخيا وتنتهي باقتراح المغرب للحكم الذاتي.

وهو المقترح الذي تناوله الدكتور صالح النشاط في مداخلته القانونية، حيث انطلق من كون العلاقات الدولية رغم قيامها على منطق القوة والاقتصاد، فإن هيئة الأمم المتحدة تثمن دائما الحلول العملية لبؤر التوتر، سيما وأن هذه العلاقات نشأت إثر حروب كبرى كالحرب العالمية الأولى.

ورغم أن المغرب في موضوع صحرائه في موقف القوة باعتبار الواقع، وكذلك باعتبار أدلته إلا أنه وبشكل اختياري، قدم مقترح الحكم الذاتي، الذي يزداد عدد الدول المؤيدة له بشكل مستمر، نظرا لكونه حل عملي مقابل الإغراق في أطروحة بمصطلحات متجاوزة تاريخيا (تقرير المصير، الحرب البائدة).

وقدم النشاط تحليلا بنود المقترح الذاتي التي تبين مدى جديته، ففضلا عن الوعد بتعديل الدستور ليحول نظام الدولة من الدولة الموحدة إلى الدولة المركبة، بكل ما يتطلبه الأمر من مؤسسات خاصة، فضلا عن ذلك يقبل باشراف الأمم المتحدة كمعيار لحسن النية،  و بمجلس انتقالي معيارا لكونه مقترحا عمليا.

وفي صبيحة اليوم الثاني، تناول الأستاذ مصطفى الخلفي استراتيجيات الترافع المدني الفعال حول قضية الصحراء المغربية، و بدأها بتعريف الترافع المدني فاعتبره مجموع المبادرات المدنية الهادفة لبناء موقف مؤيد عند المتلقي ينتج عنه اتخاذ قرار. و يقوم الترافع على شروط أبرزها الاعتماد على المعرفة العلمية، وأدوات الرصد واليقظة، وضبط الآليات المسطرية للمؤسسات الدولية وامتلاك آليات التشبيك بجانب ضرورة اعتماد التخطيط الاستراتيجي.

و ختم الخلفي مداخلته بتحديد الخصوصيات الحالية للترافع المدني، أهمها بروز دور المجتمع المدني المسنود بالبحث العلمي، وارتفاع المقولات المضللة التي تتزايد باستمرار، وتوسيع وتنامي المنصات الترافعية، وتوسع أهمية شبكات التواصل الاجتماعي بجانب انفتاح المغرب على منصات المؤسسات الدولية تمكن من الترافع عبرها. وخلص إلى ضرورة اعتماد الاستراتيجية تخطيطا وتنفيدا وتتبعا وتقييما مع توظيف جميع أنواع الترافع الممكنة من ترافع فني وترافع أكاديمي و ترافع منبري ورقمي وغيره.

في المداخلة التكوينية الثانية في اليوم الثاني، ألقى الدكتور عبد الغني المالحي محاضرة استهلها بالبرهنة على أهمية وسائل التواصل الاجتماعي، وأهمية التعامل معها كفرص. إذ قدم عدة أمثلة على سرعة انتشار الخبر بواسطتها بجانب الارتفاع المستمر لعدد المستخدمين خاصة بعد جائحة كورونا، بل إن التطور التقني قد يفضي إلى اندثار عدد من المهن ليصل إلى تحديد طريقة استثمار هذا المجال للترافع حول مغربية الصحراء.

وأكد المتحدث على ضرورة تنويع المنصات بحسب المخاطب، وتنويع اللغات، وتنويع الأساليب، وختم مداخلته بعدد من القواعد الأساسية التي لا بد من مراعاتها و أبرزها مراعاة طريقة اشتغال الخورزميات والهاشتاك وترميز المهتمين بالقضية كحد أدنى.

وفي التدريب العملي الأخير، أكد المهندس أنس لحلو  على أهمية الترافع الرقمي، مقدما في مداخلته الأخيرة نماذج لحملات رقمية ناجحة كحملة الشيخ جراح، ليصل إلى كيفية بناء حملة رقمية، مركزا على أهمية  الانطلاق من العاطفة الصادقة، و ضرورة تدقيق المصطلحات ثم الانتقال إلى الحملة العملية التي تبتدئ بصناعة المحتوى الرقمي بناء على الرؤية والفئة المستهدفة، قبل أن تمر إلى إطلاق الحملة الإلكترونية، التي يجب أن تبدأ بالعاصفة الرقمية (أي تحديد وقت للاجتماع إلكترونيا ) ثم متابعتها.

وقد انقسم المشاركون في الدورة إلى مجموعات، حيث اشتغلوا على تحديد هاشتاغ و صياغة تدوينات وتصميمات وتوظيفها في المنصات الاجتماعية. وختمت الدورة التكوينية الثانية بتوزيع شواهد التخرج على المستفيدين.

يشار إلى أن الدورة الأولى لتأهيل فريق شبابي للترافع على الصحراء المغربية نظمت بتاريخ 25 و 26 يونيو 2022. 

الأستاذ سعيد إدعمر

 

أخبار / مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى