ندوة علمية تقارب موضوع العلماء ورسالة الإصلاح في المغرب الحديث

نظم المجلس العلمي الأعلى أمس الأحد بمقره بالرباط ندوة علمية في موضوع:” العلماء ورسالة الإصلاح في المغرب الحديث”، افتتحت بمحاضرة ألقاها وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية تحت عنوان “شرط اعتبار الأحوال في دعوة العلماء إلى الإصلاح”.

ودعا وزير الأوقاف إلى ضرورة الجمع بين التعاطف مع قضايا الأمة وبين الحكمة السياسية ومراعاة الأحوال، مشيرا إلى أن التعاطف وحده قد يؤدي إلى اتخاذ قرارات متسرعة، بينما قد يؤدي غياب التعاطف إلى تهميش قضايا الأمة. لذا، يجب أن يكون هناك توازن بين العاطفة والعقل في التعامل مع القضايا الإقليمية.

وحذر وزير الأوقاف، من المخططات التي تقوم على ضرب المسلمين بعضهم ببعض، وتعويق تقدمهم، مشيرا إلى أن دور القيادة السياسية أن تحمي بخبرتها مصالح الوطن مع التعاطف الذكي الصادق مع مصالح الأمة الكبرى، ومسجلا أن “دور العلماء أن ينصحوا الناس لإصلاح أخلاقهم التزاما بقيم الدين وهذا ما قصدناه بشرط مراعاة الأحوال”.

وفي مداخلة للأستاذ محمد الروكي عضو المجلس العلمي الأعلى، أكد أن منهج الإصلاح يدخل فيه الطرق والأساليب التي اعتمد النبي صلى الله عليه وسلم في الدعوة والتبليغ والإصلاح وتعليم الناس والتأليف بينهم، وذلك مثل: الحكمة والموعظة الحسنة والقدوة الحسنة ومخاطبة الناس على قدر عقولهم والترغيب والترهيب.

وأوضح في مداخلته تحت عنوان: “الإصلاح رسالة العلماء المستأنفة من ميراث النبوة …نظرات في المنهج والسنن والمراتب”، أن السنن الربانية المتبعة في الإصلاح: ويدخل في ذلك القوانين الكونية ذكرها الله تعالی في كتابه العزيز وبينها النبي صلى الله عليه وسلم بسنته وسيرته، كسنة التدرج والأخذ بالأيسـر قبل الأثقل ومراعاة الواقع واعتبار المآل وغير ذلك من النواميس والقوانین الربانية المطردة التي لا تتخلف (ولن تَجِدَ لسنّةِ الله تبديلا). 

وأشار الروكي إلى أن المراتب هي من مشمولات السنن العامة المبسوطة في الكون، والمقررة في الشرع كتقديم الضروريات على غيرها، والفرائض على غيرها، والعينيات قبل الكفايات… وغيرها من مقتضيات الترتيب الذي جاء به الشرع في أمور الدين والدنيا.

من جانبه، اعتبر الدكتور مصطفى بنحمزة رئيس المجلس العلمي لجهة الشرق، أن الحديث عن العالم العضوي هو مثل الحديث عن المثقف العضوي الذي عرّف بأنه المؤهَّل بما له من علم ومعرفة بأن يقدم لجماعته من الوظائف الثقافية والاجتماعية ما لا يستطيع غيره أن يقدمه، لأنه يمثل وعي جماعته وضميرها وإرادة التغيير فيها.”

وأضاف في مداخلة تحت عنوان “الإصلاح في المغرب الحديث..حضور العلماء وإسهاماتهم الوطنية.. العلماء العضويون” أن العلماء أدركوا أن من سماحة الإسلام أنه يتواصل مع اللغات فيستوعب ألفاظها بعد أن يفرغها من أي مضمون مخالف لرؤيته الوجودية والأخلاقية، ثم يضخّ فيها مفاهيم معبرة عن عقيدته ورؤيته للوجود وللإنسان.
من جهته، أكد الدكتور سعيد شبار الكاتب العام للمجلس العلمي الأعلى “أن للمؤسسة العلمية شركاء متعاونين، يخدمون نفس المقاصد والكليات الدينية التي تخدمها.
وأوضح خلال مداخلة له تحت عنوان “خطة تسديد التبليغ.. المحيط الشريك والمتعاون”، أن هذه المؤسسات الشريكة المتعاونة هي في حاجة ماسة إلى دعم وإسناد المؤسسة العلمية التي لخطابها نفاذ وتأثير في الناس، خصوصا حين تجعل التعاون معها في حفظ تلك الضروريات، تعبدا في ساحات العمل المختلفة لا يقل في أجرة وثوابه عن تعبد في المساجد”.

أخبار / مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى