هل أصبح الشرق الأوسط على شفا حرب شاملة؟
دخلت منطقة الشرق الأوسط مرحلة حبس الأنفاس في انتظار رد ايران على اغتيال إسماعيل هنية رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية في طهران، ورد حزب الله في لبنان على اغتيال الرجل الثاني في حزب الله فؤاد شكر في الضاحية الجنوبية في العاصمة بيروت.
خامنئي يأمر بضربة مباشرة لـ”إسرائيل”
ففي إيران توالت الدعوات برد عسكري قوي على “إسرائيل” من القيادات العليا في النظام الايراني. وتشير تقارير صحفية إلى أن المرشد الأعلى للثورة آية الله علي خامنئي، أمر بشن هجوم مباشر على إسرائيل وإعداد خطط هجومية ودفاعية حال توسع الحرب مع “إسرائيل”. وقال خامنئي إن “الثأر لدماء الشهيد هنية من واجب إيران لأنه استشهد على أرضها”.
من جهته توعد رئيس هيئة الأركان الإيراني اللواء محمد باقري بحتمية الرد على “إسرائيل” وقال: “إن الكيان الصهيوني سيندم”. وطبقا لتقارير في الإعلام الأمريكي فإن ايران تبحث شن هجوم منسق بصواريخ ومسيرات على حيفا وتل أبيب، بالتنسيق مع فصائل بسوريا واليمن والعراق.
نصر الله: “ردنا آت.. وبيننا الأيام”
وفي بيروت توعد الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله بالثأر من “إسرائيل” لاغتيال القائد العسكري في الحزب فؤاد شكر. وقال إن المواجهة مع إسرائيل دخلت مرحلة معركة كبرى وأضاف أن “الرد على إسرائيل آت لا محالة، وسيكون جديا وحقيقيا ومدروسا”.
وأكد نصر الله في كلمة له خلال تشييع فؤاد شكر أن “على العدو ومن خلفه انتظار ردنا الآتي حتما ولا نقاش ولا جدل وبيننا الأيام والليالي والميدان…نبحث عن رد حقيقي وليس شكليا … المنطقة أمام معركة كبرى تجاوزت الأمور فيها مسألة الإسناد ، تكون لها تداعيات لا يدركها البعض على مستقبل العدو… إن استسلام حماس أو لبنان غير وارد”. وخاطب نصر الله “الإسرائيليين” متوعدا “اضحكوا قليلا لأنكم ستبكون كثيرا وأنتم لا تعرفون أي مرحلة دخلتم..”
وفي صنعاء توعد عبد الملك الحوثي زعيم جماعة “أنصار الله” في اليمن بالرد على اغتيال أسماعيل هنية وقال: ” لا بد من الرد عسكريا على الجرائم الخطيرة والتصعيد الإسرائيلي”.
وفي “إسرائيل” قالت هيئة البث الاسرائيلية إن السلطات اتخذت إجراءات أمنية استثنائية، ورفعت حالة التأهب تحسبا لرد محتمل من إيران وحركة حماس وحزب الله. وألغى الجيش إجازات الجنود بالوحدات القتالية ووضع منظومة الدفاع الجوي في حالة تأهب قصوى لاعتراض أي تهديد قادم من الشمال أو الجنوب أو الشرق أو الغرب. وقالت القناة 12 الإسرائيلية إن جهاز الأمن العام الشاباك رفع درجة الحراسة الأمنية لرئيس الوزراء ووزراء الحكومة.
وطبقا لتقارير إعلامية عبرية فإن “إسرائيل” قد تواجه حربا متعددة الجبهات من شأنها أن تدفع الشرق الأوسط إلى حرب إقليمية؛ يتعين عليها الاستعداد لمواجهة هجمات صاروخية وغارات طائرات بدون طيار تنطلق من لبنان واليمن، بل حتى من إيران التي ستحاول تعبئة جماعات مسلحة من العراق وسوريا إلى الجبهة الشمالية لإسناد حزب الله.
ورجح المحلل العسكري الإسرائيلي في صحيفة “هآرتس” آموس هرئيل أن إسرائيل تواجه حلقة جديدة من التصعيد في الحرب تنذر بنشوب صراع إقليمي أوسع. وقال “تل أبيب تأمل في إمكانية احتواء الصراع ومنع تصعيده إلى حرب شاملة على الجبهة الشمالية، لأن نتنياهو غير معني بمواجهة شاملة مع حزب الله وجبهة غزة مشتعلة”.
وخلص المحلل العسكري إلى أن الحكومة والجيش الإسرائيليين لا يتوفران على أي حلول للتهدئة والخروج من المأزق الإستراتيجي في الشمال والبلدات الحدودية، التي أخليت من سكانها منذ أكتوبر الماضي، وأن خطر التحول إلى حرب شاملة على خلفية اغتيال هنية في طهران بات حقيقيا”.
عن موقع “بي بي سي”