الابتلاء، سنة ماضية وحكم إلهية بالغة

الحمد لله الذي جعل بعد الشدة فرجاً، وبعد الضر والضيق سعة ومخرجاً، ولم يخل محنة من منحة، ولا نقمة من نعمة، ولا نكبة ورزية من موهبة وعطية. خلق فقدَّر ودبّر فيسر، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، كثير الخير دائم السلطان، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله صاحب الآيات والبرهان،

مقدمة لابد منها 

يجدر بنا ونحن نعيش أجواء هذا الوباء الذي أصابنا وأصاب أمتنا الإسلامية والبشرية جمعاء، أن نذكر بموضوع الابتلاء، اعتقادا منا أن هذا الذي أصابنا جميعا يعد ابتلاء واختبارا من الله سبحانه، وإنه من الجهل بالإسلام قرآنا وسنة، والجهل بأسماء الله تعالى وصفاته ، والجهل بسنن الله الجارية في حياة الأفراد والأمم والمجتمعات، أن نرجع ما يقع لنا للصدفة وللطبيعة وللتحليلات البشرية القاصرة، كما أنه من المنكر الغفلة عن إدراك الحكم الإلهية من هذا الابتلاء لنا، والانشغال عن ذلك بمجرد متابعة تطور الأحداث ومتابعة الإحصائيات، والقضاء الساعات الطوال أمام وسائل الاتصال والإعلام والوسائط الإلكترونية، وكأننا أمام مسلسل تلفزي أو فيلم وثائقي .

ونخشى أن يصدق علينا قول ربنا جل وعلا ﴿وَكَأَيِّن مِّنْ آيَةٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ يَمُرُّونَ عَلَيْهَا وَهُمْ عَنْهَا مُعْرِضُونَ (105) وَمَا يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُم بِاللَّهِ إِلَّا وَهُم مُّشْرِكُونَ (106) أَفَأَمِنُوا أَن تَأْتِيَهُمْ غَاشِيَةٌ مِّنْ عَذَابِ اللَّهِ أَوْ تَأْتِيَهُمُ السَّاعَةُ بَغْتَةً وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ  ﴾، والمؤمن مأمور أن ينظر إلى ما يقع في ملك الله  تعالى، وأن يعتبر بآيات الله الكونية القدرية كما يؤمن بآياته القرآنية، وإلا فليحاسب نفسه ولينظر في طبيعة إيمانه يقول الله تعالى ﴿ قُلِ انظُرُوا مَاذَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا تُغْنِي الْآيَاتُ وَالنُّذُرُ عَن قَوْمٍ لَّا يُؤْمِنُونَ (101) فَهَلْ يَنتَظِرُونَ إِلَّا مِثْلَ أَيَّامِ الَّذِينَ خَلَوْا مِن قَبْلِهِمْ قُلْ فَانتَظِرُوا إِنِّي مَعَكُم مِّنَ الْمُنتَظِرِينَ (102)﴾، وفي كتاب ربنا ذكر قصص الأمم السابقة الذين تمادوا في الإعراض والإنكار ولم يلتفتوا لمراد الله ولم يعتبروا بآياته ونذره، فحقت عليهم كلمات الله، وقد قص علينا قصصهم للذكرى والاعتبار، يقول الله تعالى﴿ لَقَدْ كَانَ فِي قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ لِأُولِي الْأَلْبَابِ مَا كَانَ حَدِيثًا يُفْتَرَى وَلَكِنْ تَصْدِيقَ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَتَفْصِيلَ كُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ﴾، وبعد ذكر كل قصة يأتي التعقيب الإلهي ﴿ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ  ﴾، وقوله: ﴿ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ ﴾، وقوله: ﴿ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ لِأُولِي النُّهَى ﴾ وقوله: ﴿ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ لِلْمُتَوَسِّمِينَ ﴾ وقوله: ﴿ فَاعْتَبِرُوا يَا أُولِي الْأَبْصَارِ ﴾، وقد حذرنا ربنا من التمادي في الغي وعدم الاعتبار عند حلول الفتن، قال تعالى: ﴿ أَوَلَا يَرَوْنَ أَنَّهُمْ يُفْتَنُونَ فِي كُلِّ عَامٍ مَرَّةً أَوْ مَرَّتَيْنِ ثُمَّ لَا يَتُوبُونَ وَلَا هُمْ يَذَّكَّرُونَ ﴾.

الابتلاء سنة ربانية ماضية

إنها السنة الجارية منذ أن خلق الله الأرض وأجرى فيها قدر الحياة والموت، فهو القائل سبحانه (الذي خلق الموت والحياة ليبلوكم أيكم أحسن عملا )، وقال سبحانه ﴿ وَنَبْلُوكُمْ بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً وَإِلَيْنَا تُرْجَعُونَ﴾، وقال جل وعلا: ﴿ وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ﴾،  وقال جل وعلا ﴿ أمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَأْتِكُمْ مَثَلُ الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلِكُمْ مَسَّتْهُمُ الْبَأْسَاءُ وَالضَّرَّاءُ وَزُلْزِلُوا حَتَّى يَقُولَ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ مَتَى نَصْرُ اللَّهِ أَلَا إِنَّ نَصْرَ اللَّهِ قَرِيبٌ﴾ ، قال ابن كثير: هي الأمراض والأسقام والمصائب والنوائب.

نعم إنها السنة التي لا تتخلف كما جاء في قوله سبحانه﴿ أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لا يُفْتَنُونَ ﴾، وحينما نتأمل كتاب الله نجد أ هذه السنة الماضية لا تستثني أحدا، فالابتلاء يصيب البر والفاجر، المؤمن والفاسق، الغني والفقير، الأفراد والأمم والشعوب، و لم يسلم منه حتى أنبياء الله وأصفياؤه، بل كان هؤلاء أشد الناس بلاء كما صح عن النبي صلى الله عليه وسلم  في قوله: (أشد الناس بلاء الأنبياء، ثم الصالحون، ثم الأمثل فالأمثل، يبتلى الرجل على حسب دينه، فإن كان في دينه صلباً اشتد به بلاؤه، وإن كان في دينه رقة ابتلي على قدر دينه، فما يبرح البلاء بالعبد حتى يتركه يمشي على الأرض وما عليه خطيئة ).

الابتلاء فيه حكم إلهية بالغة

إِنَّ مِنَ الْمُقَرَّرِ عِنْدَ أَهْلِ الْإِيمَانِ وَالتَّوْحِيدِ أَنَّ اللَّهَ تَعَالَى لَهُ الْكَمَالُ الْمُطْلَقُ؛ فَأَسْمَاؤُهُ تَنَاهَتْ فِي حُسْنِهَا، وَأَفْعَالُهُ وَتَقْدِيرَاتُهُ مُنَزَّهَةٌ عَنْ كُلِّ عَيْبٍ وَعَبَثٍ فهو القائل سبحانه﴿ إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ﴾، وَتَقْدِيرَاتُهُ لِلْخَلْقِ كُلُّهَا خَيْرٌ فِي خَيْرٍ، وَلَيْسَ فِي أَقْدَارِهِ شَرٌّ مَحْضٌ، قَالَ ابْنُ الْقَيِّمِ[ وَهُوَ -سُبْحَانَهُ- خَالِقُ الْخَيْرِ وَالشَّرِّ؛ فَالشَّرُّ فِي بَعْضِ مَخْلُوقَاتِهِ لَا فِي خَلْقِهِ وَفِعْلِهِ، وَخَلْقُهُ وَفِعْلُهُ وَقَضَاؤُهُ وَقَدَرُهُ خَيْرٌ كُلُّهُ؛ وَلِهَذَا تَنَزَّهَ -سُبْحَانَهُ- عَنِ الظُّلْمِ الَّذِي حَقِيقَتُهُ وَضْعُ الشَّيْءِ فِي غَيْرِ مَوْضِعِهِ] . فما يصيب البشرية اليوم من هذا الوباء القاتل لو اطلعنا على الغيب وما فيه من الخير والعطايا والمنح لوجدنا ما فعل ربنا إلا خيرا .

