“الغفور” من أسماء الله الحسنى، وتمثله اعتقادا وقولا وعملا
معلوم عند كل مسلم عاقل مكلف أن التوحيد في الإسلام على ثلاثة أقسام: توحيد الربوبية، وتوحيد الألوهية، وتوحيد الأسماء والصفات، وهذا الصنف الأخير يقصد به وصف الله بما وصف به نفسه، وتسميته بما سمى به نفسه من الأسماء والصفات من غير تشبيه أو تجسيم، أو تعطيل.
و من أسماء الله تعالى الغفور، قال تعالى: “نَبِّئْ عِبَادِي أَنِّي أَنَا الْغَفُورُ الرَّحِيمُ “الحجر 49. ومنه اشتق الغفران ومعناه ترك كل أشكال العقوبة والانتقام في حق الغير. ومن المفردات التي لها معاني قريبة من الغفران: التسامح، العفو.
ولما كان المؤمن ملزما بتوحيد الله تعالى، لزمه تمثل خلق الغفران اعتقادا وقولا وعملا، فأما اعتقادا فيكون بأن يستقر في قلبه أن الله غفور لا مثل غفران سائر الخلق، وأما قولا فيكون بأن يلفظ المؤمن هذا الاسم الأعظم، وأما عملا فيكون بتمثل المغفرة في علاقة الإنسان مع غيره من الناس، بأن يتجاوز عنهم ما صدر منهم من الإساءة في حقه، فذلك مقتضى توحيد الله باسمه ” الغفو”.
ثم إن الإنسان غدا يوم لقاء الله في حاجة إلى مغفرة ذنوبه، أفلا يكون من الحكمة أن يسارع إلى ذلك في دنياه مع الناس حتى إذا لقي ربه ـ يوم الحساب ـ غفر له بما كان في حياته ميالا إلى الغفران. قال تعالى “وَلَا يَاتَلِ أُولُو الْفَضْلِ مِنكُمْ وَالسَّعَةِ أَن يُوتُوا أُولِي الْقُرْبَىٰ وَالْمَسَاكِينَ وَالْمُهَاجِرِينَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا أَلَا تُحِبُّونَ أَن يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ ” النور 22.
بقلم : عبد الحق لمهى