الإدريسي: مشروع “الأسرة: مودة ورحمة رسالة ومسؤولية” جاء للارتقاء بجهود الحركة في مجال الأسرة

عقد المكتب التنفيذي لحركة التوحيد والإصلاح يوم السبت 29 فبراير 2020، بالمقر المركزي بالرباط، لقاء مع التخصصات للمصادقة على الصيغة النهائية لمشروع “الأسرة : مودة ورحمة رسالة ومسؤولية”.

وفي هدا الصدد أكدت الدكتورة حنان الإدريسي، المشرفة على المشروع ونائب رئيس الحركة، في تصريح لموقع “الإصلاح” على أهمية هذا المشروع انطلاقا من أن الأسرة آية من آيات الله تعالى مصداقا لقوله تعالى :” ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجا لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة إن في ذك لآيات لقوم يتفكرون”، (الروم، 21)، باعتبارها صانعة الإنسان الأولى بامتياز، ولها دور محوري في إنشاءه وتربيته وتكوينه وبناء شخصيته وقيمه قبل تدخل المؤسسات الأخرى.

وعن مركزية الأسرة عند الحركة، أوضحت الدكتورة أن الحركة في رسالتها تعتمد أساسا على إعداد الإنسان لتأهيله ليكون صالحا مصلحا في محيطه وبيئته، وبالتالي فالحركة ترى أن المدخل الأساسي هو إيلاء أهمية قصوى لدور الأسرة في تربية الإنسان وتبقى الفضاءات الأخرى داعمة لمؤسسة الأسرة وليست بديلة عنها، مشيرة إلى أن ميثاق الحركة يؤكد هذا، ويجعل من مقاصد الحركة الأساس والمحورية : الحفاظ على الأسرة ورسالتها، والعمل على تحسين وتفعيل وظائفها الاجتماعية والتربوية والدعوية، كما أن الأسرة كانت دائمة الحضور في البرامج الدعوية والتربوية للحركة، حيث أسهمت هذه الأخيرة، في إحداث هيئات متخصصة وأنسجة جمعوية تهتم بقضايا المرأة والأسرة والطفل.

وعن سياق وأهداف مشروع الأسرة، أوضحت الإدريسي، أنه نظرا لما تعرفه الأسرة من تحولات متسارعة ديمغرافية بنيوية، وقيمية أخلاقية، وقانونية حقوقية أصبح يشهدها المغرب على غرار دول العالم، والتي تبعث على القلق لأنها تمس استقرار الأسرة وتهدد كيانها وتعطل أدوارها ووظائفها، ونذكر هنا على سبيل المثال مؤشر الطلاق في المغرب، فوفقا لإحصائيات رسمية تم الإعلان عن 100 ألف حالة طلاق سنة 2017 مقابل 300 ألف حالة زواج خلال نفس السنة، مما يعني 270 حالة طلاق يوميا، وبتحليل إحصائي فواحدة من كل ثلاث زيجات تنتهي بالطلاق وهذا مهدد لاستقرار المجتمع المغربي، ومن هنا جاء مشروع “الأسرة: مودة ورحمة رسالة ومسؤولية”، للارتقاء بالجهود المبذولة وتعزيزها والرفع من فعاليتها في مجال الأسرة، لتتحقق مركزية الأسرة في مخططات الحركة وبرامجها ومناشطها على مستوى الوظائف الأساسية ومجالات العمل وأيضا في مركز اهتمام المشروع الإصلاحي المجتمعي بمختلف مداخله ومكوناته.

وعن مضمون ومخرجات المشروع، أشارت الإدريسي إلى أن المشروع أخذ وقته بالمدارسة والمشاورة في المكتب التنفيذي للحركة وأصبح جاهزا ولله الحمد، وجاء لقاء السبت ليجتمع المكتب التنفيذي الوطني بوظائفه الأساسية والمجالات مع باقي التخصصات حيث تم عرض المشروع بشقيه التصوري وأهدافه والأسس المنهجية ومختلف المداخل مع مقترح الخطة وبرنامج العمل على اعتبار أن هذا المشروع شمولي مندمج يهم كل الوظائف والمجالات والتخصصات، وهو ما يقتضي مقاربته بمنهج تشاوري تشاركي مع احترام التنوع والتخصص في التناول والتنزيل، وتم الاتفاق على لقاء آخر يجمع الأطراف المعنية لمتابعة تنزيل هذا المشروع على أمل أن يتقوى حضور قضية الأسرة في عمل الحركة لما تحظى به هذه المؤسسة من ثقة في المجتمع المغربي كما جاء ذلك في آخر تقرير سنوي صادر عن المعهد المغربي لتحليل السياسات حول “مؤشر الثقة وجودة المؤسسات”، والذي أبرز أن الأسرة النووية أو الصغيرة لا تزال هي المؤسسة الاجتماعية التي تحظى بأعلى نسبة ثقة لدى المغاربة بحوالي 95.2 في المائة بشكل كبير أو متوسط.

يذكر أن المكتب التنفيذي للحركة عرض نهاية الأسبوع الماضي في لقاءه مع التخصصات، مشروع “الأسرة: مودة ورحمة رسالة ومسؤولية” في صيغته النهائية، والذي عرف سنة من النقاش وخضع لمراجعات وتعديلات، سطر لها ثلاث أهداف كبرى: إعادة الاعتبار لمكانة الأسرة، الإسهام في تحصين الأسرة وتقوية مناعتها، وتفعيل الأدوار الأساسية للأسرة. 

الإصلاح

 

أخبار / مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى