أوس: لم يكن ممكنا للمغاربة أن يتخلوا ويخذلوا إخوانهم الصحراويين

في 6 نوفمبر 1975 تجمع حوالي 350 ألف من المغاربة من بينهم 35000 امرأة في مدينة طرفاية، وانطلقوا نحو صحرائهم ليس معهم من سلاح إلا القران وملوحين بالأعلام الوطنية وبصور عاهلهم ولا أحد يضمن العودة إلى أهله.

في يوم 14 نونبر 1975 استعاد المغرب أقاليمه الجنوبية رسميا بموجب اتفاقية مع اسبانيا وموريتانيا أقرتها الجمعية العامة للأمم المتحدة وصادقت عليها الهيئة الصحراوية الوحيدة ذات الطابع التمثيلي الحقيقي لقابل الصحراء، والتي يجمعها ولاء دائم  بالسلاطين المغاربة على مدى عدة قرون حتى من قبل الاحتلال الإسباني، كما تشهد ذلك العديد من المعاهدات التي أبرمها المغرب مع كل من اسبانيا عام 1832 والولايات المتحدة الأمريكية عامي 1786 و 1836 وبريطانيا عام 1856 بشأن الصحراء.

فبأي يحق يتخلى المغاربة عن إخوانهم في جنوب بلدهم؟ والله تعالى يقول :”وما لكم لا تقاتلون  في سبيل الله والمستضعفين من الرجال والنساء والولدان الذين يقولون ربنا أخرجنا من هذه القرية الظالم أهلها واجعل لنا من لدنك وليا واجعل لنا من لدنك نصيرا”، ولمن يتركونهم؟ انظروا لحال الصحراويين الذين غرر بهم واستدرجوا إلى مخيمات العار والذل في تندوف، 44 سنة من حياة القهر والاستضعاف في المخيمات، والمرتزقة يستجلبون بهم الأموال والإعانات العينية التي يعاد بيعها في الأسواق السوداء عبر العالم.

فلم يكن ممكنا للمغاربة أن يخذلوا إخوانهم الصحراويين ولا أن يسلموهم ورسوله صلى الله عليه وسلم يقول : (المسلم أخو المسلم، لا يظلمه، ولا يسلمه، ومن كان في حاجة أخيه كان الله في حاجته”.

في زمن التكتلات والتحالفات والاتحادات التي تتقوى وتحصن بها الدول سيكون من العبث اليوم ومن الغباوة السكوت والتفرج على قيام دولية مصطنعة وسط بلدان الاتحاد المغاربي الكبير لتزرع بينه الفرقة والنزاع والشقاق والفتن.

وانظروا إلى ما فعلته الدولة الصهيونية المزعومة بعدما احتلت أرض فلسطين في قلب المشرق، وهو نفسه ما يراد لدول المغرب الكبير.

الإصلاح

أخبار / مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى