السودان ينتقل من مَحضن للاجئين إلى مُصدر لهم
ذكر تقرير لوكالة الأناضول أن “السودان بعدما فتح أذرعه لملايين اللاجئين الذين تقطعت بهم السبل طيلة عقود ماضية، يجد السودانيون أنفسهم اليوم مضطرين للنزوح لدول الجوار مع استمرار القتال بين الجيش وقوات الدعم السريع”، موضحا أن المفارقة تكمن في أن اللاجئين في السودان أصبحوا مضطرين للعودة إلى بلدانهم الأصلية، أو البحث عن بلد ثالث أكثر استقرارا.
وأكد المصدر ذاته، أنه لا توجد إحصاءات دقيقة بشأن عدد اللاجئين في السودان، خاصة في ظل حركة اللاجئين إلى ومن البلاد، مؤكدا أن بعض التقديرات تشير إلى ما بين 8 و10 ملايين لاجئ، منهم ما بين 3 و4 مليون لاجئ إثيوبي، ونحو 3 ملايين من دولة جنوب السودان، ونحو 700 ألف يمني، و250 ألف سوري، بالإضافة إلى آلاف من الإريتريين، وحتى القادمين من منفاهم في إقليم تيغراي بإثيوبيا.
واستدرك المصدر قائلا “غير أن المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، تقدر عدد اللاجئين في السودان بأكثر من مليون لاجئ، منهم 800 ألف لاجئ من دولة جنوب السودان، التي استقلت عن الخرطوم رسميا في عام 2011، ربعهم يعيشون في العاصمة الخرطوم، التي تشهد اشتباكات عنيفة”، موضحا أن الفرق الشاسع بين تقديرات مفوضية اللاجئين والتقديرات الإعلامية يعود إلى معايير التصنيف.
وقال المصدر “بعد نحو ثلاثة أسابيع من الاشتباكات بين الجيش وقوات الدعم السريع، لا توجد آمال كبيرة بتوقف القتال قريبا، لذلك تزداد حركة لجوء عكسي للسودانيين إلى دول الجوار على غرار تشاد وجنوب السودان ومصر وحتى ليبيا، وفق الأمم المتحدة”، مضيفا أن عدد طالبي اللجوء السودانيين في ليبيا يقدر بنحو 15 ألف، وفق المفوضية الأممية للاجئين.
وأضافت الوكالة أن تقريرا للأمم المتحدة صدر في 25 أبريل المنصرم، أي بعد عشرة أيام من بداية الاشتباكات، كشف عن تصاعد حركة لجوء السودانيين نحو تشاد، وجنوب السودان، ومصر، كاشفا عن وصول نحو 20 ألف لاجئ سوداني من إقليم دارفور إلى شرق تشاد، التي تحتضن أصلا نحو 400 ألف لاجئ من أيام حرب دارفور الأولى (2019 -2003) في 13 مخيما للاجئين بالبلد الإفريقي.