باحثون يقاربون البعد التاريخي في كتاب “المغرب في مواجهة الاستعمار” للدكتور أحمد العماري

ناقش باحثون مساء أمس الأربعاء 12 أبريل 2023 في ندوة علمية كتاب “المغرب في مواجهة الإستعمار، دراسات في مسألة الحدود والإصلاح” لمؤلفه الدكتور أحمد العماري، نظمها قسم العمل العلمي والفكري لحركة التوحيد والإصلاح في سياق ندواته الرمضانية.

حميتي: العماري ساهم في كتابة منج جديد للفكر التاريخي

أبرز الدكتور عبد العالي حميتي أستاذ التاريخ  في مداخلة بعنوان نظرات في كتاب “المغرب في مواجهة العماري، دراسات في مسألة الحدود والإصلاح” أن الدكتور العماري ساهم بشكل كبير في ترسيخ مفاهيم في الحقل التاريخي وكتابة منهج جديد للفكر التاريخي، مشيرا إلى أنه لا يكتب التاريخ لتدوين الأحداث أو ترميز بعض الشخصيات فقط مثل بضع المؤرخين بل من أجل كتابة رسالة حضارية.

وأفاد الباحث في التاريخ ومفتش مادة التاريخ والجغرافيا بمديرية مكناسإ لى أن كتاب “المغرب في مواجهة الاستعمار” هو بحث وظيفي قابل للتنفيذ كغيره من إصدار الدكتور أحمد العماري ويعالج قضايا واقعية معاصرة وليس تأليف من أجل الترف المعرفي، خصوصا وأن الكتاب هو جزء من نظرية فكرية للكاتب وهي نظرية المواجهة والمراجعة.

وأشار حميتي إلى أن الكاتب من خلال مؤلفه ذهب بعيدا في أعماق التاريخ لتحديد عدد من المفاهيم كما أن المقاربة هي متنوعة وممتدة عبر التاريخ الإسلامي. وحول إشكالية المواجهة والمراجعة، دعا المتدخل إلى استخدام مصطلح التداول الحضاري بدل الصراع الحضاري لأنه هو الذي يحرك عجلة التاريخ وهو مفهوم يعطينا حافز من أجل استرجاع قوة الأمة ووجود أمل لتكون الحضارة الإسلامية هي القائدة والرائدة.

الطاهري: الكتاب ركز على سيادة المغرب في حدوده ببعد وحدوي 

في مداخلة بعنوان التأريخ للأفكار من خلال كتاب “المغرب في مواجهة الاستعمار دراسات في مسألة الحدود والإصلاح” استعرض الباحث في التاريخ الدكتور عبد الحق الطاهري ثلاث محاور أساسية وهي أهمية الكتاب ومنهجه والتأريخ للأفكار من خلال الكتاب.

واستحضر الطاهري أن الكتاب يتميز بتركيز المسألة الحدودية المغربية في مواجهة التهديدات الأجنبية على سيادة المغرب ليس بنظرة شوفينية ضيقة لكن ببعد وحدوي يقيم اعتبارا لمرتكز وحدة الأمة لأن الوحدة أساس من أساسات البناء الحضاري والمخطط الأوربي والغربي عموما قائم على تفتيت العالم الإسلامي وتطويق المغرب وعزله عن امتدادته الإسلامية الشرقية والجنوبية.

وفيما يخص منهج الكتاب، نوه المتدخل إلى أن الدكتور العماري لم يكن مؤرخا عاديا يتتبع الوقائع الأحداث ويعرفها ويقف عند أسبابها ومسبباتها ودوافعها ونتائجها ويبحث عن الروابط بينها ويركبها في نسق معين بحسب إشكالية بحثه فقط بل سلك في هذه الدراسات كما غالبية دراساته مسلك مؤرخ الفكر باحثا عن الخلفيات الفكرية للأحداث ومتخذا من الأحداث دليلا على الأفكار والمفاهيم للوقوف على آليات اشتغال العقل  ومنتجه في مواجهة الظروف المحيطة به داخليا وخارجيا دارسا لمشاريع النهوض أو التحديث والمراجعة بمفهومه. وواضعا إياها في سياقها ومنتقدا لها إذا اقتضى الأمر ذلك.

وأضاف “كما أنه سلك مسلك فيلسوف التاريخ الباحث عن القواعد المطردة في تفسير حركة التاريخ وهو ما بسطه فيه القول في كتاب “المواجهة والمراجعة” في سياق قانون الحركة التاريخية ونظرية الاستعداد في المواجهة الحضارية. معتبرا أن المواجهة أساس المراجعة والمراجعة مفهوم شامل لمقومات الوجود والبقاء، وأن المواجهة والمراجعة متلازمتان تلازم العلة والمعلول لأنه كل منهما يكون بالنسبة للآخر نتيجة وسببا. فالتحديث أو المراجعة شرط للمواجهة والمواجهة سبب في التحديث”.

وتابع الطاهري “بهذا حاول العماري بناء نموذج تفسيري أو بارديغم للحركة التاريخية للجامعتين الإسلامية واللاتينية مع ما يقتضيه النموذج التفسيري من مفهمة وعدم الاكتفاء باستعارة مفاهيم خاصة إذا كانت لها حمولة إديولوجية وآلفة لدلالتها في المجال التداولي العربي الإسلامي لأن بناء النموذج ينطلق من بناء مفاهيمه ومصطلحاته ثم بعد ذلك منهجه  وهذا ما قام به في مفاهيم المواجهة والمراجعة والاستعداد والتحديث والإصلاح والمركب الحضاري والجامعة الإسلامية والجامعة اللاتينية وغيرها من المصطلحات”.

الشنوفي: الكتاب ينطلق من إشكالات راهنية تبحث جذورها التاريخية 

تناول الباحث في التاريخ الدكتور إدريس الشنوفي في مداخلته قضايا مختارة من كتاب “المغرب في مواجهة الاستعمار”، وأشار إلى أن أهمية الكتاب تبين أنه لمواجهة التحديات يجب التسلح بوعي في الزمان سواء كان بوعي باللحظة واتجاهات المستقبل أو الزمان التاريخي لأن مجموعة من الإشكالات التي نعيشها مرتبطة في جزء منها بإشكالات تاريخية عميقة.

واعتبر في هذا الإطار أن شمولية المواجهة تقتضي بناء تصور ورؤية ومنها فهم الجذور التاريخية للواقع الراهن. واستحضر الشنوفي مركزية العلماء في كل تغيير من خلال الكتاب لـتأسيس منهج يؤمن بالإصلاح واعتماد الدكتور العماري على المنهج الوصفي التحليلي التي تمثل فترة حرجة في تراجع العثمانيين والأطماع الاستعمارية حيث استطاعت الضغوط الساتعمارية أن توقف عجلة الإصلاح.

يذكر أن الندوة العلمية التي نظمها قسم العمل العلمي والفكري لحركة التوحيد والإصلاح بعنوان”المغرب في مواجهة الاستعمار، دراسة في مسألة الحدود والإصلاح التي نظمة مساء أمس الأربعاء أشرف على تسييرها مسؤول قسم العمل العلمي والفكري وعضو المكتب التنفيذي للحركة الدكتور عبد العزيز الإدريسي، فيما غاب صاحب الكتاب الدكتور أحمد العماري بسبب ظروف صحية.

موقع الإصلاح

أخبار / مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى