“القدس الدولية”: الأقصى قابع على جمر الاقتحام والإبعاد
يتحول مشهد اقتحام المسجد الأقصى إلى حالة دائمة من الاعتداء، ففي أسبوع الرصد (1 – 7 يوليوز 2020)، تكررت اقتحامات الأقصى بمشاركة طلاب المعاهد التلمودية. وكشفت مراكز متخصصة بمتابعة اعتداءات الاحتلال، أن سلطات الاحتلال أصدرت 206 قرار إبعاد عن الأقصى منذ بداية عام 2020، إضافة إلى تصاعد حالات الاعتقال، التي فاقت ألف حالة اعتقال من القدس المحتلة.وعلى الصعيد الديموغرافي تتابع سلطات الاحتلال هدم منازل الفلسطينيين ومنشآتهم، وكشفت وسائل إعلامٍ عبرية عن مصادقة أذرع الاحتلال على مشروع استيطانيّ جديد، يقع قرب البلدة القديمة، يضم شققًا سكنية ومحال تجارية وفنادق صغيرة، ما يدفع نحو المزيد من البناء الاستيطاني في مناطق حساسة من المدينة المحتلة. وشهدت مختلف المناطق الفلسطينيّة حراكًا فاعلًا رافضًا لمخطط الضم الإسرائيليّ.
وتتابع أذرع الاحتلال اقتحام المسجد الأقصى، وبلغ عدد مقتحمي الأقصى في شهر يونيو نحو 1600 مستوطن، بحسب تقرير عن مركز القدس لدراسات الشأن الإسرائيلي والفلسطيني،من بينهم نحو 180 طالبا يهوديًا من طلاب الجامعات اليهوديّة، ومعاهد الاحتلال التلموديّة، إضافة إلى 80 عنصرًا أمنيًا إسرائيليًا. وتؤكد هذه الأعداد محاولة الاحتلال ترسيخ الاقتحامات فعل أمرٍ واقع، بعيدًا من أي ظروفٍ يمكن أن تعرقل الاقتحامات، خاصة أنها تأتي مع استمرار انتشار وباء “كورونا” في القدس المحتلة.
وفي سياق الاقتحامات، شهد الأسبوع الذي ترصده القراءة الأسبوعية عددا منها، ففي 2/7 اقتحم الأقصى 80 مستوطنًا، من بينهم 40 طالبًا يهوديًا، وتلقى المقتحمون شروحات عن “المعبد”، وحاول عددٌ منهم أداء صلوات تلمودية في المنطقة الشرقية. وبالتزامن مع الاقتحام حررت شرطة الاحتلال الموجودة قرب باب الأسباط،مخالفات للمصلين الداخلين إلى المسجد والخارجين منه، بذريعة عدم ارتداء الكمامات، ومخالفة الإجراءات الوقائية الخاصة بـ”كورنا”. وفي 5/7 اقتحم الأقصى 84 مستوطنًا، من بينهم 35 طالبًا من طلاب معاهد الاحتلال التلموديّة. وفي 6/7 اقتحم الأقصى 90 مستوطنًا، من بينهم الحاخام المتطرف يهودا غليك.
إقرأ أيضا: اللجنة الدولية للتضامن مع الشعب الفلسطيني: تحركات المغرب الرافضة لخطة الضم “الإسرائيلية” كانت عملية وواقعية |
وفي إطار استهداف المكون البشري في الأقصى، أبعدت شرطة الاحتلال في 6/7 المقدسي نظام أبو رموز عن المسجد الأقصى المبارك مدة 6 أشهر. وحول أعداد المبعدين عن المسجد منذ بداية عام 2020، كشف مركز معلومات وادي حلوة أن سلطات الاحتلال أصدرت 206 قرار إبعاد عن الأقصى، إضافةً إلى 24 قرار إبعاد عن البلدة القديمة، و6 عن كامل القدس. وعادة ما يسبق الإبعاد اعتقال المُبعد وتحويله إلى أحد مراكز التحقيق في القدس المحتلة، وبسحب المركز بلغ عدد حالات الاعتقال في القدس المحتلة نحو 1057 حالة، جزءٌ كبيرٌ منهم دون سن المسؤولية، من بينهم 5 أطفال. وتركزت الاعتقالات في مناطق العيسوية والبلدة القديمة وسلوان، إضافةً إلى اعتقال المرابطين والمصلين من باحات المسجد الأقصى.
لا تتوقف آلة الاحتلال عن هدم منازل الفلسطينيين، أو إخطارها بالهدم، ففي 1/7 هدمت جرافات بلدية الاحتلال منزلًا في جبل المكبر، وفي اليوم نفسه هدمت بناءً خدميًا في العيسوية، بذريعة البناء من دون ترخيص. وفي 2/7 هدمت جرافات الاحتلال جزءًا من منزل في بلدة العيسوية. وفي 3/7 أجبرت سلطات الاحتلال مقدسيًا من حي الزيتون على هدم مبناه الذي يضم عددًا من الشقق السكنية، تجنبًا للغرامات الباهظة. وفي سياق متصل بالهدم، وزعت بلدية الاحتلال في القدس في 7/7 إخطارات هدم 30 منزلًا ومنشأة في بلدة العيسوية، موزعة على مختلف أنحاء البلدة، ما سيفاقم معاناة السكان من اعتداءات الاحتلال وممارساته القمعية، التي تصاعدت بشدة في الأشهر الماضية.
وصادقت “سلطة أراضي إسرائيل” أيضا في 7/7 على مشروع إقامة 240 وحدة استيطانية في القدس المحتلة، وبحسب معلومات كشفتها القناة السابعة العبرية، ستشيد هذه الوحدات في منطقة مستشفى “شعاريه تسيدك” القديم بشارع يافا في القدس المحتلة، على مقربة من البلدة القديمة.وستتوزع الوحدات على 5 مبانٍ شاهقة، تضم شققًا سكنية، ومحال تجارية وفنادق صغيرة، وأشاد رئيس بلدية الاحتلال في القدس “موشي ليؤون” بالمصادقة على المشروع قائلًا: إنّ الوحدات الجديدة أحد المشاريع المهمّة في المدينة،وستدمج مع منطقة مدخل القدس، التي تشيّد في هذه الأيام”.
وشهد الأسبوع الأول من شهر يوليوز فعاليات عديدة رفضا للمخطط الإسرائيلي القاضي بضم أراض من الضفة الغربية، وشكل التقارب بين حركتي حماس وفتح أبرز هذه التطورات، لما لها من انعكاسات إيجابية على رأب الصدع الفلسطيني، وتشكيل جبهة رفض موحدة لإجراءات الاحتلال.
وإضافة إلى التقارب السياسي، شهدت المناطق الفلسطينية حراكا شعبيا، ففي قطاع غزة شارك الآلاف في المسيرة التي نظمتها حركة حماس، في مدينة رفح للتنديد بمخطط الضم، ورفع المشاركون الأعلام الفلسطينية ورددوا هتافات مناهضة للاحتلال.وفي الضفة الغربية المحتلة، تظاهر عشرات الفلسطينيين في شوارع مدينة رام الله، احتجاجًا على قرار الضم، وأصيب ثلاثة منهم برصاص مطاطي أطلقه جنود جيش الاحتلال الإسرائيلي قرب حاجز “بيت أيل” شمالي المدينة. وفي لبنان نفّذ اللاجئون الفلسطينييون مسيرات واعتصامات في كلّ المخيمات الفلسطينية، إضافة إلى مسيرات في الأردن وبعض الدول الأوروبية.
الإصلاح