هدايات قرآنية (1) للأستاذ خالد التواج
1- {والله يريد أن يتوب عليكم} النساء 27.
يا له من تكريم من رب رحيم، يُدرك مَداه مَن استشعرُ حقيقةَ الألوهيَّة وحقيقةَ العبوديَّة!
إنه سبحانه يريد التوبة لهم لئلا يعذبهم؛ وليجزيهم على توبتهم أعظم الجزاء، ويرفعهم بها أعلى المنازل والدرجات.. إنه يريد أن يتوب عليهم مع أن توبتهم لا تنفعه شيئًا، وعدم توبتهم لا تضره شيئًا، بل نفع ذلك وضرره عائد عليهم ومع ذلك يريد سبحانه أن يتوب عليهم.
العباد يخطئون بالليل والنهار في السر والعلن، والرب الرحيم الحليم يمهلهم ويدعوهم للتوبة، ولا يعاجلهم بالعقوبة، بل يخفف عنهم ولا يحمل عليهم إصرا.
الله تعالى يريدها لعباده .ليغفر لهم الخطايا وإن كثرت، ثم يبدلها لهم بحسنات ويفرح بتوبتهم{لَلَّهُ أَشَدُّ فَرَحًا بِتَوْبَةِ عَبْدِهِ حِينَ يَتُوبُ إِلَيْهِ} ثم يحب من تاب منهم .{إنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ}.
فما أعظم شأن التوبة، إنها تكون في بداية الطريق، فبها نعرف الله، وتكون في وسط الطريق فبها نصحح المسير عند كل خطأ وعثرة، وتكون في نهاية الطريق، وقد أفلح من مات على توبة، فهل من تائب إلى الله من قريب ؟