ولابد أن نذكر أنفسنا انطلاقا من وحي الله العليم الخبير الحكيم ببعض الحكم من الابتلاء، وهي حكم  نبه عليها القرآن الكريم الإنسان فردا كان أو مجتمعا، وهي مواعظ وذكرى لمن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد ومن بين تلك الحكم والمقاصد والغايات نذكر:

1 – الابتلاء تحقيق للعبودية لله رب العالمين :

 إن كثيراً من الناس يكون في الحقيقة عبدا لهواه وليس عبدا لله، فإذا نزل الابتلاء ظهرت حقيقة عبوديته  يقول ابْنُ الْقَيِّمِ: [ فَلَوْلَا أَنَّهُ -سُبْحَانَهُ- يُدَاوِي عِبَادَهُ بِأَدْوِيَةِ الْمِحَنِ وَالِابْتِلَاءِ لَطَغَوْا وَبَغَوْا وَعَتَوْا، وَاللَّهُ سُبْحَانَهُ إِذَا أَرَادَ بِعَبْدٍ خَيْرًا سَقَاهُ دَوَاءً مِنَ الِابْتِلَاءِ وَالِامْتِحَانِ عَلَى قَدْرِ حَالِهِ، يَسْتَفْرِغُ بِهِ مِنَ الْأَدْوَاءِ الْمُهْلِكَةِ، حَتَّى إِذَا هَذَّبَهُ وَنَقَّاهُ وَصَفَّاهُ؛ أَهَّلَهُ لِأَشْرَفِ مَرَاتِبِ الدُّنْيَا، وَهِيَ عُبُودِيَّتُهُ ]، وَمَعَ الِابْتِلَاءِ تَنْجَلِي لِلْعَبْدِ مَعَانِي أَسْمَاءِ اللَّهِ وَصِفَاتِهِ؛ فَيَتَعَبَّدُ لِلَّهِ الْخَالِقِ بِمَا يَرْجُوهُ مِنْ هَذِهِ الْأَسْمَاءِ وَالصِّفَاتِ؛ فَهُوَ يَصْبِرُ وَيَتَصَبَّرُ لِأَنَّ رَبَّهُ يُحِبُّ الصَّابِرِينَ، يَتَذَلَّلُ وَيَنْكَسِرُ لِيَقِينِهِ أَنَّ خَالِقَهُ هُوَ الْجَبَّارُ الَّذِي يَجْبُرُ كُلَّ كَسِيرٍ، يَدْعُو وَيَتَضَرَّعُ لِعِلْمِهِ أَنَّ مَنْ يَرْجُوهُ هُوَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ، فَيَظْهَرُ حُسْنُ الظَّنِّ وَالرَّجَاءِ، وَهَذِهِ حَالٌ مِنَ الْعُبُودِيَّةِ لَا يَعِيشُهَا الْعَبْدُ إِلَّا بَعْدَ أَنْ يمَسَّهُ الْبَلَاءُ.

2 – البلاء يكشف للعبد حقيقة  التوحيد والإيمان والتوكل :

إن الإيمان حقيقة تستقر في قلب ووجدان المؤمن ولكن لها تجليات في حياته ومواقفه وأحواله، وحتى يتحقق المؤمنون من صدق إيمانهم في عالم الشهادة، فإن الله تعالى اقتضت حكمته أن يختبرهم بألوان من الابتلاءات والفتن، وفي ذلك يقول ربنا سبحانه ﴿الم أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لا يُفْتَنُونَ. وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ﴾، فالابتلاء يميز الصادق في إيمانه من الكاذب، وَمَعَ الْبَلَاءِ تتكشف الحقائق، قال تعالى ﴿مَا كَانَ اللَّهُ لِيَذَرَ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى مَا أَنْتُمْ عَلَيْهِ حَتَّى يَمِيزَ الْخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُطْلِعَكُمْ عَلَى الْغَيْبِ ﴾، والابتلاء يخرج العجب من النفوس ويجعلها أقرب إلى الله لأنه لَوْ تُرِكَتْ فِي أَحْضَانِ السَّرَّاءِ، لَأَوْرَثَهَا ذَلِكَ الْإِعْرَاضَ عَنْ رَبِّهَا، وَالِاعْتِدَاءَ وَالطُّغْيَانَ، وَالْغَفْلَةَ عَنْ أَصْلِ وُجُودِهَا، وصدق الله تعالى القائل﴿ وَإِذَا أَنْعَمْنَا عَلَى الْإِنْسَانِ أَعْرَضَ وَنَأَى بِجَانِبِهِ وَإِذَا مَسَّهُ الشَّرُّ فَذُو دُعَاءٍ عَرِيضٍ ﴾، وما أروع ما ذكره الْفُضَيْلُ بْنُ عِيَاضٍ حيث قال (النَّاسُ مَا دَامُوا فِي عَافِيَةٍ فَهُمْ مَسْتُورُونَ؛ فَإِذَا نَزَلَ بِهِمْ بَلَاءٌ صَارُوا إِلَى حَقَائِقِهِمْ؛ فَصَارَ الْمُؤْمِنُ إِلَى إِيمَانِهِ، وَصَارَ الْمُنَافِقُ إِلَى نِفَاقِهِ).

