الأخوة في الإسلام وآدابها

الأخوة رابطةٌ متينة موثقة، تجمع بين طرفين أو أكثر، تتصف بالدوام والملازمة، وتنشأ بسبب النسب أو الرضاع، أو الدين، أو الاشتراك في القبيلة أو الوطن، أو المقاصد والأعمال، ونحو ذلك من الأسباب، وهي رابطة شرعية ربانية، وثيقة دائمة، تجمع بين كل مسلم وجميع المسلمين في كل ناحية وجزء من العالم.

إنها رباط متين منعقد لا ينحل، وعروة وثقى لا تنفصم، وصلة أبدية لازمة مستمرة لا تنقطع، مبنية على المشاركة في الدين، تؤلف بين كافة المسلمين وتنتظمهم حيثما وجدوا.

فأساس الأخوة الإسلامية هو الإسلام، وجوهرها هو الإيمان، وحقيقتها الارتباط بهذا الجوهر وذلك الأساس. وآفاقها رحبة؛ تمتد مع أحقاب الزمان فتشمل جميع المسلمين عبر العصور، وتمتد مع آفاق المكان وتتخطى جميع الحدود، فتنتظم كافة المسلمين على وجه البسيطة.

ففي التنزيل العزيز قال الله تعالى: ﴿ وَالَّذِينَ جَاءُوا مِنْ بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلًّا لِلَّذِينَ آَمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ ﴾ [سورة الحشر: 10].

وقال تعالى: ﴿ وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا ﴾ [آل عمران: 103].

وقال تعالى: ﴿ إِخْوَانًا عَلَى سُرُرٍ مُتَقَابِلِينَ ﴾ [الحجر: 47].

وعن أبي هريرة أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال – مخاطباً أصحابه رضي الله عنهم -: “وددت أنا قد رأينا إخواننا”، قالوا: أولسنا إخوانك يا رسول الله؟ قال: “أنتم أصحابي، وإخواننا الذين لم يأتوا بعد…” الحديث[3].

إن الأخوة الإسلامية ليست حلفا بشريا ولا تجمعا عرقيا، ولا تكتلا أنشئ في زمان مضى بفعل ظروف عارضة، ثم صار تقليدا أو عادة موروثة… كلا، بل هي تشريع رباني، ومبدأ إسلامي، ورابطة أنشأها الله عز وجل وشرعها، وصلةٌ أمر الله تعالى أن توصل، وعقد شرعي لا يسع مسلماً أن يتحلل منه أو يتخلف عن المشاركة فيه، والقيام بحقوقه وواجباته ورعايتها على النحو الذي شرعه الله تعالى في كتابه وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم.

فالله تعالى هو الذي صيَّر المسلمين بالإسلام إخوانا، بعد أن كانوا قبله طرائق قددا، كما جعل سبحانه الكفار الذين أسلموا وصاروا مؤمنين إخوانا للمسلمين، تظللهم راية الأخوة الإسلامية، فقال جل شأنه: ﴿ فَإِنْ تَابُوا وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآَتَوُا الزَّكَاةَ فَإِخْوَانُكُمْ فِي الدِّينِ وَنُفَصِّلُ الْآَيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ ﴾ [سورة التوبة: 11].

ومن آداب الأخوة في الإسلام:

1 – حسن الخلق

2 – ستر عيوب الإخوة

3 – اختيار الأصدقاء الصالحين

4 – الابتعاد عن مصاحبة الأشرار

5 – ملازمة الحياء في التعامل معهم

6 – بشاشة الوجه

7 – عدم إخلاف الوعد

8 – قبول العذر

9 – قضاء حوائج الإخوان والأصحاب

10 – خدمتهم إذا احتاجوا إليك

11 – زيارتهم والسؤال عن أحوالهم

12 – الدفاع والذب عنهم

13 – ستر عيوب الصديق وإظهار الجميل

14 – احتمال الأذى وقلة الغضب

15 – الدعاء لهم بظهر الغيب

16 – التواضع لهم وترك التكبر عليهم

17 – حفظ أسرارهم

18 – النصح لهم

19 – ألا يهجر أخاه

20 – ألا يقبَل على إخوانه مقالةَ واشٍ ولا نَمَّام

الإصلاح

أخبار / مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى