نائب أردني لموقع القدس: إطلاق النار على طفلين في القدس جريمة بحق الانسانية… ونجهز مسودة مشروع لإلغاء اتفاقية وادي عربة
أكد نقيب المحامين السابق النائب الأردني صالح العرموطي أن إطلاق النار بشكل مباشر على الطفلين الفلسطينيين نسيم أبو رومي وحمودة الشيخ (يمين الصورة) ابنا الأربعة عشر ربيعاً عند باب السلسلة في القدس المحتلة يعد جريمة بحق الانسانية، وعلى منظمات حقوق الانسان التحرك بشكل فوري لمحاسبة الجنود القتلة.
واستشهد الطفل نسيم أبو رومي وأصيب حمودة الشيخ بعد محاولتهما طعن أحد جنود الاحتلال عند باب السلسلة (أحد أبواب المسجد الأقصى المبارك) في 15-8-2019.
وأوضح العرموطي في مقابلة خاصة مع موقع “مدينة القدس” أن في هذه الحالات لا بد من وجود تناسب بين الرد والهجوم، لأن الدفاع عن النفس لا يعطي الشخص رخصة مفتوحة بإيذاء الطرف الآخر، إنما يجيز له فقط استخدام القدر اللازم من القوة لرد الهجوم والسيطرة عليه، وهو ما كان ممكنًا مع الطفلين أبو رومي والشيخ، إلا أن جنود الاحتلال أطلقوا النار عليهما بهدف القتل حيث تم تفريغ نحو 3 مخازن من الرصاص بجسديهما الفتي.
واعتبر العرموطي أن ما حصل مع الطفلين يعتبر جريمة وحشية عن قصد، وهو نابع من العقلية الإسرائيلية التي تبرر قتل أي شخص فلسطيني إن كان طفلًا أو شابًا، مسلحًا أو مدنيًا، مطالبًا المنظمات الحقوقية بتبني القضية ورفعها إلى محاكم ذات اختصاص دولي لملاحقة القتلة ومعاقبتهم على هذه الجريمة البشعة التي استهدفت الطفولة.
ودعا جامعة الدول العربية والسلطة الفلسطينية إلى التحرك في هذا الإطار ورفع قضية على الجنود القتلة ومحاكمتهم، مبينًا أن هناك إمكانية لملاحقتهم من قبل بعض المحاكم الأجنبية التي تتبنى القضايا العالمية، حيث صدر أمرًا قضائياً في بريطانيا عام 2009 بإلقاء القبض على وزيرة الخارجية الإسرائيلية السابقة تسيبي ليفنى بتهمة ارتكاب جرائم حرب بوصفها من المسؤولين عن العملية العسكرية الإسرائيلية التي شنتها إسرائيل على قطاع عام 2008.
ودعا العرموطي إلى رفع القضية إلى المحاكم الدولية، لا سيما المحكمة الجنائية الدولية التي تتيح محاكمة وملاحقة الأفراد والأشخاص المتورطين في الإبادة الجماعية أو الجرائم ضد الانسانية، حيث يمكن وصف جريمة قتل الطفل نسيم أبو رومي ومحاولة قتل الطفل حمودة الشيخ بحريمة ضد الانسانية.
وتابع العرموطي حديثه، حيث أكد أن الاحتلال الإسرائيلي مستمر في انتهاك اتفاقية وادي عربة المشؤومة الموقعة بين الاحتلال والأردن، موضحًا أن عمان ملتزمة بجميع بنود الاتفاقية، لكن لا يمكن البقاء والاستمرار في اتفاقية موقعة بين طرفين ولا يلتزم أحدهما بتطبيق كامل بنودها.
وقال العرموطي:” إن الاحتلال لم يحترم اتفاق وادي عربة المشؤومة والتي يرفضها الشعب الأردني، ويواصل الاحتلال انتهاكاته في المسجد الأقصى المبارك الذي يخضع للسيادة الأردنية، ويستمر في مواجهة الأوقاف الأردنية والتضييق عليها للسيطرة على المسجد الأقصى المبارك والتحكم بشؤونه، فضلًا عن جرائمه بحق المصلين والمرابطين في الأقصى”.
وكشف العرموطي خلال المقابلة، عن مسودة مشروع سيقدمها مع عدد من النواب لإلغاء اتفاق وادي عربة، وقال لا يمكن للأردن استمرار العمل بهذه الاتفاقية بعد كل الانتهاكات التي قام بها الاحتلال الإسرائيلي بحق السيادة الأردنية والهيئات التي تتبع الأوقاف الأردنية والمملكة الهاشمية، وسنعمل على إلغاءها كما نجحنا بعدم تجديد اتفاقية تأجير أراضي الباقورة والغمر للاحتلال الإسرائيلي.
وختم العرموطي:” الأردن خسر الكثير بعد توقيع هذه الاتفاقية المشؤومة على الصعيد الاقتصادي والسياسي والاجتماعي، بسبب هذا المسار، ما أودى بالبلد إلى كوارث ومصائب كبيرة”.
يذكر أن الطفل نسيم أبو رومي استشهد وأصيب الطفل حمودة خضر الشيخ (14 عاماً) من بلدة العيزرية، بعد إطلاق جنود الاحتلال النار عليهما قرب باب السلسلة أحد بوابات المسجد الأقصى المبارك بزعم تنفيذهما عملية طعن في منتصف شهر غشت الجاري. كما أصيب اثنان آخران، أحدهما بحالة متوسطة في الفخذ، برصاص شرطة الاحتلال في القدس المحتلة. وعقب إعلان استشهاد أبو رومي، اندلعت مواجهات بين الشبان وقوات الاحتلال في العيزرية شرق القدس المحتلة.
الإصلاح/موقع القدس www.alquds-online.org