وحينما يتعرض العبد للابتلاء يستشعر بذلك أنه عبد ضعيف، لا حول له ولا قوة إلا بربه، فيتوكل عليه حق التوكل ، ويلجأ إليه حق اللجوء و حينها يسقط الجاه والخيلاء، والعجب والغرور والغفلة، ويفهم أنه مسكين وضعيف وفقير ومحتاج إلى بارئه ويتذكر قول ربه (يَا أَيُّهَا النَّاسُ أَنتُمُ الْفُقَرَاءُ إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ)، وهذا ما تحس به البشرية اليوم أمام هذا الوباء الذي سببه فيروس صغير لا يرى بأكبر المجاهر، والذي أبان على عجز الإنسان وضعفه وقلة حيلته وأظهر حاجة البشرية إلى خالقها ومدبر أمرها، فأهل التوحيد زادهم هذا الابتلاء إيمانا وتسليما وسكينة، وأهل الشرك والكفر والضلال زادهم تيها وحيرة وهلعا واضطرابا .

3 – الابتلاء رفع للدرجات وتكفير للسيئات :

إن من أَعْظَمِ مَغَانِمِ وُجُودِ الْبَلَاءِ بالنسبة للمسلم حُصُولُ تَكْفِيرِ الذُّنُوبِ، وَكَثْرَةِ الْأُجُورِ، وَرَفْعِ الدَّرَجَاتِ، وما أكثر ما روي من الأحاديث مما يؤكد ذلك ، ومنها ما رواه أبو هريرة رضي الله عنه قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم [ما يزال البلاءُ بالمؤمن والمؤمنة في نفسه وولده وماله، حتى يَلقى الله وما عليه خطيئة] ؛ وتأمل بقلبك وعقلك هذا الحديث النبوي الشريف ،يقول النَّبِيِّ –صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- [ مَا يُصِيبُ الْمُسْلِمَ، مِنْ نَصَبٍ وَلَا وَصَبٍ، وَلَا هَمٍّ وَلَا حُزْنٍ ، وَلَا أَذًى وَلَا غَمٍّ، حَتَّى الشَّوْكَةِ يُشَاكُهَا، إِلَّا كَفَّرَ اللَّهُ بِهَا مِنْ خَطَايَاهُ  ]، وأبلغ من هذا قوله  صلى الله عليه وسلم [ ما يزال البلاء بالمؤمن والمؤمنة في نفسه وولده وماله،  حتى يلقى الله تعالى وما عليه خطيئة] .

4 – الابتلاء كشف لحقيقة الدنيا والآخرة :

إن البلايا تكشف للعبد حقيقة الدنيا وزيفها وأنها متاع الغرور وأن الحياة الصحيحة الكاملة وراء هذه الدنيا ،في حياة لا مرض فيها ولا تعب كما قال ربنا ﴿ وَمَا هَٰذِهِ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا لَهْوٌ وَلَعِبٌ وَإِنَّ الدَّارَ الْآخِرَةَ لَهِيَ الْحَيَوَانُ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ ﴾، أما هذه الدنيا فنكـــد وتـعب وهمٌّ كمـا ذكر ربـنا في قوله﴿ لَقَد خَلَقنَا الإِنسانَ في كَبَدٍ ﴾، والبلايا رَسَائِلَ وَعْظٍ وَتَذْكِيرٍ لِتَقُولَ لِأَهْلِهَا بِلِسَانِ الْحَالِ : لَا تَرْكَنُوا إِلَى الْعَاجِلَةِ، وَعَلِّقُوا الْقُلُوبَ بِالْبَاقِيَةِ الْخَالِدَةِ؛﴿ وَمَا عِنْدَ اللَّهِ خَيْرٌ وَأَبْقَى ﴾ ﴿ وَمَا عِنْدَ اللَّهِ خَيْرٌ لِلْأَبْرَارِ ﴾ .

5 – الابتلاء تذكير للعبد بحقيقة النعم :

يُوجِدُ اللَّهُ المواجع وَالْبَلَاءَ لِيَعْرِفَ الْعِبَادُ فَضْلَ الْخَيْرِ وَالْعَافِيَةِ؛ فَلَوْ لَمْ يَكُنْ هُنَاكَ مَرَضٌ لَمَا عُرِفَ فَضْلُ الصِّحَّةِ، وَلَوْ لَمْ يَكُنْ هُنَاكَ خَوْفٌ لَمَا عُرِفَ فَضْلُ الْأَمْنِ، وَلَوْ لَمْ يَكُنْ هُنَاكَ فَقْرٌ وَحَاجَةٌ لَمَا عُرِفَ فَضْلُ الْغِنَى وَالْكِفَايَةِ، وَلَا يَعْرِفُ قِيمَةَ السَّرَّاءِ وَالْعَافِيَةِ إِلَّا مَنْ ذَاقَ طعم الضَّرَّاءِ وَالْبَلَاءِ. فهذا الابتلاء يذكرنا بفضل نعم الله علينا والمصائب تذكرنا بالمٌنعِم والنّعم، فتكون سبباً في شكر الله سبحانه عليها، وإن هذا الوباء الذي ابتلانا ربنا به لخير منبه ومذكر للعباد بنعم الله عليهم والتي قال عنها سبحانه﴿ وَمَا بِكُم مِّن نِّعْمَةٍ فَمِنَ اللَّهِ ثُمَّ إِذَا مَسَّكُمُ الضُّرُّ فَإِلَيْهِ تَجْأَرُونَ ﴾، وقال في حقها سبحانه ﴿ وَآتَاكُم مِّن كُلِّ مَا سَأَلْتُمُوهُ وَإِن تَعُدُّوا نِعْمَتَ اللَّهِ لَا تُحْصُوهَا إِنَّ الْإِنسَانَ لَظَلُومٌ كَفَّارٌ  ﴾، وكم قص علينا القرآن من قصص الأمم السابقة التي أمدها الله تعالى بألوان من النعم الظاهرة والباطنة على سبيل الابتلاء فكفرت بأنعم الله ولم تقابل ذلك بالشكر، بل تمادت في الغي والضلال والطغيان والفجور والعصيان، فعاقبها رب العزة بالخسف أو الغرق أو إرسال جنود من السماء أو الحرمان من النعمة….يقول الله سبحانه ﴿ وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا قَرْيَةً كانَتْ آمِنَةً مُطْمَئِنَّةً يَأْتِيها رِزْقُها رَغَداً مِنْ كُلِّ مَكانٍ فَكَفَرَتْ بِأَنْعُمِ اللَّهِ فَأَذاقَهَا اللَّهُ لِباسَ الْجُوعِ وَالْخَوْفِ بِما كانُوا يَصْنَعُونَ﴾.

إن هذا الوباء الذي أصابنا جعلنا نستشعر نعمة الأمن والأمان والاطمئنان، ونعمة السفر والترحال والتجوال، ونعمة لقاء الأقارب والأحبة والأصحاب، ونعمة طلب العلم وتدريسه، ونعمة الصلاة بالمسجد وشهود الجمع والجماعات، ونعمة الإسهام في أعمال الخير والدعوة والنصيحة والإصلاح … وفي مقابل ذلك بصرنا هذا الوباء بنعم -من بلادة الحس- كنا لا نقدرها ولا نعير لها بالا ولا اهتماما، ومنها نعمة البيت والسكن وما يفيض به على أهل الإيمان من السكينة والطمأنينة وراحة البال ، ونعمة الجلوس إلى الأهل والأبناء، ونعمة تحويل البيت إلى قبلة للصلاة والذكر وتلاوة القرآن، ونعمة الالتفات إلى الذات بالمحاسبة والمطالعة واللهو المباح …، كما أن هذا البلاء أراح البلاد والعباد من أنواع شتى من الظلم والفسوق والفجور والفواحش، وقتل الأوقات في العبث والتفاهة والمحرمات … وغير ذلك مما يواجه به العباد نعم رب العباد. 

