العالم يحتفي باليوم الدولي لمحو الأمية و 771 مليون شاب وبالغ يفتقرون لمهارات القراءة والكتابة

يُحيي العالم اليوم الدولي لمحو الأمية في 8 شتنبر من كل سنة منذ عام 1967، لتذكير الشعوب بأهمية محو الأمية باعتبارها مسألة من مسائل الكرامة وحقوق الإنسان، وكذلك النهوض بخطة محو الأمية للمضي قدماً نحو مجتمعات مستدامة وأكثر إلماماً بمهارات القراءة والكتابة.

ولا تزال التحديات التي تواجه محو الأمية ماثلة بالرغم من التقدّم المُحرز، إذ لا يزال ما لا يقل عن 771 مليون شخص من الشباب والكبار غير ملمّين بالمهارات الأساسية للقراءة والكتابة، حتى يومنا هذا.

اتخذت التغيرات السريعة التي عصفت بالسياق العالمي إبان السنوات الأخيرة منحى جديدا، مما فرض عقبات تعوق إحراز التقدم نحو محو الأمية على مستوى العالم. فمن المرجح ألا يتمكن ما يقرب من 24 مليون متعلم من استئناف التعليم النظامي في أعقاب الجائحة، ومنهم 11 مليون فتاة وشابة. و”لضمان عدم ترك أحد خلف الركب، علينا إثراء وتغيير هياكل التعلم لمحو الأمية من خلال نهج متكامل، وإتاحة تعليم مهارات القراءة والكتابة مدى الحياة”. 

ويتمحور احتفال العالم باليوم الدولي لمحو الأمية لهذا العام حول موضوع “تغيير هياكل التعلم لمحو الأمية”، وسيقدم الفرصة لوضع تصور جديد للأهمية الأساسية لتعلم القراءة والكتابة، وبناء القدرة على الصمود وضمان تقديم تعليم جيد وعادل وشامل للجميع. 

ويفوق عدد النساء اللواتي لا يُجدن القراءة والكتابة على عدد الرجال، كما أن النساء يُتركن خلف الركب بصورة متزايدة في البيئة الرقمية. ومن المتوقع أن يزداد هذا الوضع سوءا، حيث تسبب تعطل التعليم بسبب جائحة “كوفيد-19” بخسائر في التعلُّم.

ومن الممكن أن يتسرب من المدرسة 23.8 ملايين طفل وشاب إضافيين من شتى أنحاء العالم، أو ألا يتمكنوا من الالتحاق بالمدرسة في عام 2021، وذلك نتيجة التأثير الاقتصادي للجائحة بمفرده.

وفي فاتح شتنبر 2022، أعلنت منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (اليونسكو) أن 244 مليون طفل غير ملتحقين بمدارس في العالم، وهو عدد في تراجع متواصل منذ أكثر من 20 عاما، غير أنه لا يزال مُقلقا.

ومن أصل الـ244 مليون طفل غير الملتحقين بالمدارس الذين تتراوح أعمارهم بين 6 سنوات و18 سنة، يعيش 98 مليون طفل يشكلون 40% من العدد الإجمالي في أفريقيا جنوب الصحراء، ولا سيما في نيجيريا (20,2 مليون طفل) وإثيوبيا (10,5) وجمهورية الكونغو الديمقراطية (5,9) وكينيا (1,8)، بحسب أرقام اليونسكو.

وعلى سبيل المقارنة، ذكرت اليونسكو بأن أكثر من 400 مليون طفل لم يكونوا ملتحقين بمدارس عام 2000، مشيدة بـ”التقدم” الذي تم إحرازه على هذا الصعيد خلال العقدين الأخيرين “حتى لو تباطأت وتيرة هذا التقدم بشكل كبير في السنوات الأخيرة”.

وبهذه المناسبة، اختارت اليونسكو ستة (6) برامج بارزة لمحو الأمية من كوت ديفوار ومصر وغواتيمالا والهند والمكسيك وجنوب أفريقيا، لتفوز بجوائزها الدولية لمحو الأمية. وشددت اليونسكو على وضع سياسات عمومية وتدابير تربوية تمكن من الاستفادة من تطوير فضاءات التعلم لمحو الأمية، سواء بالنسبة للفضاءات التقليدية وغير التقليدية، من خلال جعلها في وضعية تأقلم أو تطويرها، بما ي سهم في خلق جيل من المتعلمين الواعين بالمواطنة النشطة، مع التركيز على ضبط لغاتهم الأم.

وستُقدم هذه الجوائز خلال مؤتمر دولي افتراضي ستستضيفه المنظمة في 8 و9 شتنبر تحت عنوان: “محو الأمية من أجل الإنعاش المتمحور حول الإنسان: تضييق الفجوة الرقمية “.

وستجمع هذه الفعالية الرقمية ممثلين عن الحكومات وشركاء للتنمية وخبراء ومربين، من أجل استكشاف كيف يمكن لمحو الأمية المساهمة في بناء أساس وطيد لتعاف محوره الإنسان، وذلك مع التركيز بصفة خاصة على الترابط بين محو الأمية والمهارات الرقمية التي لا يزال أكثر من نصف سكان العالم يفتقرون إليها.

موقع الإصلاح

أخبار / مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى