منقذ البشرية، أعظم رجل في التاريخ – سحر الخطيب
هل تدرون لمن تدينون بالحرية، والكرامة، وطريقة العيش الصحية التي تنعمون بها وذلك لقرون مضت قبل صدور” إعلان الأمم المتحدة لحقوق الإنسان”، هل تدرون من ألغى الرق و الاستعباد و أشاع الكرامة و الاعتبار بين بني البشر؟
هل تعلمون، من، بأمر من مولاه، تقدس في عليائه، حرر العقول من الخرافة، ومن الاستلاب للأصنام، للآلهة المزيفة وللمعتقدات اللاعقلانية وسما بالقلوب فوق الأهواء والملذات؟ هل تعلمون من طهر الأبدان ونظف فضاءات العيش الخاصة والعامة من خلال ترسيخ آداب وطقوس النظافة الفردية ووضع سياسة للصحة العامة؟ لقد خبرنا ذلك حقيقة في ظل هذه الجائحة.
هل تعلمون أنه أول من أرسى دعائم التسامح، وقرر ألا إكراه في الدين وحمى غير المسلمين في أنفسهم، وأموالهم وأعراضهم. في العالم الإسلامي، عاش ولا زال المسيحيون واليهود حياة كريمة في احترام متبادل مع أبناء الوطن الواحد من المسلمين في حين أنه في حقبة محاكم التفتيش، تم اضطهاد المسلمين، الذين تعرضوا للتطهير العرقي أو كذلك في حقبة الاستعمار حيث كانت القاعدة هي نهب الثروات، و الاعتقالات، والمجازر. نفس الشيء في البوسنة والهرسك، في فلسطين، في بورما وفي الكثير من الدول الأخرى في العالم.
هل تعلمون أن هذا الرجل العظيم جاء رحمة للعالمين رغم اختلاف المعتقدات والأجناس، ومن تعاليمه، تنبع الرحمة نحو الحيوانات، والنباتات والمخلوقات الأخرى، مجنبا إياها أي أذى أو ضرر.
لا بد أنكم تعلمون أنه هو من دافع أيضا عن حقوق الإنسان، رجلا كان أو امرأة، صغيرا كان أو كبيرا، دون التمييز على أساس المكانة الاجتماعية أو المستوى المعيشي. وضع هذا الرجل العظيم عددا من المبادئ السامية في مجال الدفاع عن حقوق الإنسان. فقد أدان وحرم بشكل قطعي في خطبة الوداع التي سبقت وفاته بثلاثة أشهر، المس بالأنفس، والأموال والأعراض. وذلك لقرون مضت قبل أن يعرف العالم الإعلان العالمي لحقوق الإنسان سنة 1948.
هل تعلمون أن منقذ هذه البشرية أنهى تماما وأد البنات، و مكن المرأة من حق التصرف في جسدها بكل حياء وفي مالها بكل مشروعية. لقد منحها فرصة التعلم، وحق الحصول على ميراث عوض أن تكون هي الميراث وأتاح لها فرصة اختيار الزوج. كما جعل النساء شقائق الرجال في وقت كانت هذه المكتسبات من المحال حتى التفكير فيها.
هل تعلمون أن هذا الرجل العظيم ثمن عاليا التصرفات الفاضلة في حياة الإنسان، فدعا إليها قولا وفعلا ودافع عنها كالنزاهة، و الأمانة و الحياء، و الحلم…. كما أنه دعا إلى تمتين روابط القرابة والروابط الاجتماعية وجسد ذلك في أرض الواقع. ثم أنه حرم التصرفات غير اللائقة المنهي عنها، وابتعد عنها ونهى عن الاقتراب منها كالكذب، و الخيانة و الحسد و النفاق…..
حث هذا الرجل العظيم على الاستخدام الأمثل للعقل بهدف اكتساب المعرفة واكتشاف الكون واعتبره فعلا مثابا في حين أنه في الحضارات الأخرى، وقع العلماء والمفكرون ضحية جرائم ارتكبت في حقهم، واتهموا بالهرطقة، وأرهبوا بالسجن والتعذيب وحتى القتل.
هل تعلمون أن الرسالة التي أتى بها هذا الرجل الفذ تلائم الفطرة البشرية، حيث تراعى حاجيات الروح ومتطلبات الجسد، رسالة توازن بين الحياة الدنيوية والحياة الأخروية. رسالة تهذب غرائز ونزوات المؤمن، فلاهي تكبتها ولا هي تلغيها كما هو الحال في حضارات أخرى. فهذه الأخيرة تبالغ في المثالية المناقضة للفطرة البشرية فتحرم الأشخاص الذين يعبرون عن رغبة في التدين أو التنسك من حقوقهم الفطرية كالحق في الزواج أو الحق في الدفاع عن النفس.
قدم هذا الرجل العظيم للإنسانية نموذجا متكاملا للأخوة بين البشر وأكد بأن لا أفضلية بين الأجناس والأعراق، الكل متساو في أصل الخلقة وفي الحقوق وفي الواجبات، يتم التفاضل فقط على أساس التقوى. المؤمنون الأتقياء وحدهم هم الأفضل عند الله. وبالتالي، كانت الفرص متساوية بين الصحابة لخدمة الأمة والانتماء إليها: فقد كان هناك صهيب الرومي، بلال الحبشي، وسلمان الفارسي، جنبا إلى جنب مع إخوانهم العرب.
لهذا الرجل ذي الخلق النبيل أتباع بأعداد لم يسبق لها مثيل على وجه الأرض، ليس في العالم الافتراضي بل في العالم الحقيقي. كيف لا نكن له الحب؟ كيف لا نخصه بالمعزة؟ كيف لا نضعه موضع إجلال وإكبار؟كيف لا نطمح أن نكون رفقاءه في الجنة؟
في العصر الحديث، حاز شخص هذا الرجل العظيم على احتفاء وتكريم لا نظير لهما من قبل أكبر رجال العلم والفكر عبر التاريخ. https://d1.islamhouse.com/data/fr/ih_books/fr-Quedisentilsmuhammad_Alwatan-Islamhouse.pdf
هل خمنتم من يمكنه أن يكون؟
نعم، إنه “أعظم رجل في التاريخ”[1]، “منقذ البشرية”[2]، رسول الرحمة: محمد، صلى الله عليه وسلم.