إقرأ ايضا: فيروس كورونا …والأساس العقدي (1)

ما المطلوب عند الابتلاء ؟

إن عقيدة المؤمن تشعره أن ما يصيبه من البلاء والمصائب هو اختبار من الله سبحانه، وفي كتاب ربنا  يجد كيف يتعامل ويتصرف ويتخلق عند نزول البلاء، ونشير هنا إلى طرف من المبادئ والقيم والتوجيهات التي بها يحقق النجاح في الاختبار:

1 – الرضا بالقضاء والقدر والتسليم التام لله عز وجل :

لا بد أن  يعلم المؤمن أن الذي ابتلاه هو أحكم الحاكمين، وأرحم الراحمين، وأنه سبحانه لم يرسل إليه البلاء ليهلكه به، ولا ليعذبه به، وإنما افتقده به ليمتحن صبره ورضاه عنه وإيمانه وليسمع تضرعه وابتهاله، وليراه طريحا ببابه، لائذاً بجنابه، مكسور القلب بين يديه، رافعا الشكوى إليه والناس حين نزول البلاء ثلاثة أقسام:

الأول: محروم من الخير يقابل البلاء بالتسخط وسوء الظن بالله واتهام القدر، والثاني : موفق يقابل البلاء بالصبر وحسن الظن بالله، والثالث: راض يقابل البلاء بالرضا والشكر وهو أمر زائد على الصبر، وفي عقيدتنا أننا نؤمن بالقدر خيره وشره، حلوه ومره، وأن ما أصابنا لم يكن ليخطئنا، وفي كتاب الله نقرأ قوله سبحانه ﴿ قُل لَّن يُصِيبَنَا إِلَّا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَنَا هُوَ مَوْلَانَا وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ﴾، وقوله سبحانه ﴿مَا أَصَابَ مِنْ مُصِيبَةٍ فِي الأَرْضِ وَلا فِي أَنْفُسِكُمْ إِلا فِي كِتَابٍ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَبْرَأَهَا إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ﴾، فالمؤمن يقابل البلاء بالرضى وعدم التسخط عملا بقول النبي صلى الله عليه وسلم [ إنَّ عِظم الجزاء مع عظم البلاء، وإنَّ الله عز وجل إذا أحب قوماً ابتلاهم ، فمن رضي فله الرضا، ومن سخط فله السخط ]، ويعرف  المؤمن أن من صفته تعالى أنه يُقَّدر ويلطف، ويبتلي ويخفف، ومن ظن انفصال لطف الله عن قدره فذلك لقصور نظر، فربنا يقول على لسان يوسف عليه السلام ﴿ إِنَّ رَبِّي لَطِيفٌ لِّمَا يَشَاءُ إِنَّهُ هُوَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ ﴾.

وإن العبد المؤمن ليبصر الرحمة من خلال البلاء، قال الفضل بن سهل : [ إن في العلل لنعَماً لا ينبغي للعاقل أن يجهلها، فهي تمحيص للذنوب، وتعرّض لثواب الصبر، وإيقاظ من الغفلة، وتذكير بالنعمة في حال الصحة، واستدعاء للتوبة، وحضّ على الصدقة]، والمؤمن يبحث في البلاء عن الأجر، ولا سبيل إليه إلاَّ بالصبر، قال الله تعالى ﴿وَبَشِّرْ الصَّابِرِينَ الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ أُوْلَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُوْلَئِكَ هُمْ الْمُهْتَدُونَ ﴾، وليعلم  العبد أن الذي يجزع لا يرد المصيبة، وإنما يغضب ربه، ويسر شيطانه، ويحبط أجره، ويضعف نفسه، قال بعض السلف ( لولا مصائب الدنيا لوردنا القيامة مفاليس)  .

2 – اللجوء إلى التوبة النصوح :

الأصل في الابتلاء أن يتَّهم المسلم فيه نفسه، ويفتِّش في خبايا أمره، ويتذكَّر ذنوبه وخطاياه حتى يرجع ويتوب، والابتلاء فرصة للتوبة قبل أن يحل العذاب الأكبر يوم القيامة يقول تعالى﴿ وَلَنُذِيقَنهُم منَ العَذَابِ الأدنَى دُونَ العَذَابِ الأكبَرِ لَعَلهُم يَرجِعُونَ ﴾، والعذاب الأدنى هو نكد الدنيا ونغصها وما يصيب الإنسان من سوء وشر وبلاء، يقول عز وجل﴿ وَمَا أَصَابَكُم مِّن مُّصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَن كَثِيرٍ ﴾، فمن رحمته سبحانه أن يبتلي الإنسان حتى يعود إليه، فالكيس من دان نفسه وآب إلى ربه مقرا بذنبه والمفلس من أتبع نفسه هواها ولم يتعظ ولم يتب إلى بارئه وصدق الحق سبحانه القائل﴿ أَوَلَا يَرَوْنَ أَنَّهُمْ يُفْتَنُونَ فِي كُلِّ عَامٍ مَرَّةً أَوْ مَرَّتَيْنِ ثُمَّ لَا يَتُوبُونَ وَلَا هُمْ يَذَّكَّرُونَ ﴾ .

3 – اللجوء إلى الصلاة :

وذلك عملا بقوله سبحانه ﴿ يَاأَيٌّهَا الَّذِينَ آمَنُوا استَعِينُوا بِالصَّبرِ وَالصَّلاةِ إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ﴾، وقد كان  صلى الله عليه وسلم  إذا حزبه أمر صلى، ومعنى حزبه: أي نزل به أمرٌ مهم أو أصابه غم.

4 – بذل الأسباب الشرعية والمادية:

المؤمن مطلوب منه استجماع الأسباب كاملة لدفع البلاء وليس ذلك معارضا للإيمان بالقضاء والقدر بل هو عين التصديق بما قضاه الله وقدره، ومن فقه الفاروق عمر رضي الله عنه أنه قال : نفر من قدر إلى قدر، وفي التنزيل أرشدنا ربنا سبحانه أنه لابد من فعل السبب، ومبالغة في الأخذ به قال لمريم ﴿ وَهُزِّي إِلَيْكِ بِجِذْعِ النَّخْلَةِ تُسَاقِطْ عَلَيْكِ رُطَبًا جَنِيًّا ﴾، وقال لموسى ﴿اضْرِب بِّعَصَاكَ الْبَحْرَ فَانفَلَقَ فَكَانَ كُلُّ فِرْقٍ كَالطَّوْدِ الْعَظِيمِ ﴾، وقد روى الإمام أحمد عن عبد الله بن مسعود قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما أنزل الله عز وجل داء، إلا أنزل له دواء، علمه من علمه، وجهله من جهله.

واليوم والبشرية تمر بوباء فيروس كورونا فإن أقصى ما وصل إليه العلماء وأرشد إليه الأطباء عبر العالم و بإجماع،  لمحاصرة هذا الوباء والنجاة منه، هو التزام الحجر الطبي أو العزل الصحي والتزام التدابير الصحية ومنها التزام والمواظبة على النظافة، وصلى الله على نبي الرحمة الذي ينطق عن الهوى، الذي أرشد أمته بما يحقق صحتهم وعافيتهم وشرع لهم ما يكون به أحيانا علاجهم ، ففي الحديث  عن أسامة بن زيد رضي الله عنهما قل عليه الصلاة والسلام [ إذا سمعتم الطاعونَ بأرض فلا تدخلوها وإذا وقع بأرض وأنتم فيها فلا تخرجوا منها]، وعَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا أَنَّهَا سَأَلَتْ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنِ الطَّاعُونِ، فَأَخْبَرَهَا أَنَّهُ كَانَ عَذَابًا يَبْعَثُهُ اللهُ تَعَالَى عَلَى مَنْ يشَاءُ، فَجَعَلَهُ اللهُ تَعَالَى رَحْمَةً لِلْمُؤْمِنينَ، فَلَيْسَ مِنْ عَبْدٍ يَقَعُ فِي الطَّاعُونِ، فَيَمْكُثُ فِي بَلَدِهِ صَابرًا مُحْتَسِبًا يَعْلَمُ أَنَّهُ لَا يُصِيبُهُ إِلَّا مَا كَتَبَ اللهُ لَهُ إِلَّا كَانَ لَهُ مِثْلُ أَجْرِ الشَّهِيدِ]، وفي حديث آخر عن عائشة أم المؤمنين أيضا  قالت: [ سألتُ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ عن الطاعونِ، فأخبَرَني رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: “أنَّه كان عَذابًا يَبعَثُه اللهُ على مَن يَشاءُ، فجعَلَه رَحمةً للمُؤمِنينَ، فليس مِن رَجُلٍ يَقَعَ الطاعونُ فيَمكُثُ في بَيتِه صابِرًا مُحتَسِبًا يَعلَمُ أنَّه لا يُصيبُه إلَّا ما كَتَبَ اللهُ له إلَّا كان له مِثلُ أجْرِ الشَّهيدِ] .

