هآرتس: عشرات الآلاف من الصهاينة غادرو فلسطين منذ 7 أكتوبر
كشفت صحيفة “هآرتس” العبرية الخاصة، عن تزايد ملحوظ في عدد الصهاينة الذين يغادرون الأراضي الفلسطينية المحتلة منذ اندلاع الحرب في 7 أكتوبر 2023، بحثا عن أماكن أكثر أمانا، واصفة ذلك بأنها “عودة إلى التّيه من جديد”.
وفي تقرير نشر الأربعاء الماضي، تحت عنوان “في إسرائيل وخارجها: اليهود يغادرون منازلهم بحثا عن أماكن أكثر أمانا”، عرضت الصحيفة قصصا لأشخاص تركوا الأراضي الفلسطينية المغتصبة؛ إما بسبب الحرب أو بسبب تراجع الديمقراطية.
من بين هؤلاء، إيما ماغن توكتالي، التي لم تفكر سابقا بالمغادرة. لكن في غشت الماضي، قامت هي وزوجها ببيع جميع ممتلكاتهما، واستأجرا شقة في تايلاند قبل أن ينتقلا مع طفليهما للعيش هناك. ووفقا لـ”هآرتس”، فإن الزوجين “لا يعرفان أين سيستقران في المستقبل، ولا ما إذا كانا سيعودان إلى من عدمه”.
وشهد العام الماضي، قبل اندلاع الحرب على غزة، مظاهرات حاشدة في الأراضي الفلسطينية المحتلة احتجاجا على خطة “إصلاح القضاء” التي دفعت بها حكومة بنيامين نتنياهو، والتي تهدف إلى تقليص دور السلطة القضائية لصالح السلطتين التشريعية والتنفيذية، وهو ما وصفته المعارضة بـ”الانقلاب السلطوي”.
وذكرت صحيفة هآرتس: “منذ 7 أكتوبر، غادر عشرات الآلاف من الصهاينة في إسرائيل وخارجها بحثا عن وطن جديد، على أمل أن يكون أكثر أمانا”.
وأوضحت الصحيفة أن الدوافع تتنوع بين الخوف من الحرب، انهيار الديمقراطية، معارضة الحكومة، ارتفاع تكاليف المعيشة، أو الخوف من معاداة السامية، والتضامن مع الاحتلال الإسرائيلي. وأشارت إلى أن يهود القرن الحادي والعشرين قد يعودون إلى حالة التيه مجددا.
وكشفت البيانات الأخيرة الصادرة عن دائرة الإحصاء المركزية التابعة لكيان الاحتلال،عن مغادرة عشرات الآلاف من الإسرائليين البلاد خلال السنوات الأخيرة. ووفقا للبيانات، غادر 42 ألفا و185 يهوديا بين أكتوبر 2023 ومارس 2024، ولم يعودوا حتى يوليوز، بزيادة قدرها 12بالمئة مقارنة بالفترة نفسها من العام السابق.
أما في أكتوبر 2023، مع اندلاع الحرب، فشهدت الهجرة قفزة دراماتيكية؛ حيث غادر 12 ألفا و300 يهودي ولم يعودوا بعد؛ ما يمثل زيادة بنسبة 400 بالمئة مقارنة بأكتوبر 2022. غير أن موجة الهجرة بدأت بالفعل في الصيف السابق للحرب، نتيجة رد الفعل على خطة نتنياهو لإصلاح القضاء.
ففي الفترة من يوليو إلى أكتوبر 2023، غادر 34 ألفا و500 إسرائيلي ولم يعودوا حتى نهاية ماي 2024، وهو ضعف العدد مقارنة بالفترة نفسها من عام 2022.