5 – اللجوء إلى عبادة  الدعاء :

نعم إنها عبادة الدعاء وأعظم بها من عبادة ، فقد روى الإمام أحمد عن النُّعمان بن بَشِير رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: [إن الدعاء هو العبادة]، ثم قرأ: ﴿ وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ ﴾غافر/60].

فحينما يبتلي عباده فإنه يريد منهم اللجوء إلى بابه والتضرع إليه وإظهار فقرهم وحاجتهم إليه، فهو خالقهم ومدبر أمرهم،  والذي يسمع أنينهم وشكواهم،  والذي بيده تفريج الكروب وإزالة المحن وإنهاء الشدائد، وتأمل قوله تعالى﴿ فَلَوْلا إِذْ جَاءَهُمْ بَأْسُنَا تَضَرَّعُوا وَلَكِنْ قَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ﴾، قال شيخ الإسلام ابن تيمية (الدعاء سبب يدفع البلاء، فإذا كان أقوى منه دفعه، وإذا كان سبب البلاء أقوى لم يدفعه، لكن يخففه ويضعفه ).

فما أحوجنا في هذه الأيام ونحن نعيش بأس هذا الوباء والبلاء أن تلهج ألسنتنا بالدعاء لعل ربنا يستجيب لنا فيعجل برفعه عنا كما رفعه عن أنبيائه وأصفيائه ومنهم أيوب عليه السلام ،قال تعالى﴿ وَأَيُّوبَ إِذْ نَادَىٰ رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِيَ الضُّرُّ وَأَنتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ، فَاسْتَجَبْنَا لَهُ فَكَشَفْنَا مَا بِهِ مِن ضُرٍّ وَآتَيْنَاهُ أَهْلَهُ وَمِثْلَهُم مَّعَهُمْ رَحْمَةً مِّنْ عِندِنَا وَذِكْرَىٰ لِلْعَابِدِينَ ﴾، وفي قصة النفر الثلاثة الذين آووا إلى الغار فأطبقت عيهم الصخرة ، ما ينبغي أن نستحضره من إخلاص الدعاء لله والتوسل إليه سبحانه بصالح الأعمال، عسى أن يرفع عنا هذا الوباء ويفرج عنا ما نحن فيه، كما فرج على أصحاب الغار .كما ينبغي أن نتحرى أوقات الإجابة، ونقدم المأثور من الأدعية النبوية الكاشفة للضر والمحققة للصحة والعافية، واقتداء بالنبي صلى الله عليه وسلم الذي كان يقنت في النوازل، يندب إحياء سنة القنوت الذي هو عبارة عن أدعية مأثورة أو عامة تقال بعد الرفع من التكبيرة الأخيرة من الصلوات المكتوبة .

خاتمة 

إن الابتلاء سنة الله في خلقه جارية وحكمه فيهم بادية، فالمأمول أن نستشعر ما أشرنا إليه في هذا الدرس من اللطائف الإلهية، والإشارات التربوية، والحكم الربانية، والعطايا الإلهية، فالابتلاء مهما طال فلا بد من الفرج، والعبد الموفق من ثبت وصبر واحتسب، ولمختلف الدروس استوعب واتعظ، وله في سير الأنبياء والمرسلين خير معتبر، فبعد المحن والشدة تأتي العطايا والمنح، ولن يغلب عسر يسرين، لأن الله تعالى وعد وأكد ذلك فقال جل وعلا  ﴿إن مع العسر يسرا، إن مع العسر يسرا﴾.

اللهم عجل لنا بالفرج وارفع عنا الوباء والبلاء

واشملنا بعفوك ولا تؤاخذنا بما فعلنا ولا بما فعله السفهاء منا يا رحيم ويا رحمان 

 وصلى الله وسلم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين

 وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العامين

ذ. أحمد عبد الحميد رفاس

أخبار / مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى